أمراض نفسية: عادة قضم الأظافر

تنتشر عادة قضم الأظافر بشكل واسع بين العديد من الناس، وتعود جذور هذه العادة لآلاف السنين، إذ قيل أن الفيلسوف اليوناني القديم كليانثس كان من المدمنين على عض أظافره. ولا توجد في عصرنا الحديث بيانات واقعية عن عدد المأسورين بهذه العادة والمعروفة بـ (اضطراب قضم الأظافر)، ولكن تشير بعض الدراسات القليلة بهذا الشأن أن نحو 20% من البالغين يقومون بذلك بانتظام.


وفي هذا المقال سيقوم فريقنا الطبي بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع عادة قضم الأظافر.


قضم الأظافر


هي عادة عضّ الأظافر وإتلافها وإتلاف المنطقة المحيطة بها، وهي عادة سلوكيّة سيّئة يمارسها الكبار والصغار فتسبب الشعور بالإجهاد والخمول والتوتّر والقلق، وربما قد يكون الشخص في حالة من الحماس، وقد تكون عادة أو سلوك لدى الفرد، أو نتيجة التعرّض لمواقف موجعة ومؤلمة، أو قد يكون نتيجة للشعور بالاكتئاب والإحباط، وفي الغالب هي عبارة عن عادات عصبية، ومن هذه العادات مصّ الإبهام وتنظيف الأنف بالإصبع والضغط على الأسنان ولف الشعر حول الإصبع أو سحبه وغير ذلك.


قضم الأظافر في علم النفس


يحاول معظم المدمنين على قضم أظافرهم التخلي عن هذه العادة العصبية التي لا تشوه مظهر أصابعهم فحسب، بل وتسبب لهم الإحراج أمام الناس ويمكن أن تؤدي إلى الإصابة بعدة أمراض أخرى، ولكنهم في الغالب يفشلون في ذلك.


وأشار علماء النفس إلى أن السلوك التكراري لقضم الأظافر يعاني منه نحو 60% من الأطفال و45% من المراهقين، و20% من البالغين. وتبدأ هذه العادة في مرحلة الطفولة والمراهقة، ويقلع عنها الكثيرون مع مرور السنين، فيما تبقى ملازمة للكثيرين في مراحل أعمارهم المتقدمة.


واختلفت الأبحاث بشأن أسباب ودوافع المعركة الفموية بين الأظافر والأسنان، الموجودة عند الذكور أكثر من الإناث، فقد أرجعها باحثون أميركيون من جامعة كاليفورنيا إلى جملة الاضطرابات النفسية المندرجة ضمن ما يسمى علميا بـ"الوسواس القهري"، والذي يشمل أيضا أنواعا أخرى من السلوكيات الجبرية التي تتكرر لدى الفرد وتلازمه وتستحوذ عليه ولا يستطيع مقاومتها، رغم وعيه بغرابتها.


ويمكن أن يظهر الوسواس القهري في صورة سلوكيات معينة، مثل تكرار غسل الأيدي بصورة غير طبيعية، أو النظافة المفرطة أو الرغبة في التأكد من بعض الأمور المرة تلو الأخرى وبشكل مستمر، مثل غلق الباب أو أخذ المفتاح.


وأرجعت الدراسات الحديثة ذلك إلى مشكلات في الاتصال بين الجزء الأمامي من المخ (المسؤول عن الإحساس بالخوف والخطر) والتركيبات الأكثر عمقا للدماغ (العقد العصبية القاعدية التي تتحكم في قدرة المرء على البدء والتوقف عن الأفكار التي تدفعه إلى القيام بهذه العملية الأوتوماتيكية الخارجة عن إرادته(.


ويذهب باحثون إلى أبعد من ذلك بربطهم بين نوبات الغضب عند الأطفال التي تظهر في نهاية السنة الأولى من العمر وتبلغ ذروتها في عمر السنتين إلى الأربع سنوات، ويمكن أن يعبروا عنها بالحركة الدائمة والمضطربة، أو قضم الأظافر، والبعض منها قد يتحول إلى عادة ملازمة لهم في مراحل لاحقة من العمر.


كما أكد الباحون في هذا المجال بأن قضم الأظافر من العادات السلوكية التي يلجأ إليها البعض للتخلص من التوتر والشد العصبي.


وشبه قضم الأظافر بما يعرف باسم "السلوك التعويضي الانصرافي" الذي يستخدم كطريقة للتحكم في نوبات الغضب والتوتر الشديد.وتفسير ذلك على أنه "الشعور بالعجز حيال بعض المواقف غالبا ما يكون السبب وراء قضم الأظافر"، وهو الشعور بالعجز، فبعض الأشخاص على سبيل المثال لا يستطيعون التعبير عما يشعرون به من ضيق بشكل مباشر، فيترجمون ما بداخلهم في شكل مجموعة من العاداتِ والسلوكيات التكرارية.


حالات قضم الأظافر


يعتبر قضم الأظافر من الأمور التي يقوم بها الفرد دون وعي منه، في أثناء مشاهدته للتلفاز أو في أثناء قراءته لمقال فهو يقوم بقضم أظافره من دون تفكير ولا تخطيط مسبق وقد ينتج قضم الأظافر عن الشعور بالتوتّر والقلق والضغوط النفسية التي تحيط به وتزداد هذه العادة عندما يواجه الشخص صعوبات تتحدى قدرته، كما يمكن أن تكون عادة وراثية تنتقل من الآباء إلى الأبناء، أو رغبة في تقليد من الكبار فيما يقومون به.


أعراض قضم الأظافر


ترافق عادة قضم الأظافر أعراض كالكذب، والسرقة، والتبوّل اللاإرادي نتيجة خوفه أو قلقه من أمر ما، أو الانزواء أو العصبية، أو التأخر الدراسي، أو الحساسية.

#قضم الأظافر #أفضل طبيب نفسي في الأردن #أمراض نفسية