الهوس بتضخيم العضلات: مرض رجال العصر

تحوّل تركيز الناس مع تقدّم العصر، وتأثير وسائل الإعلام، والإنفتاح على الثقافات الأخرى، إلى الاهتمام بصورة وشكل الجسد لدرجة قد تتحول إلى هوس، خصوصا بالنسبة للرجال-وذلك بسبب الصورة السائدة عن شكل "الرجل المثالي"- حيث أصبح العديد منهم، خصوصًا أولئك الذين يرتادون النوادي الرياضية، يعانون من الهوس المَرَضي بتضخيم العضلات.

الهوس بتضخيم العضلات أو Muscle dysmorphia:

هو اضطرابٌ نفسي يندرج تحت اضطرابات تشوّه الجسم واضطرابات الوساوس القهرية، ويعدّه الأطباء عكس اضطراب فقدان الشهية، يعتقد المصابون به بأن أجسامهم نحيلةٌ جدًا، ضعيفة، وغير ممتلئة بالعضلات، في حين تكون أجسامهم حقيقةً عكس ذلك.

الأسباب:

لا يوجد سبب محدد وراء هذا الهوس، حاله حال أغلب الاضطرابات النفسية، إلا أن الأطباء يعتقدون أن العوامل الجينية تعمل على الإصابة به، كذلك، للعوامل الإجتماعية دورٌ في ذلك، حيث قد تؤدي الطفولة والمراهقة والعائلة والمجتمع إلى الإصابة بهذا الهوس، إضافةً إلى الصدمات العاطفية والتنمر والبيئة الثقافية.

الأعراض:

تتنوع أعراض هذا المرض، إلا أن المصاب به لا يكون واعيًا حول إصابته، فمن واجب أصدقائه وعائلته أن يفتحوا عينيه على ذلك، وحثّه على مراجعة الطبيب النفسي.

من أعراض الهوس بتضخيم العضلات أن يقلق المريض باستمرار حول حجم العضلات، أن يمضي الكثير من وقته وهو يتفحص بعضلاته أمام المرآة، أن يزن وزنه عدّةَ باليوم، وقد يرتدي الملابس الفضفاضة في الأماكن العامة وذلك لكي لا يرى الناس جسَده.

بالإضافة إلى هذا، يشعر المصابون بهذا المرض بالتوتر والقلق والخوف إذا ما خالفوا نظامهم الغذائي الصارم الذي يتّبعونه، ويشعر الآخرون من حولهم باهتمامهم الشديد بالتمارين الرياضية ومظهرهم.

العلاج:

إذا ظهرت عليك أو على أي شخص تعرفه أعراض هذا الهوس فمن الضروري جدًا أن تحصل على مساعدة مهنية-جعلناها سهلة ومتاحة على مدونتنا-، حيث يعتبر هذا المرض خطيرًا جدًا وقد يؤدي للإكتئاب الحاد.

بالنسبة لأولئك الذين يقتنعون بأنهم حقًا يعانون من اضطراب، ويختارون مراجعة طبيب نفسي، يتم معالجتهم عن طريق العلاج المعرفي السلوكي، الذي يتخلله العقاقير الطبية.

سوف يساعدك الطبيب على إدراك الأفكار الخاطئة التي ينتج عنها هذا الوسواس، وسيعمل هذا بدوره على التحكم بالسلوكيات القهرية العديدة مثل التحديق في المرآة والإفراط بالتمارين الرياضية.