لقاحات فايزر وموديرنا آمنة على الحوامل بحسب دراسة أُجريَت مؤخرًا بإشراف باحثين لدى CDC

أشارت دراسة أُجريت على الحوامل لتوكيد أمان استخدام لقاح فايزر وموديرنا إلى أنّه من الممكن تطعيم الحوامل في الثلث الأخير من الحمل دون أن يكون له أثرٌ سلبي شديد على الأُم وجنينها، إلّا التطعيم خلال الأشهر الأُولى من الحمل لا زال قيد الدراسة والبحث.

منذ ترخيص لقاحات كوفيد-19 أواخر عام 2020 وبدء مراحل التطعيم في شتّى دول العالم، بَرَز سؤالٌ لدى الكثيرين عن مدى أمان هذه اللقاحات على الحوامل والمُرضعات، وظلّت الإجابات مُتأرجحة تارةً تُحفّز تلقِّي اللقاح وتارةً أُخرى تُحذِّر منه، إلى أن خرجت دراسة نُشِرت قبل أيام في 21 إبريل من هذا العام في مجلة NEJM تؤكِّد بأنّ لقاحات mRNA (فايزر-بيونتيك BNT162b2 وموديرنا mRNA-1273 تحديدًا) آمنة للحوامل وتُحفِّز على تلقِّيه، جرَت هذه الدراسة بإشراف مجموعة من الباحثين العاملين لدى مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC بقيادة الدكتور Shimabukuro، وضمّت ما يُقارب 35695 امرأة حامل تراوحت أعمارهُن بين 16 إلى 54 عامًا ممّن تلقَّين إمّا لقاح فايزر أو موديرنا في الفترة الواقعة بين منتصف ديسمبر عام 2020 حتى أواخر فبراير عام 2021.

خلُصَت الدراسة إلى أنّ معدل المُضاعفات أثناء الحمل وبعده لدى النّساء الحوامل اللواتي تلقِّين المطعوم كانت إلى حدٍ ما مُشابهة لمعدل المضاعفات التي سبق وأن سُجِّلَت من خلال دراساتٍ نُشِرَت قبل جائحة كوفيد-19.

من الأسباب التي دعَت إلى تكثيف الدراسات والبحوث المُوّجهَة نحو اختبار أمان اللقاحات على الحوامل والبَتّ في ضرورة تلقِّى الحامل للقاح المُضاد لفيروس كورونا المُستجد:

  • ارتفاع خطر تعرُّض النساء الحوامل للحالات الشديدة من كوفيد-19 حال إصابتهُن به، ما يزيد من فُرَص إمّا إدخالهُنّ لأقسام العناية الحثيثة، أو حاجتهن للخضوع للأكسجة الغشائيّة خارج الجسم، أو لجهاز التنفُّس الصناعي، وذلك فيما يُسجَّل لدى الحوامل أكثر من غيرهنّ من النساء غير الحوامل.
  • النساء الحوامل ممّن يُصَبْنّ بكوفيد-19 أكثر عُرضة لأن يُعانينَ من المضاعفات التي قد تؤثِّر سلبًا في استمرار حملهُن، إذ يرتفع خطر حدوث الولادة المُبكرة لديهُن أكثر ممّا هو لدى النساء الحوامل غير المُصابات بعدوى كوفيد-19.

نتائج الدراسة على الحوامل ممّن تلقِّينَ أيّ من اللقاحين فايزر أو موديرنا كانت كما يظهر أدناه،

  • شعرت معظم النساء بألَم في موضع الحَقن، وقد سُجِّل بمعدّل أعلى ممّا هو بين النساء غير الحوامل.
  • الشعور بالإجهاد والتعب إلى جانب الصداع وألم العضلات، إذ كانت أكثر الأعراض التي شعر بها النساء الحوامل سواءً بعد الجرعة الأُولى أو الثانية من اللقاح، على أنّها كانت بعد الجُرعة الثانية بمعدلاتٍ أعلى، وهي ذات الأعراض الجانبيّة التي سُجِّلَت لدى غير الحوامل، مع فوارق بسيطة جدًا.
  • أمّا فيما يتعلَّق ببعض الأعراض الشديدة المُرافقة لكوفيد-19، فلَم تُسجَّل أرقامًا تختلف عمّا كانت عليه لدى غير الحوامل، باستثناء تفوُّق بسيط لكُل من الاستفراغ والغثيان لدى الحوامل.
  • معدل حدوث الإجهاض أو الولادة المُبكّرة وغيرها من المشكلات الأُخرى المُرافقة للحمل وما بعده لدى النساء اللاتّي تلقِّين لقاح كوفيد كان مُقاربًا جدًا لمعدلات حدوث ذلك لدى النساء الحوامل اللواتي انخرطن في دراسات منشورة قبل جائحة كوفيد-19، ما يعني بأنّها معدلات طبيعيّة ولا تستدعي القلق.
  • لم تُسجَّل أيّ وفيات بعد الولادة.
  • سجَّل الباحثون عددًا من الإجهاضات التلقائيّة بعد تلقِّي اللقاح لدى حالاتٍ خاصّة من الحمل، وقد كانت مُشابهة لعدد الحالات التي سبق وأن رُصِدَت بعد تلقِّي اللقاح المُضاد للإنفلونزا أ (Influenza A) H1N1 التي اجتاحت العالم عام 2009، فقد كان الإجهاض لدى الحوامل أكثر المُضاعفات الشائعة التي نجمَت عن تلقِّي لقاح الإنفلونزا في حِينها.
  • احتماليّة توليد مناعة ضد كوفيد-19 لدى الجنين، إذ إنّ لقاحات كوفيد قد تملُك ميزة إضافيّة تفوق درء مُضاعفات العدوى والعدوى نفسها عن الحامل، من خلال توليد مناعة لدى الجنين من خلال إتاحة انتقال الأجسام المُضادّة لفيروس كورونا المُستجد SARS-CoV-2 المُتولِّدة لدى الأُم عبر المشيمة بعد تلقِّي مَطعوم كوفيد في الثُلث الأخير من الحمل، تجدُر الإشارة إلى أنّ هذه الافتراضات ما زالت موضع اختبار ومُراقبة إلى حِين توفُّر معلومات شاملة ودقيقة حول اللقاحات التي تعتمد على mRNA وما يستطيع تقديمه من مستوياتٍ مناعيّة لدى الأُم وجنينها بالتزامن مع توقيت تلقِّي اللقاح.

أوصَت الدراسة بإمكانيّة اعتماد البيانات والمعلومات الواردة فيها كمرجع لاتّخاذ القرار في تطعيم الحوامل من عدمه، وقد أشار الباحثون في خلاصة دراستهم إلى أنّه لا يترتّب على تطعيم الحوامل في الثُلث الأخير من الحمل أيّ مُضاعفات أو علامات تُدلِّل على عدم أمانه خلال هذه الفترة أو بعد الولادة.

أمّا فيما يتعلَّق بأمان اللقاح خلال المراحل المُبكّرة من الحمل أو ما قبل الحمل بقليل فإنّها ما زالت تحت المُراقبة إلى حين توثيق النتائج، ويهدِف الباحثون إلى استمرار مُتابعة الأُمهّات وأطفالهُن فترة ما بعد الولادة مرورًا إلى الطفولة للتحقُّق من سلامة وأمان لقاحات كوفيد-19 التي تعتمد على mRNA (موديرنا وفايزر)، إذ إنّه من الممكن أن تتغيّر النتائج بعد أن تضع المزيد من الحوامل حملهُن، فقد يؤدّي زيادة حجم عيّنة الدراسة إلى ظهور وتكشُّف بعض الآثار الجانبيّة النادرة بوضوحٍ اعلى، بالتالي تسجيل معلومات إضافيّة أُخرى.

مرجع الدراسة

  1. Shimabukuro T, et al. 2021. Preliminary findings of mRNA Covid-19 vaccine safety in pregnant persons. N Engl J Med. Retrieved from https://www.nejm.org/doi/full/10.1056/NEJMoa2104983

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية