الطب النفسي – رهاب العناكب

من يخاف العناكب؟ الكثير من الناس على ما يبدو! ومعظم فريقنا اتضح أنهم يخافون العناكب أيضاً، لذا جمع لك فريقنا كل ما تحتاج معرفته عن رهاب العناكب.


هو أحد أكثر أنواع الرهاب انتشاراً، ويصيب الناس من رغم كافة الحدود الجغرافية والثقافية. تخشى العناكب امرأة واحدة من كل ثلاث نساء عالمياً، وربما تكون ذات الأرقام صحيحة أيضاً للرجال، لكن الرجال أقل احتمالاً بكثير للاعتراف بها!


لماذا الكثير من الناس يخافون العناكب؟ إنها بالكاد تشكل خطرًا علينا - هناك حوالي 35,000 نوعًا من العناكب تعيش معنا على الأرض، إلا أن قلّة من هذه الأنواع تشكل تهديدًا مميتًا للبشر.


إحصائياً، تتسبب لسعات النحل بوفيات أكثر عشر أضعاف من لدغات العناكب. حيث يكون البشر أكثر قدرة على التكيف مع خوفهم من الدببة والنمور وأسماك القرش وحتى الكلاب، فنحن في الواقع نعطي أطفالنا هدايا وألعاب لدببة وكلاب و غيرها، ولكن العناكب تبقى بخانة الحيوانات المرعبة لنا.


فلماذا رهاب العناكب منتشر جداً!!؟ التفسير الأول هو أن الأشخاص الذين يخافون العناكب هم أكثر عرضة للخوف من مجموعة كاملة من الحيوانات الأخرى التي نسميها "المخاوف المرتبطة". تتكون هذه المجموعة من الحيوانات من العديد من الثدييات الصغيرة، مثل الجرذان والفئران، والحيوانات التي تميل إلى أن تكون ذات مظهر ضار، مثل البرمائيات والثعابين والسحالي، والحشرات واللافقاريات كالرخويات والقواقع والصراصير.


إذن ما هو العامل المشترك الذي يجعل الناس يخافون من هذه المجموعة الضيقة من الحيوانات؟ الجواب هو الشعور بالقرف والإشمئزاز.


إن الشعور بالاشمئزاز هي استجابة تطورت لمنع انتشار الأمراض والأوبئة، والإثارة الأولية للإشمئزاز هي أشياء مثل المخاط والبراز والقيء، وكلها قد تحمل مسببات الأمراض التي يمكن أن تنشر المرض.


نحن نتفاعل مع هذه المحفزات من خلال تجنب لمسها، والشعور بالغثيان، ولنتأكد من أننا لا نضعها في الفم أو نتناولها، كما أن لدينا تعبير وجه مميز ينقل الاشمئزاز، وهذا ينطوي على تجعد الأنف (لمنع الروائح ومسببات الأمراض التي يتم استنشاقها) ومط الشفة السفلية من الفم.


وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يخشون الحيوانات المذكورة - بما في ذلك العناكب - لديهم حساسية كبيرة من الاشمئزاز.


أي أنهم يتفاعلون بقوة أكبر مع أشياء مثيرة للاشمئزاز، ويكرهونها أكثر، هذا صحيح أيضا للأشخاص الذين لديهم رهاب العناكب، لقد أجريت دراسة منذ عدة سنوات، نطلب فيها من المصابي برهاب العناكب أن يخبرونا عما كانت عليه العناكب التي أخافتهم.


ومن المثير للاهتمام، لم يكن هناك توافق في الآراء حول ما كانت عليه العناكب التي كانت مخيفة. إذ خشي بعض الناس من شعر العنكبوت، آخرون من سيقانه، والبعض الآخر يخاف من كونهم يميلون إلى الحركة بسرعة وبشكل غير متوقع، لا يزال آخرون لا يحبون عيونهم، ويعتقدون أن العناكب "تحدق بهم".


هذا الافتقار إلى التوافق في الآراء بين من يخافون العناكب وحول ما هو مخيف يوحي بأن السبب الحقيقي لخوف العنكبوت لا يزال غير معروف.


وتبين أن هذا العامل الخفي قد يكون مبعث اشمئزاز، وقد أظهرت الأبحاث أن مستوى الخوف العنكبوتى مرتبط بمستويات الحساسية للاشمئزاز، وأن علاج رهاب العناكب يتقدم بشكل أكثر نجاحا إذا استهدفت الاستجابات للاشمئزاز أيضا فى مراحل العلاج.


كل هذا يشير إلى أن العديد من أنواع الرهاب الحيواني تمثل ردود فعل مشئومة بدلاً من الخوف بالمعنى التقليدي. لكن هذا يطرح السؤال عن سبب إثارة بعض الحيوانات للاشمئزاز والبعض الآخر لا يفعل ذلك، وعلى وجه الخصوص لماذا يتسبب العناكب في إثارة الاشمئزاز، ولماذا أصبح الحيوان الأكثر رعبا في العالم!


ربما تكمن الإجابة في تحليل تاريخي لكيفية ارتباط هذه الحيوانات الفردية بانتشار المرض بين البشر. هذا تحليل آخر مثير للاهتمام.


إذا كنت تعرف أحداً يعاني من هذا الرعب، الذي إن ترك على حاله قد يتفاقم ليصل درجات يصعب معها القيام بالوظائف اليومية الروتينية، فباشر بالتواصل مع أحد أخصائيينا لتريب موعد جلسة أولية.


شاركونا آرائكم وأسئلتكم عبر صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي.

#رهاب العناكب #طبيب نفسي الأردن #أفضل طببب نفسي السعودية #الرهاب