الطب النفسي: مرض الوهم

في الحقيقة يصنف مرض الوهم على أنّه إضطراب ذهني، حيث يفقد فيه الشخص القدرة على تمييز الواقع، والوهم هو عبارة عن إعتقاد خاطئ مبني على إستناد غير صحيح من الواقع، ويكون المريض مقتنع تماما رغمًا عن الأدلة التي تثبت عكس ذلك. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأوهام قد تتضمن مواقف واقعية إلا أنه من غير المحتمل أن تحدث، على سبيل المثال؛ عندما يعتقد المريض أنّ شخصاً ينوي قتله، أو قد يتخيل مواقف أخرى تعدُّ شاذة وغريبة، كأن يعتقد أنّ هناك قوى خارقة تتحكم به، مع الإشارة إلى أنّ المعتقدات الدينية والتقليدية المقبولة في تلك الفئة من المجتمع لا تعتبر من الأوهام.



فيهذا المقال سيقوم فريقنا باستعراض أهم المعلومات عن مرض الوهم.



ما هي أسباب مرض الوهم؟



يوجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي للإصابة بمرض الوهم، وهي كما يلي:





  • خبرات الطفولة المكتسبة من الأم والأب إذا ما كانا يعانيان من التوهم المرضي، حيث يلاحظ الطفل اهتمامهما الزائد بصحته وبصحة أخوته.



  • الحساسية الزائدة لدى بعض الأشخاص، إذ يتوهمون إصابتهم بالمرض لمجرد سماعهم عنه، سواء من المرضى أنفسهم، أم من الأطباء، أم من وسائل الإعلام والإنترنت.



  • تعبير الإنسان عن شعوره بالعجز والفشل في حياته الأسرية، والعلمية، والاجتماعية، أو بسبب شعوره بالنقص وعدم الثقة، حيث تكون الأعراض المرضية التي يعاني منها مخرجًا من المشاكل التي يواجهها.



  • أن يراقب المريض أعضاء جسمه بشكلٍ مبالغ فيه، مع تحليله لأي تغيّر بطريقة سلبية.



  • افتقاد الحنان والحب، والحرمان العاطفي، حيث يظهر بكثرة لدى كبار السن؛ تبعًا لاحتياج المُلِح للعناية ولجلب الانتباه.



  • الإحساس المستمر بالعدوان المكبوت والقلق النفسي، وعند محاولة مقاومة هذا الصراع أو حله، يتحول من صراع غير ملموس إلى أشياء ملموسة تتمثل في أعضاء الجسم، حيث يتم التركيز عليها كمنفذ ومتنفس.



  • القلق النفسي الشديد الذي تتمّ مقاومته عن طريق تحويل الصراعات غير الملموسة إلى أشياء ملموسة، بحيث يتمّ التركيز عليها كمنفذ وحيد للشخص.




ما هي أعراض مرض الوهم؟



هناك العديد من الأعراض المصاحبة لمرض الوهم، وهي كما يلي:





  • الشكوى المتكرّرة من أي اضطرابات جسدية في مختلف أنحاء الجسم كالمعدة والرأس والقلب.



  • الوسواس المستمر بالمرض، والتركيز على الفكرة المرضية، والشعور غير الكاذب بالمرض، ممّا يجعل الجسم ضعيفاً، وهزيلاً.



  • يبدي الشخص علامات الخوف الشديد من العلاقات الاجتماعية، وعدم الثقة بالنفس، واضطراب العلاقات الأسرية، والانشغال بالنفس، ممّا يؤدّي إلى العزلة عن الآخرين.



  • كثرة التردّد على عيادات الأطباء، والانشغال بالصحة.



  • الإصرار على أنّ سبب العلة جسدي، وليس نفسي، ممّا يجعله غير متقبّل لفكرة الذهاب إلى طبيب نفسي.



  • الإحساس بضعف الذاكرة، وعدم التركيز العقلي، وذلك بسبب الوساوس التي تصيب الشخص.



  • قلة النوم، والأرق بسبب الانشغال بالهواجس، والوساوس التي تنتاب الشخص.




ما هو علاج مرض الوهم؟



هناك طريقتان لعلاج مرض الوهم:



العلاج بالأدوية: يتم معالجتهم بأدوية متعددة ولكن الأنواع الرئيسية المستخدمة هي مضادات الذهان، وتشمل المضادات التقليدية التي يتم استخدامها، والتي تعمل على منع مستقبلات الدوبامين في الدماغ، وأدوية جديدة أخرى أثببت كفاءة عالية في العلاج أكثر من الأدوية التقليدية، والتي تعمل على منع الدوبامين والسيرتونين معاً، وهناك أيضاً المهدئات ومضادات الإكتئاب وغيرها من الأدوية.



العلاج النفسي: يعدّ العلاج النفسي علاجاً رئيسيًا لهذا المرض، إذ إنّ العلاج المعرفي السلوكي هو العلاج الأكثر فعاليةً لهذا المرض، حيث يساعد المريض على إدراك وتفهم ما لديه من اعتقادات خاطئة تسبب له الخوف، كما يرشده إلى طرق إيقاف سلوكياته المرتبطة بالمرض، مثل وقف تكرار مراقبة الجسم وتفقده، ولا بد من الإشارة إلى أنّ هذا العلاج يتم من خلال عدة طرق، وهي كالتالي:





  • تعليم المريض العلاقة بين المشاعر والأفكار والأفعال.



  • كتابة قائمة بالأفكار السلبية التي تصاحب التوهّم المرضي، أو تسببه أو تسبقه، أو ترتبط به، ثمّ إعادة البناء المعرفي للمريض.



  • تعليم المريض التفسير العقلاني والإيجابي للتغيرات الجسدية.



  • محاولة تطبيق الأفكار البديلة، أو عكس الأفكار السلبية.



  • مساعدة المريض على التخيّل.



  • تعليم المريض كيفية إدارة الضغوط النفسية.



  • ممارسة تمارين التنفس العميق.



  • محاولة القيام بالاسترخاء العضلي التدريجي.



  • معرفة سمات الشخصية السلبية التي تزيد تفاقم الاضطراب، ثمّ محاولة الحد منها أو تغييرها إن أمكن.


#الوهم #طبيب نفسي #أفضل دكتور نفسي في الأردن #أمراض نفسية