سرطان الجلد (الورم الميلانيني) والشامات الحميدة: ما الفرق بينهما؟

بالرغم من أن الشامات تُعد من علامات الجمال إلا إنها قد تتحول إلى سرطان في الجلد، ولكن يمكن معرفة الفرق بين سرطان الجلد والشامات الحميدة عن طريق شكل ولون وحجم الشامة والأعراض المصاحبة لها.

يُعد تشخيص سرطان الجلد للتفريق بينه وبين الشامات الحميدة ليس أمرًا سهلًا، فبعض أنواع الشامات تتسبّ بزيادة فرص الإصابة بسرطان الجلد، إذ ارتفع معدل الإصابة بسرطان الجلد في الآونة الأخيرة في عدة دول حول العالم، مثلًا في أستراليا يُصَاب 2 من كل 3 أشخاص بسرطان الجلد لدى بلوغهم السبعين، لِذا أصبح من الضروري الكشف عن الخلايا السرطانية مبكرًا لسرعة تلقي العلاج المناسب.[1]

ما هي الشامات الحميدة؟

تُعد الشامات الحميدة من علامات الجمال، وهي آفات جلدية حميدة تتكون من الخلايا الصبغية وتظهر إما على سطح الجلد (طبقة البشرة) أو تحت الجلد (طبقة الأدمة)، وغالبًا تكون غير موجودة على الجسم عند الولادة، ولكنها تظهر لاحقًا في مرحلة الطفولة أو المراهقة.[2]

لا تُشكّل الشامات خطورة على صحة الجسم إلا إذا كان عددها أكثر من خمسين شامة في الجسم (بحسب الخبراء)، فحينئذٍ يصبح الشخص أكثر عُرضة للإصابة بسرطان الجلد.[2]

يمكن أن تصاب الشامة الحميدة بالعدوى البكتيرية ويضطر الطبيب إلى إزالتها، وتُعد الجروح التي تسببها أدوات الحلاقة في الشامات إحدى طرق انتقال العدوى البكتيرية.[2]

ما هو الورم الميلانيني؟

الورم الميلانيني Melanoma هو من أنواع سرطان الجلد التي تنشأ في الخلايا الصبغية بسبب التعرض المفرط لأشعة الشمس فوق البنفسجية، وفيه يتغير حجم وشكل الشامة وقد يتكون عليها قشرة أو يحدث تقرح أو نزيف بها في المراحل المتقدمة من المرض، لكنه لا يسبب الإحساس بالألم، كما أن الورم الميلانيني يُعد أشرس أنواع سرطان الجلد، إذ يصيب حوالى ٢٣٠ ألف شخص حول العالم ويتسبب بــِما يُقارب ٥٠ ألف حالة وفاة سنويًا.[2]

ما الفرق بين الشامات السرطانية والشامات الحميدة؟

هناك عديد من الفروقات التي يمكن ملاحظتها للتمييز بين الشامات السرطانية والشامات الحميدة:[3]

  • الشامات السرطانية ليس لها حدود متماثلة خاصة عند رسم خط وهمي في منتصفها، فيبدو شقيها غير متماثلين.
  • حدود الشامات السرطانية ليست انسيابية، وقد تظهر مُتعرجة أو مُسنّنة، مقارنةً بالشامات الحميدة.
  • تتعدّد ألوان الشامات السرطانية، فقد تكون ذات لونٍ أسود أو بني ويتغير لونها عندما تنمو ليصبح لونها أحمر أو أزرق أو أبيض، على عكس الشامات الحميدة التي يكون لها لون واحد فقط وهو البني.
  • حجم الشامة السرطانية يكون أكبر من حجم ممحاة القلم تقريبًا، وغالبًا يتغير حجم الشامة السرطانية بسرعة، فقد يتقلص حجمها أو يكبر كما قد يتغير لونها وارتفاعها عن الجلد.
  • يصاحب الشامات السرطانية حدوث حكّة أو نزيف أو تقرحات لا تُشفى خلال أسبوع، كما قد يتكوّن عليها قشور.
  • تختلف الشامات السرطانية في شكلها عن بقية الشامات في الجسم، وتُعرَف هذه العلامة التحذيرية لسرطان الجلد بالبطة القبيحة بغرض المقارنة، أما حجمها فقد يكون أكبر أو ربما أصغر من الشامات الأُخرى.
  • لا تلتئم الشامات السرطانية بسرعة، وغالبًا تزيد مدة شفائها عن ثلاثة أسابيع، كما أن التقرحات المصاحبة لها تُشفى وتعود مرة أًخرى للظهور.

عوامل الخطر للإصابة بالورم الميلانيني

هناك عديد من العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالورم الميلانيني، مثل:[1]

  • العمر.
  • عدد الشامات في الجسم.
  • نوع ولون الجلد.
  • سبق الإصابة بالورم الميلانيني أو أحد انواع سرطان الجلد الأُخرى.
  • ظهور النمش.
  • وجود شامات غير مألوفة حجمها يزيد عن ٥ ملليمترات.
  • كثرة التعرض لأشعة الشمس والإصابة بحروق الشمس.

كيفية فحص الشامات السرطانية في المنزل؟

هناك بعض الخطوات الممكن إجراءها لفحص الشامات والتأكد من كونها غير سرطانية:[3]

  • الفحص الشهري للشامات والبقع الموجودة في جميع أنحاء الجسم، بدءًا من الرأس وحتى أصابع القدمين.
  • فحص الأماكن غير الظاهرة في الجسم، مثل المناطق بين أصابع القدم وباطنها وأعلى الفخذ والمنطقة الخلفية للركبتين وفروة الرأس والرقبة.
  • مراقبة التغييرات التي قد تطرأ على الشامات بمرور الوقت، مع التقاط صورٍ لها لدقة المقارنة.
  • زيادة الحرص على فحص الشامات في فترات الحمل والمراهقة وعند انقطاع الطمث.
  • مراقبة الشامات حديثة الظهور في كامل الجسم.

هل يمكن أن تتحول الشامة الحميدة إلى ورم ميلانيني؟

يندُر تحول الشامات الحميدة إلى الورم الميلانيني، ولكن يجب زيارة طبيب الجلدية عند ظهور بعض العلامات على الشامات الموجودة في الجسم، مثل:[4]

  • تغيُّر لون الشامة أو تغير حجمها لتبدو غير متساوية.
  • تغيُّر شكل الشامة أو ملمسها أو ارتفاعها.
  • ظهور قشور أو جفاف جلد الشامة.
  • تكتُّل الشامة لتصبح صلبة.
  • الحكّة والنزف.

تشخيص الورم الميلانيني

يُشخَّص الورم الميلانيني عن طريق أخذ عينة من خلايا الشامة لفحص الخلايا فيما إذا كانت سرطانية، إذ تُرسَل العينة إلى المختبر وتُعايَن تحت المجهر للتحقق من وجود الخلايا السرطانية، يُجرى تشخيص سرطان الجلد في عيادة طبيب الأمراض الجلدية أو في المستشفى، ولا يستغرق أخذ العينة من الأنسجة أو الخزعة سوى بضع دقائق.[4]

علاج سرطان الجلد (الورم الميلانيني)

يُحدَّد علاج الورم الميلانيني بناءً على نوع السرطان ومرحلته والوضع العام للمريض، كالآتي:[5]

  • الاستئصال الجراحي:

يكون الاستئصال الجراحي هو الخيار الأفضل في المرحلة الأُولى والثانية من الورم الميلانيني، ويُجرى الاستئصال الجراحي بإزالة الورم الميلانيني وكذلك منطقة صغيرة من الجلد حول الورم.

  • عملية استئصال العقد الليمفاوية:

تُجرى جراحة استئصال العقد الليمفاوية عند انتشار سرطان الجلد في العقد الليمفاوية القريبة (المرحلة الثالثة من الورم الميلانيني).

  • العلاج المناعي والعلاجات المُوجّهة:

يُستخدَم في المرحلة الرابعة من سرطان الجلد، وهي المرحلة التي ينتشر فيها السرطان إلى أعضاءٍ أُخرى من الجسم، تستهدف العلاجات المناعية والعلاجات الموجهة الطفرات الجينية المُسببة للسرطان ولإبطاء نموه وانتشاره وتخفيف الأعراض المُصاحبة له.

كما يُستخدم العلاج المناعي في التجارب السريرية التي تُجرى على مرضى المرحلة الثالثة من سرطان الجلد، إذ يساعد الجهاز المناعي في التغلب على الخلايا السرطانية في الجسم.

كذلك يمكن استخدام العلاجات المُوجهة لأنواع سرطان الجلد الشرسة والمنتشرة ولدى المرضى الذين يعانون من طفرة جينية.

كما أن هناك العديد من العلاجات المناعية التي يمكن استخدامها كعلاجات أُحادية أو علاجات مُركبة لسرطان الجلد، وتُستخدم هذه الأدوية في مراحل سرطان الجلد المُتقدمة أو أنواع سرطان الجلد التي لا يلائمها الاستئصال الجراحي، مثل: إيبيليموماب Ipilimumab ونيفيلوماب Nivolumab.

  • العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي:

يُستخدم العلاج الإشعاعي عادةً بعد عملية استئصال الغدد الليمفاوية ولتخفيف الأعراض المُصاحبة للورم الميلانيني في مراحله المُتقدمة، أما العلاج الكيميائي فلا يُستخدم بكثرة لعلاج سرطان الجلد.

هل يجب إزالة الشامات الحميدة لمنع تحولها إلى سرطان في الجلد؟

ليس من الضروري إزالة الشامات الحميدة عند اختصاصي الجلدية لمنع تحولها إلى سرطان في الجلد؛ إذ إنّ نسبة قليلة من الشامات الحميدة قد تتحول إلى شامات سرطانية، كما أن إزالتها لن يمنع حدوث سرطان الجلد لأنه يمكن أن يظهر في منطقة أُخرى من الجسم.[4]

هل يمكن إزالة الشامات في المنزل؟

يجب عدم إزالة الشامات في المنزل واللجوء إلى اختصاصي الجلدية لإزالتها، للأسباب الآتية:[6]

  • إذا كانت الشامة سرطانية، فإنّ إزالتها في المنزل يساعد على انتشار الخلايا السرطانية في الجسم.
  • إزالة الشامة دون الاستعانة بطبيب جلدية لفحصها لن يُمكّن المريض من التحقق من احتوائها على خلايا سرطانية، ما قد يسمح بانتشارها لتتخطى الجلد منه لأماكن أُخرى في الجسم دون ملاحظة ذلك حتى.
  • زيادة فرص الإصابة بالعدوى الجلدية أو انتقال العدوى في مجرى الدم.
  • تشوُّه الجلد وتكون الندبات.

المتابعة بعد علاج سرطان الجلد

يُوصي الأطباء بالفحوصات المُنتظمة للمرضى بعد تلقي علاجات سرطان الجلد، لمتابعة أي علامات تدل على عودة سرطان الجلد للمريض والتحقق من عدم انتشاره إلى العقد الليمفاوية أو مناطق أُخرى في الجسم.[5]

كذلك يمكن أن يخضع المريض للعلاج المناعي أو ما يُسمى بالعلاجات المُساعدة لمقاومة تكوُّن الخلايا السرطانية من جديد، ولكن لا توجد دراسات كافية تُثبت فاعلية العلاج المناعي في منع عودة سرطان الجلد.[5]

كتابة: الصيدلانية نهال متولي - الإثنين ، 12 أيلول 2022
آخر تعديل - الثلاثاء ، 07 آذار 2023

المراجع

1.
Soyer, P. (2014). Spot the difference: harmless mole or potential skin cancer?. Retrieved June 13, 2022, from https://www.uq.edu.au/news/article/2014/12/spot-difference-harmless-mole-or-potential-skin-cancer
2.
Dichiara, T. (2022). How Can You Tell If It’s a Mole or Skin Cancer? . Retrieved June 13, 2022, from https://www.verywellhealth.com/moles-vs-melanoma-skin-cancer-identification-gallery-3010833
3.
Jacob, D. (2022). Cancerous Mole vs. Benign Mole. Retrieved June 13, 2022, from https://www.medicinenet.com/what_does_a_cancerous_mole_look_like/article.htm

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري علاج سرطان الجلد أونلاين عبر طبكان
احجز