الطب النفسي: البارانويا

قد يكون العالم مكانا خطرًا، ولكن أن تشعر أن جميع أو أغلب الناس يحكيون المكائد دائمـًا لخداعك أو إيذائك، وأن الكون كله -حرفيًا- يتآمر ضدك، قد تُشَّخص بأنك مصابٌ بمرض البارانويا. وهو ما يُعرف بداء العظمة أو تضخيم الذات واحتقار الآخر مما يعكس تمركز الشخص المصاب بالبارنويا حول نفسه معتقدًا بأن الآخرين يعملون على اضطهاده وإيذائه، مما يجعله سريع الغضب وعنيد ويميل إلى العدوانية، ومن يصاب بهذا المرض يتصرف على أنه إنسان غاية في الأهمية، ولابد أن يعامله الآخرون على أنه محور اهتمامهم.



وللمزيد من المعلومات حول البارانويا، فام فريقنا بتجميع كل المعلومات اللازم معرفتها في هذا المقال.



أعراض البارانويا



يوجد العديد من الأعراض التي يعاني منها مريض البارانويا، ومنها: الإجهاد المستمر. القلق وعدم الثقة بالآخرين وسوء الظن بهم. كما يسعون للجدال دون جدوى. ويتصفون بالعدوانية والبحث الدائم عن أدلة، والشعور بتضخم الذات. والشعور الدائم بأن لا أحد يفهمهم، والاحساس بالاضطهاد وأنهم الضحية، حتى عندما لا يكون هناك تهديد. فيعملون على الانعزال عن الآخرين. كما يمكن أن يوصلهم هذا للإصابة باضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب الهوسي (bipolar disorder).



أنواع البارانويا




  • الاضطهاد: يعتقد المريض أن الناس من حوله يتآمرون عليه ويريدون إلحاق الأذى به عن عمد.

  • العظمة: يعتقد المريض أنه شخصية مرموقة بالغة الأهمية أو النفوذ.

  • توهم المرض : يعتقد المريض أنه مصاب بمرض عضال رغم كل التحاليل والفحوصات التي تثبت له عكس ذلك.

  • التلميح: والهمس والغمز ممن حوله، إذ يتوهم أن كل ذلك موجه ضده بنية سيئة، مما يدفعه إلى اعتزال الناس.

  • السوداوي: يعتقد المريض في هذه الحالة أن مصائب الناس والكوارث البيئية والحروب، كلها حدثت بسببه، أي أنه يشعر بالذنب والإثم، لذا يرى أنه يستحق أي عقاب ينزل به.



وبالعودة إلى طفولة الشخص المصاب بالهذاء، فإننا نرى أنه كان يتسم بالوحدة والعزلة الاجتماعية وقلة الأصدقاء وعدم القدرة على تبادل الثقة والتقلب الانفعالي وعدم الأمن والشك والعناد، والتبرم والعصبية والحزن. وكلما اقترب الطفل من سن الشباب تزداد السمات التي كان يتسم بها في طفولته لتصل إلى حدود الأنانية والمبالغة في تصور الأمور وتعقيدها والتذمر والعدوان كما تزداد لديه مشاعر الاضطهاد أو العظمة.



أسباب مرض البارانويا



هناك مجموعة من العوامل والأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض البارانويا، ومنها:




  • الضغط العصبي.

  • كيمياء الدماغ.

  • تعاطي الممنوعات، إذ إن وفقاً لأحد البحوث فإن استخدام الميتامفيتامينات يمكن أن يسبب أوهام تؤدي إلى الإصابة بمرض البارانويا.

  • اضطراب الجو الأسري.

  • اضطراب نمو الشخصية قبل المرض وعدم نضجها.

  • الإحباط والفشل والإخفاق في معظم مجالات التوافق الاجتماعي والانفعالي في الحياة، والذل والشعور بالنقص وزيادة الأنا.



علاج مرض البارانويا



لعل أنجح أساليب العلاج التي توصل إليها علماء النفس في علاج مرض البارانويا هو العلاج السلوكي والذي يعني تنبيه المريض إلى أسباب مرضه، وإلقاء الضوء عليها وتدريبه إلى عدم الإصغاء إلى هذه الأوهام وأن يستشعر الخلل وأن كل مايسمعه أو يفسره من أحداث سيئة ليس حقيقيا، وأنه ليس المقصود بما يدور حوله و كذلك تدريبه على عدم تحليله لجميع السلوكيات نحوه أنها سلبية وأن الجميع يقصد الإساءة له،



كما يلجأ الأطباء إلى الصدمات الكهربائية لتخليصه من تلك الأوهام ومحاولة عكس كل معتقداته عن إساءة الآخرين له. ومع ذلك يظل المرض مزمنًا يستدعي دومًا المتابعة الطبية من الطبيب النفسي للتخفيف من حدته، وكذلك إعادة بناء المريض لذاته و تقويتها والحفاظ على جرعات دوائية لفترات معينة.



إن كنت تعرف من يعاني من هذه الأعراض فعليك أن تنصحه بمشاركة أفكاره ومشاعره مع شخص آخر أو طبيب نفسي مختص. حيث أنه إذا استمر في كتم مشاعره ستطفو كلها في النهاية على السطح مرة واحدة، وتؤثر بشكل سيء على صحته، لذلك عله أن يتحدث مع شخص يثق به.

#البارانويا #طبيب نفسي #أفضل دكتور نفسي في الأردن