ما هي متلازمة ستوكهولم؟

تعرّف متلازمة ستوكهولم بأنّها حالة نفسية تدفع المصاب بها إلى التعاطف أو التعاون مع الشخص المضطِهد، أو المختطِف، أو الذي ضربه، أو اغتصبه، وما إلى ذلك من الاعتداءات، فيبدي الشخص ولاءه للمعتدي، وبمعنى آخر فإنّه عند وضع شخص أو مجموعة من الأشخاص في موقف معين لا يملكون فيه القدرة على التحكّم بمصيرهم، ويشعرون فيه بالخوف الشديد من التعرّض للإيذاء الجسدي، ويظنّون أنّ السيطرة تكمن في يد الخاطف أو المضطهِد لهم، فيفكّر هؤلاء الأشخاص بطريقة للنجاة قد تتطوّر إلى استجابة نفسيّة تتضمن التعاطف مع المضطهِد. وفي هذا المقال سيقوم فريقنا الطبي بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع متلازمة ستوكهولم.


أسباب متلازمة ستوكهولم


تأتي أسباب نشوء الرابطة العاطفية بين الضحية والمعتدي حسب تفسير الدكتور فرانك أوشبيرغ لكيفية تطور التعاطف لدى الرهينة، يرى أن الرهينة تشعر بخطر داهم ومفاجئ، كما تشعر أن الموت بات قريبًا، وبعد فترة وجيزة، تجد أن الخاطف يقدم للرهينة أسباب الحياة، كالطعام والشراب.


ترى الضحية أن التضامن مع المعتدي طريقة للدفاع عن الذات، وعدم قدرة مريض ستوكهولم على المقاومة، فيكون التعلق العاطفي نوع من الرد النفسي على الخضوع. ويفسر التعاطف والارتباط مع المعتدي طبقًا لعلم النفس التطوري بأنه استجابة الفرد للصدمة وتحوله لضحية. حل لمشكلة تعايش الضحية، مع وضع تكون فيه مسلوبة الإرادة؛ للحفاظ على حياتها وبقائها. إضافة إلى ذلك، يكون هنالك وجود تهديد لسلامة الشخص إن كانت البدنية أو النفسية أو لعائلته، والاعتقاد بأن الشخص المسيء سوف ينفذ تهديده فينعزل عن جميع الأطراف المساعدة أو الداعمة للضحية، كالأهل والأصدقاء معتقدًا أنه لا يستطيع الخروج من الموقف.


كذلك، يتصرّف الخاطف بشكلٍ لطيف حيث كلما كان الخاطف أقل عنفًا مع الرهائن، كلما تعاطفوا معه أكثر، كما من الممكن أن تدور بعض الأحاديث بينهم، تتعلق بظروفهم الخاصة، التي قد تكون دافعًا للتعاطف، إضافةً إلى الإصابة الجسدية للسجين على أيدي الآسِر، وغريزة الحفاظ على النفس في داخل الضحية في ذلك الوقت.


سبب تسمية متلازمة ستوكهولم


تم اشتقاق اسم هذه المتلازمة من عملية سرقة تمت في بنك في ستوكهولم في السويد عام 1973م، تم فيها احتجاز 4 رهائن، هم رجل 3 سيّدات، لـ 6 أيام متواصلة، وخلال فترة الاحتجاز وفي ظلّ ما كانوا يشعرون به من ضغط، أخذ الرهائن في الدفاع عن تصرّفات اللصوص، واللوم على الجهود المبذولة من قبل الحكومة في سبيل الإنقاذ، وبعد مرور أشهر على انتهاء المحنة، استمرّ الرهائن في إعلان الولاء لخاطفيهم، لدرجة أنّهم رفضوا الشهادة ضدّهم، بل ساعدوهم في جمع الأموال اللازمة للدفاع القانوني عنهم.


تشخيص متلازمة ستوكهولم


ليس لهذه المتلازمة تشخيص نفسي معترف به، لكن هناك العديد من الدراسات من قبل الأطباء النفسيين لفهم هذه الظاهرة النفسية وأعراضها. هذه الدراسات قامت بالتركيز على محاولة فهم الأشخاص الذين كانوا رهائن في مرحلة ما في حياتهم، خلال فترة الاختطاف قد تقوم الرهينة بتكوين صلة جيدة مع الشخص الذي اختطفها، وهذه الصلة قد تتطور لمشاعر أخرى مثل الحب أو التعاطف والرغبة في حماية الشخص المتسبب في أسرهم بدلًا من الهروب منه.


كما أن الرهينة قد تشعر في بعض الحالات بمشاعر سلبية تجاه الشرطة أو أي جهة تحاول إنقاذها من الأسر. الدراسات التي تمت على بعض الرهائن بعد تحريرهم من الأسر وضحت بأن متلازمة ستوكهولم تبدأ في التطور لديهم بعد احتجازهم بعدة أيام، هذه الفترة تكون كافية لتكوين صلة قريبة بين المحتجز والرهينة. هؤلاء الرهائن لم يتم معاملتهم بشكل سيئ، بل على العكس معاملة المحتجز لهم بشكل جيد أو بعطف هو ما تسبب في تطور هذه المتلازمة لديهم. الشخص الذي يعاني من متلازمة ستوكهولم عادةً ما يعاني من الضغط النفسي الشديد وكوابيس مصاحبة بأرق، بالإضافة إلى سهولة إخافته وشعوره بالارتباك وصعوبة الثقة بالآخرين.


علاج متلازمة ستوكهولم


إنّ علاج هذه المتلازمة يتطلّب جهودًا كبيرة من المعالجة السلوكية، والجلسات المكثفة التي تهدف إلى تعديل الفكرة عند الضحيّة، وكتابة الذكرى بطريقة مختلفة من أجل تغيير صورة الخاطف أو المعتدي في ذهن الضحية من كونه شخص منقذ، إلى حقيقة أنّه شخص معتدٍ.

#متلازمة ستوكهولم #أفضل دكتور نفسي في الأردن #أمراض نفسية