الطب النفسي: انفصام الشخصية

يعد مرض انفصام الشخصية أحد الأمراض العقلية التي قد تصيب الإنسان، وهو من أكثر الأمراض النفسية خطورة وانتشار، وقد تم تصنيفه كمرض عقلي وليس نفسي. يتمثل الاضطراب الفصامي في تعطل العمليات العقلية لدى المريض، وعدم القدرة على التحكم في الانفعالات أو الاستجابة للأمور الحسية والعقلية التي يمر بها، وهو يصيب الأشخاص غالباً في سن الشباب.


في هذا المقال سيقوم فريقنا باستعراض أهم المعلومات عن هذا المرض الخطير:


ما هو انفصام الشخصية ؟


هو اضطراب قوي في الدماغ يشوه الطريقة التي يفكر أو يتصرف بها الشخص المصاب به، وطريقة تعبيره عن نفسه أو تعامله مع الأشخاص من حوله.


ما هي اسباب انفصام الشخصية ؟


لا يوجد سبب وحيد مباشر لهذا المرض، فهناك عدة عوامل قد تؤدي للإصابة به : العامل الوراثي، والخلل الجيني لدى المريض؛ حيث يمكن أن يؤدي زواج الأقارب أو وجود تاريخ مرضي لدى الأقارب المقربين إلى التأثير في حدة تلك الأعراض، وتزداد احتمالية الإصابة نسبياً مع عدد المصابين بالمرض من العائلة.


و هناك عامل آخر للانفصام وهو تعاطي أدوية أو عقاقير منشطة موصوفة طبياً أو بغرض الإدمان؛ حيث يمكن أن تؤدي تلك العقاقير إلى التأثير على الجهاز العصبي المركزي والمخ بشكل كبير، وهناك أثر للعوامل النفسية السيئة والمشاكل الأسرية.


ما هي اعراض انفصام الشخصية ؟


يوجد العديد من الأعراض للانفصام قد يشترك بها مرضى الفصام؛ فتظهر بعض الأعراض في بعض الأوقات، ولكن ليس شرطاً أن تظهر كل الأعراض عليهم طوال الوقت؛ وهذه الأعراض هي :


اضطرابات الفكر واللغة : حيث يأخذ هذا العرض عدة أشكال، وبما أنّ اللغة هي مرآة للعمليات الفكرية فهي تعبر عند المرضى المصابين بالفصام عن الخلل في الترابط الفكري لديهم.


خلل في الإدراك : يعاني المصابون بالفصام من مشكلات إدراكية واضحة، فلا يستطيعون تقدير الأحجام أو تقدير الوقت أو تمييز الاتجاهات أو الأماكن، ويعانون من نوعين رئيسيين من الاضطرابات وهما : إنهيار الإنتباة والهلاوس.


اضطراب المزاج : من الصعب تظهر على المريض بالفصام تعابير تصف ما يجول في وجدانه؛ فلا يستطيع المحيطون به تحليل تعابير وجهه وقراءة ملامحه، فوجهه يظهر عليه الجمود واللامبالاة، وتصرفاته تتميز بالسطحية وعدم الاكتراث، واستجاباته لما حوله غير متوازنة ولا منسجمة، فقد يضحك مثلاً لو تعرّض للتعذيب أو يبكي دون سبب، أو قد ينتقل من حالة لأخرى بسرعة؛ فالمريض بالفصام لديه تفكك عاطفي وتقلب وجداني مزمن.


اضطراب السلوك الحركي : من أكثر السلوكات الحركية وضوحاً لدى المصابين بالفصام السلوك النمطي أو التكرار الحركي؛ حيث يمارس المريض أفعالاً لا معنى لها مثل: هز الرأس، و هز الأرجل، وتدوير الأيدي لمدة ساعات، وأيضاً هناك الليونة الكبيرة؛ حيث يحرك المريض عظامه وعضلاته بكل ليونة، والنوع الأكثر حدة هو الجمود، حيث من الممكن أن يبقى على قدم واحدة دون أن يتحرك لساعات، والنوع الأخير هو الهيجان والاستثارة حيث تزداد حركة المريض فيحطم الأشياء و قد يعتدي على الآخرين.


الانسحاب الإجتماعي: يقوم المصابون بالفصام بالانسحاب التدريجي عن البيئة والأشخاص المحيطين بهم، وما يفصلهم عن الشخص الطبيعي المنعزل أن المصاب بالفصام من النادر أن يجري حديثاً قصيراً مع من حوله أو يسعى لتكوين أصدقاء؛ فهو يتعامل وكأنه لا وجود للآخرين من حوله، وفي الحالات المتطورة فإن المصاب يبقي مسافة بينه وبين الآخرين ويتجنب النظر إليهم بشكل مباشر.


ما هو علاج انفصام الشخصية ؟


في حال الكشف المبكر عن المرض فهذا يساهم بشكل كبير في العلاج، حيث إن العلاج في بداياته يعد أسهل، والانتفاع منه يكون أكبر، أما كلما تطورت حالة المريض أصبح من الصعب علاجه، وقد يؤدي به ذلك إلى الموت أو إيذاء نفسه أو الآخرين.


يتم علاج مرضى الفصام بطريقتين : علاج أعراض المرض، وتحسين مستوى أداء الوظائف الاجتماعية. تظهر الدراسات أن هناك إمكانية للشفاء الاجتماعي من المرض والقدرة على المضي قدماً خصوصاً لدى النساء، ولكن بعض أعراض المرض قد تبقى موجودة. وإن شخصية الفرد ما قبل المرض ومدى توازنه وعزيمته لها دور كبير في الاستجابة للانتكاسات التي يتعرض لها المريض، فعلاج المرض يجب أن يكون مستمراً ومراقباً وغير منقطعٍ حتى لا تحصل انتكاسات فتتدهور حالة المريض للأسوأ.


علاج المريض بالفصام يكون عادة في عيادات خارجية للطب النفسي، أو قد يتطلب دخول المستشفى لفترة من الزمن، وذلك بحسب الحالة التي وصل إليها المرض، وما إذا كان يشكل خطراً على نفسه أم لا، وما إذا كانت البيئة التي يعيش فيها مناسبة للعلاج أم لا. ويكون علاج المريض علاجاً متكاملاً عن طريق استخدام العقاقير الطبية، واستخدام العلاج النفسي الفردي للمريض، والتأهيل المُجتمعي للمريض ليقدر على التعامل مع الآخرين، وإشراك المريض في برامج العلاج الجماعي، وعمل الجلسات العائلية الإرشادية التي من شأنها دعم المريض ومساعدته على تخطي الانتكاسات والشفاء من المرض.

#الفصام #دكتور نفسي