أعراض انسداد الأمعاء وأسبابه وطرق علاجه

انسداد الأمعاء هو أحد المشكلات المرَضية التي تستدعي التدخل الطبي العاجل، إذ إنّها قد تؤدي إلى بعض المضاعفات الخطيرة في حال عدم علاجها، يحدث انسداد الأمعاء نتيجة انسداد مجرى الأمعاء جزئيًا أو كليًا، ويرجِع لِعدة أسباب، ومن أعراضها اضطراب حركة الأمعاء وعدم القدرة على إخراج الغازات أو التبرّز.

تُعد الأمعاء أحد أجزاء الجهاز الهضمي، فبعد مرور الطعام من المريء إلى المعدة حيث تحدث عملية الهضم، ينتقل إلى الأمعاء الدقيقة أولًا بغرض امتصاص العناصر الغذائية من الطعام، وبعدها يصِل ما تبقى منه إلى الأمعاء الغليظة، حيث يُمتَصّ الماء، ليتخلّص الجسم بعد ذلك من الفضلات المتبقية عبر فتحة الشرج،[1] لكن قد تتعرّض الأمعاء لبعض الاضطرابات التي تُعيق قدرتها على أداء وظيفتها كما يجب، كأن تُصاب بِانسداد الأمعاء أو غيرها من المشاكل، فما هو انسداد الأمعاء؟ وما هي أعراضه؟

انسداد الأمعاء

يُعدّ انسداد الأمعاء (Bowel Obstruction) من الحالات التي تستدعي التدخل الطبي السريع، ويُعرّف على أنه حالة مرضية تُعيق الأمعاء الدقيقة أو الغليظة عن أدائها لوظائفها بسبب انسدادها، ممّا يمنع حركة الطعام أو الفضلات خلالها، ليؤدي إلى احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة في حال عدم علاجها، ويجدر الذكر بأن ما يُقارب 25% من حالات انسداد الأمعاء تحدث نتيجة انسداد في الأمعاء الغليظة.[2]

أنواع انسداد الأمعاء

يُصنّف انسداد الأمعاء حسب شدته إلى نوعين:[3][4]

  • انسداد الأمعاء الكلي، إذ تُمنَع محتويات الجهاز الهضمي بالكامل من المرور عبره، سواءً أطعمة أو سوائل أو غازات، مُسبّبًا صعوبة شديدة في إخراج البراز والغازات.
  • انسداد الأمعاء الجزئي، يحدث الانسداد المعوي في هذه الحالة جزئيًا، ويُعدّ أقل خطورة من الانسداد الكلي، فهو يُعيق ويُبطىء حركة الطعام والسوائل والغازات عبر الجهاز الهضمي، مُسببًا شعورًا بالانتفاخ وعدم الراحة، بالإضافة إلى الإسهال.
  • انسداد الأمعاء الكاذب، إذ يُعاني المريض لدى الإصابة به من أعراض انسداد الأمعاء لكن دون انسدادها فعليًا، وذلك نتيجة حدوث مشاكل في عضلات الأمعاء أو الأعصاب التي تتحكم فيها.

أعراض انسداد الأمعاء

تعتمد بعض أعراض انسداد الأمعاء على مكان حدوث الانسداد داخل الأمعاء، وطول مدته، وتشمل:[4][5]

  • التقيؤ.
  • اضطرابات بحركة الأمعاء، لِتُسبّب الإسهال الذي يحدث في حالات انسداد الأمعاء الجزئي، والإمساك الشديد الذي يرافق الانسداد الكلي.
  • الشعور بالانتفاخ في البطن وعدم الارتياح.
  • الغثيان.
  • الشعور بمغصٍ شديد، وتقلصات في البطن.
  • عدم القدرة على إطلاق الغازات.
  • فقدان الشهية للطعام.

أسباب انسداد الأمعاء

تُصنف الأسباب المؤدية لِانسداد الأمعاء إلى قسمين رئيسيين، أحدها يتعلق بعوائق وظيفية في الأمعاء، والآخر لأسبابٍ لا تتعلق بوظيفة الأمعاء:

أسباب جسدية حِسيّة

تحدث نتيجة انسداد مجرى الأمعاء بجسمٍ ما جزئيًا أو كليًا، وهو أكثر شيوعًا في الأمعاء الدقيقة، وتتمثّل أعراضه:[5][6]

  • الالتصاقات، هي عبارة عن أنسجة ليفية تنشأ وتتطور بعد الخضوع لأحد العمليات الجراحية في منطقة البطن أو الحوض.
  • الانفتال، أو ما يُسمى بالتواء الأمعاء حول محورها.
  • الانغلاف المعوي، وهو ناتج عن اندفاع أحد أجزاء الأمعاء في تجويف الجزء الذي يليه.
  • تشوهات خلقية في الأمعاء، وهي أكثر شيوعًا عند حديثي الولادة.
  • نشوء أورام في الأمعاء الدقيقة.
  • الفتق، هو بروز جزء من الأمعاء عبر طبقة العضلات التي تحيط به.
  • بلع شيء يعلَق في الأمعاء، خصوصًا عند الأطفال.
  • الإصابة بأحد أمراض الأمعاء الالتهابية، مثل داء كرون والتهاب الرتج.
  • تراكم البراز في المستقيم أو القولون.
  • حصى الكلى، تُعد من الحالات النادرة.

أسباب غير حِسيّة (وظيفيّة)

تعود الأسباب غير الميكانيكية إلى وجود خلل وظيفي في الأمعاء يؤدي إلى انسدادها، ممّا يُعيق عملها الطبيعي، فمنها ما يكون مؤقتًا ويُشار إليه بالعلوص Ileus، ومنها ما يكون مزمنًا ويُدعى بالانسداد الكاذب، ومن مُسبّبات الإصابة بالانسداد المعوي المؤقت أو العلوص:[3][5]

  • الخضوع لجراحة في منطقة البطن أو الحوض.
  • العدوى، مثل الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء، أو التهاب الزائدة الدودية.
  • تناول بعض العلاجات الدوائية، مثل مسكنات الألم الأفيونية.
  • العدوى الشديدة.
  • اضطراب الكهارل (الأملاح بالجسم)، كانخفاض مستوى البوتاسيوم.
  • مرض السكري.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • عدم تكوُّن النهايات العصبية للأمعاء، بما يُعرَف بمرض هيرشسبرونج (Hirschsprung’s disease).

تتمثل الأسباب التي تؤدي إلى حدوث انسداد الأمعاء الكاذب بالإصابة بأحد الأمراض، أبرزها:[6][7]

  • أنواع من العدوى.
  • الخضوع لجراحة في البطن أو الحوض.
  • تناول بعض العلاجات التي تؤثر على العضلات والأعصاب، مثل المسكنات الأفيونية، ومضادات الاكتئاب.
  • المَيل إلى الخمول الشديد بقضاء وقت طويل في السرير.
  • تناول أصناف من الأدوية التي تتسبّب ببطء حركة الأمعاء.
  • الإصابة بأحد اختلالات الجهاز العصبي والدماغ، كالشلل الدماغي، وهي ممّا يرفع خطر الإصابة بانسداد الأمعاء.
  • الاضطرابات العصبية العضلية، مثل مرض الذئبة الحمامية، وداء تصلّب الجلد، ومرض باركنسون.

مضاعفات انسداد الأمعاء

تؤدي الإصابة بانسداد الأمعاء إلى حدوث بعض المضاعفات التي قد تتطوّر وتُصبح أكثر خطورة في حال لم تُعالَج،[8] من أبرزها:

  • آلام شديدة في الأمعاء.[9]
  • اضطرابات شديدة في حركة الأمعاء، مثل الإمساك الشديد أو الإسهال الشديد.[9]
  • فقدان الشهية للطعام.[9]
  • العدوى، إذ تُصبح الأمعاء أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى، مثل التهاب الصفاق، الذي يُعدّ من الحالات الطبية الطارئة.[8][9]
  • تمزّق الأمعاء، يحدُث نتيجة عدم وصول الدم إلى بعض أجزاء الأمعاء، ممّا يُسبب موت جدار الأمعاء، وإحداث ثقب فيها ثم تمزّقها.[8][9]
  • تعفُّن الدم، نتيجة تَسرّب البكتيريا الموجودة في الأمعاء إلى مجرى الدم، ما يؤدي لإصابة الجسم بالصدمة التي تُهدد حياة المريض.[10]

تشخيص انسداد الأمعاء

يُشَخّص طبيب الجهاز الهضمي انسداد الأمعاء بإجراء مجموعة من الفحوصات:[11][12]

  • التاريخ الطبي للمريض، وذلك من خلال معرفة الأمراض التي يُعاني منها المريض، أو فيما إذا خضع لعمليات سابقة في البطن، بالإضافة إلى الأعراض التي يشكو منها ومدى شدتها، ووقت ظهورها.
  • الفحص السريري، يُجري الطبيب الفحص السريري للمريض من خلال تحسُّس عضلات البطن باليد، واستخدام سماعة الأذن لسماع صوت الأمعاء للاستدلال على نوع انسداد الأمعاء الذي يُعاني منه المريض، بالإضافة إلى إمكانية لجوء الطبيب إلى فحص المستقيم يدويًا عبر الشرج.
  • فحوصات الدم المخبرية، للكشف عن وجود العدوى أو إصابة المريض بالجفاف.
  • الفحوصات الإشعاعية للأمعاء:
    • التصوير بواسطة الأشعة السينية (X-ray).
    • التصوير بواسطة الموجات فوق الصوتية (Ultrasound).
    • التصوير المقطعي المحوسب (Computed Tomography).

علاج انسداد الأمعاء

يُحدد الطبيب العلاج المناسب لانسداد الأمعاء وفقًا لحالة المريض، أو بحسب شدّة حالته، وتشمل علاجات انسداد الأمعاء:[13][14]

  • العلاج الدوائي، مثل المُليّنات التي يصفها الطبيب غالبًا في حالات انسداد الأمعاء الجزئي لتسهيل عملية التبرز وتخفيف الانسداد، بالإضافة إلى بعض المضادات الحيوية لعلاج حالات العدوى حال الإصابة بها.
  • تعويض سوائل الجسم، بإعطاء المريض محلول الكهارل الذي يحتوي على الأملاح (الصوديوم والبوتاسيوم) من خلال حقنها بالوريد.
  • تخفيف الضغط المَعوي، من خلال استخدام:
    • الأنبوب الأنفي المعدي للتخفيف من ضغط الأمعاء، وذلك بتمرير أنبوب رفيع من فتحة الأنف حتى المعدة لإزالة الغازات والسوائل منها.
    • أنبوب المستقيم، لسحب الغازات الموجودة في القولون.
  • الجراحة، تتطلب بعض الحالات الخضوع لإجراءات جراحية لعلاج مُسبّبات الانسداد المعوي، مثل استئصال الأورام والكُتل في الأمعاء، أو إزالة الالتصاقات، أو إجراء فتحة في القولون (Colostomy) في حال تشكٌّل الالتصاقات مرة أخرى وتِكرار الإصابة بانسداد الأمعاء أكثر من مرة.

الوقاية من انسداد الأمعاء

يمكن تقليل خطر الإصابة بانسداد الأمعاء، باتباع مجموعة من النصائح:[11][15]

  • الحفاظ على نظام غذائي صحي من خلال الإكثار من الخضروات والفواكه، وتقليل الأطعمة الدهنية.
  • الإكثار من شرب الماء بما لا يقل عن 1.5 لتر يوميًا.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لتحسين عملية الهضم.
  • مراقبة ظهور أي أعراض غير طبيعية والحرص على مراجعة الطبيب إذا ما شعر المريض بها بعد الخضوع لإجراء جراحي في البطن، لِما قد تَتضمنه من زيادة فرصة حدوث الالتصاقات في التجويف البطني، من ثم الإصابة بالانسداد المعوي.
  • تجنب التدخين.
  • الخضوع للفحص السنوي بعد تجاوز سن 50 للكشف عن سرطان القولون والمستقيم.

دواعي زيارة الطبيب

يُنصح بمراجعة اختصاصي الجهاز الهضمي في حال ظهور بعض الأعراض:[2][12]

  • الحمى.
  • الشعور بألم مستمر في منطقة البطن وتقلصات شديدة متفاوتة.
  • التقيؤ المستمر.
  • ظهور علامات الجفاف.
  • فقدان الشهية للطعام.
  • انتفاخ شديد في البطن، وعدم القدرة على إخراج الغازات.
  • عدم القدرة على التبرّز.
Authored By: . خولة يونس - Thursday ، 17 Nov 2022

References

2.
Cunha, J. (2021). Early Signs of Bowel (Intestinal) Obstruction. Retrieved from https://www.emedicinehealth.com/bowel_obstruction_early_signs_and_causes/article_em.htm
3.
Crawford, J. (2022). What is bowel obstruction?. Retrieved from https://www.medicalnewstoday.com/articles/324037

Most Read

Related Articles

Latest Related Articles

Questions & Answers

Related News

Related Test Articles

Related Disease Articles

Related Treatments

Related Medicin Articles