يتعايش ما نسبته 32.4% من سكان العالم مع مرض الكبد الدهني المرتبط باضطرابات التمثيل الغذائي (Metabolic dysfunction-associated steatotic liver disease (MASLD)) الذي كان يسمى سابقًا بالكبد الدهني غير الكحولي، والذي قد يتحول بعد مرور 30 إلى 40 عامًا إلى تليف كبدي لدى 20% من الحالات، كما أن هذا المرض لا علاج دوائي له بل يعتمد المريض على الحمية الغذائية وممارسة الرياضية بهدف تقليل كمية الدهون المحيطه بالكبد وتقليل تنكس خلاياه.
يرتبط استهلاك السكريات بكثرة، خصوصًا الفركتوز الذي يوجد في المشروبات الغازية، مع الإصابة بمقاومة الإنسولين والتهاب الكبد، مما يُسهم في تطور مرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي، لذا يلجأ العديد من المستهلكين إلى المشروبات الغازية منخفضة السعرات التي تحتوي على مُحليات صناعية ظنًا منهم بعدم تَسبُّبها لأيّ أضرار للجسم، إلا أن الأبحاث الحديثة أشارت إلى دور الأسبارتام (Aspartame) كأحد هذه المحليات الصناعية في زيادة مؤشر كتلة الجسم (BMI) ونسبة الدهون في الجسم مما يؤدي إلى الإصابة بالسمنة، عدا عن تسبُّب هذه المشروبات بارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني، وكل هذه الآثار أثارت شكوك الباحثين حول ارتباط المشروبات قليلة السعرات بالكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي.
أشار الباحثون في دراسة مقطعية نُشرت في مجلة (BMC Public Health) إلى وجود ارتباط بين الاستهلاك العالي للمشروبات الغازية قليلة السعرات والإصابة بالتهاب الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي نتيجة ارتفاع مؤشر كتلة الجسم، ولكن لم يستطع الباحثون معرفة ما إذا كان استهلاك تلك المشروبات يتسبب بالسمنة بطريقة مباشرة، ومن أحد النظريات المُقترحة التي قد تشرح ذلك، دور المحليات الصناعية في تحفيز الشهية والحاجة إلى تناول السكريات، مما يؤدي إلى استهلاك المواد الغذائية عالية السعرات والدهون وبالتالي الإصابة بالسمنة.
المرجع:
- Wu, Y., Tan, Z., Zhen, J. et al. (2023) Association between diet soft drink consumption and metabolic dysfunction-associated steatotic liver disease: findings from the NHANES. BMC Public Health., doi: https://doi.org/10.1186/s12889-023-17223-0