اضطراب الهوية الفصامي...أنصت لما تقوله كل شخصيةٍ

يعتبر اضطراب الشخصية المتعدده (الفصام) من الاضطرابات التفارقية (اضطرابات انشقاقية)، بحيث تتميز بوجود شخصيتين منفصلتين أو أكثر للفرد، وتتناوبان في التحكم بسلوكياته ووعيه وتتحكم شخصية واحدة ببقية التحولات الأخرى.


كما أنه يعتبر مرض عقلي واضطراب نادر، إلا أنه مثير وخطير في أحيان أخرى، ونظرًا لكثرة اللغط حول هذا الاضطراب؛ تم إعادة تصنيفه ليخرج بمسمى "اضطراب الهوية الفصامي" ويختصر بالرمز "DID". حيث تتواجد شخصيتان أو أكثر داخل الشخص نفسه. وكل شخصية تتمتع بخصائص، وذكريات، ورغبات، وعلاقات خاصة. وكل واحدة منها تتحدث، وتكتب، وتتصرف بطريقة مختلفة عن الآخر.


ومن الجدير بالذكر أن كل من تلك الشخصيات مدركة لوجود الشخصية الأخرى. ويكون التنقل بينها بطريقة مفاجئة، ودراماتيكية، وتشوبها الضغوط الشديدة. فعندما يطغى القلق أو يهدد إحدى الشخصيات الأخرى؛ تستدعي الشخصية المتعددة بظهور الشخصية القادرة على التعامل مع الضغوط الراهنة. والتي يظهر تأثيرها بشكل واضح من حيث رد الفعل، والعواطف، والنبض، وضغط الدم، وتدفقه إلى الدماغ.


وفي هذا المقال سيقوم فريقنا الطبي بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع الاضطرابات النفسية.

أسباب اضطراب الهوية الفصامي


ثبت أن أساس حدوث مرض اضطراب الهوية الفصامي، كما تشير النظرية النفسية حول كيفية تطور المرض، هو حدوثه كرد فعل على صدمة مرت أثناء مرحلة الطفولة. لذا فقد ينتج هذا الاضطراب عن مقدرة فطرية على الانفصال بسهولة، أو التعرض المتكرر لنوبات من الإيذاء والتعنيف الجسدي، أو الانتهاك الجنسي الحاد في مرحلة الطفولة وعدم وجود شخص داعم للتصدي لكل هذه الإساءة، بالإضافة إلى التأثير السلبي من قبل أقارب أو معارف لديهم أعراض أو اضطرابات فصامية.


وبالأخض يُعتقد أن الطريقة الوحيدة لدى بعض الأفراد للرد على مواجهة الصدمات الشديدة في طفولتهم المبكرة؛ هي التنحي عن تلك الذكريات، لكن عندما يصبح رد الفعل شديد فقد يتسبب في حدوث هذا الفصام. إضافة إلى ذلك هنالك من يقول بأن الأعراض قد تنشأ نتيجة المعالجات الهادفة من قبل المختصين لاسترجاع الذاكرة عن طريق الإيحاء. وكما هو الحال مع الاضطرابات الأخرى، فإن وجود أحد أفراد الأسرة مصاب بهذا المرض قد يكون عامل خطر.


علاج اضطراب الهوية الفصامي


يتدرج علاج اضطراب الهوية الفصامي في ثلاث مراحل أولها التركيز على أعراض المرض وتخفيف الجوانب المؤلمة والعمل على ضمان سلامة الفرد. ثانيها التركيز على التعرض التدريجي لهذه الذكريات المؤلمة ومنع إعادة التفكك. ثالثهما هو التركيز على إعادة ربط الهويات المختلفة في هوية واحدة مع كل الذكريات والتجارب السليمة.


كما يعتبر علاج السبب الرئيسي هو الأهم على الإطلاق ففي علاج مثل هذه الاضطرابات الحرجة، ويمكن استخدام العلاج النفسي والأدوية النفسية عند الحاجة.


حيث يعتبر كل من العلاج السلوكي المعرفي والعلاج السلوكي الجدلي تقنيات تم تطويرها من قبل العاملين في مجال الصحة العقلية لتقليل تردد الأعراض، وتحسين استراتيجيات التصدي لهذه التجربة.


كما أنها تعمل لدعم ورعاية المحيطين بالمرضى سواء أسرة أو أصدقاء، والتشجيع لبدء حياة جديدة.


وهنالك خطوات للتعامل مع الشخص المصاب بهذا الاضطراب، في محاولة فهم ما يشعرون به. فعند ظهور الشخصيات المتعددة بشكل واضح؛ فتتناقض أفكار ومعتقدات المصاب تمامًا لما يفكر، يشعر، ويعتقد به في شخصيته الحقيقية. كما تختلف لهجات تلك الشخصيات وأساليبها في الحديث، وقد تعاني من أمراض أو اضطرابات نفسية وعقلية أخرى. فلا تصدق أو تحكم على أمر ما وفق شخص مصاب يأتي إليك ويخبرك عما حدث معه أو رآه أو ظنه، ولا تشعره بأنك لا تصدقه. استمع دائمًا دون سخرية أو تشكيك فيما يقول. ولا تتهمه بالكذب. ولا تتفه همومه ومشاكله، لكن قدم له المساعدة إن أمكن. مع مرور الوقت ستتعرف على كل شخصية على حدة، وستتعلم كيفية التعامل معها.

#انفصام الشخصية #دكتور نفسي #طبيب نفسي