الشهر الأول من الحمل، معلومات تهُّم الحامل في شهرها الأول

يحدث الحمل فعليًا بحلول الأسبوع الثالث من الشهر الأول من الحمل، وتبدأ مجموعة من التغييرات بفرض نفسها على الحامل بسبب التقلبات في مستويات الهرمونات لديها، كأن تشعر بآلام مُشابهة لتلك السابقة للدورة الشهرية، يتكوّن في الأسبوع الرابع من الشهر الأول قلب الجنين وبعض الأجزاء الأُخرى

تتضمّن فترة الحمل ما يُعادل 40 أسبوعًا، بمجموعٍ يُقارب 9 أشهر، تقضيها المرأة الحامل مُرتقبةً قدوم وليدها، ويُقسَّم الحمل إلى 3 فصول Trimester كل منها يتكوَّن من 3 أشهر، لكن وبتحليلٍ بسيط يتبيّن بأنّ الــ 40 أسبوعًا تساوي 10 أشهر! فكيف ستنطوي في 9 أشهر تُقسَّم إلى 3 فصول، كل فصل يتضمّن 3 أشهر فقط؟ يقسِّم اختصاصي النسائية والتوليد فترة الحمل باعتبارها 40 أسبوعًا؛ لكنّ أنّ عددًا لا بأس به من النساء يلِدنّ بعد 36 أو 37 أسبوعًا، وتُقسّم اعتمادًا على:

في حين تساوي 4 أسابيع 28 يومًا، فإنّ الشهر يضُّم 30 أو 31 يومًا، ما يجعل أشهر الحمل ضمن التقسيم المُعتَمَد بحدود 4.3 أسبوع تقريبًا، ليكون تقسيم الأسابيع ضمن الأشهر والفصول الثلاثة خلال الحمل على النحوّ الآتي،

الفصل (الثلث) الأول First trimester

  • الشهر الأول: من الأسابيع 1 إلى 4.
  • الشهر الثاني: من الأسابيع 5 إلى 8
  • الشهر الثالث: من الأسابيع 9 إلى 13

الفصل الثاني Second trimester

  • الشهر الرابع: من الأسابيع 14 إلى 17
  • الشهر الخامس: من الأسابيع 18 إلى 22
  • الشهر السادس: من الأسابيع 23 إلى 27

الفصل الثالث Third trimester

  • الشهر السابع: من الأسابيع 28 إلى 31
  • الشهر الثامن: من الأسابيع 32 إلى 35
  • الشهر التاسع: من الأسابيع 36 إلى 40

تحدث في كل مرحلة تطوُّراتٍ مختلفة أثناء تكوين الجنين حتى اكتمال نموُّه بحلول الشهر الأخير، أمّا عن شكل الجنين في الشهر الأول فيبدأ بالتبلور أوليًا مع نهاية الأسبوع الرابع من هذا الشهر، ويكون حجمه أصغر من حبّة الأرز، تقريبًا 6.35 ملليمتر.

الأسبوع الأول

يعتمد اختصاصيي النسائية والتوليد في تحديدهم لموعد الولادة المُرتقب على احتساب اليوم الأول من الدورة الشهريّة الأخيرة على أنّه بداية الشهر الأول من الحمل، يُضَاف له 40 أسبوعًا ليكون الناتج هو يوم الولادة؛ ما يعني بأنّ الأسبوع الأول لا يتضمَّن حدوث الحمل! إنمّا يلجأ الاختصاصيين لهذه الطريقة نظرًا لصعوبة تحديد التوقيت الدقيق لحدوث الإخصاب بين البويضة والحيوان المنوي.

الأسبوع الثاني

كما في الأسبوع الأول من الحمل، فإنّ الأسبوع الثاني لا يتضمّن تكوُّن الجنين أيضًا، إنمّا تحدث الإباضة خلال هذا الأسبوع بخروج البويضة من الحويصلة في المبيض.

يبدأ خلال الأسبوع الثاني إفراز العديد من الهرمونات لتوكيد خروج البويضة من الحويصلة التي تحويها وتحفيز تحركُّها نحو قناة فالوب، حيث تبقى 24 ساعة تقريبًا بانتظار تخصيبها مع الحيوان المنوي.

أهّم الهرمونات التي ترتفع مستوياتها خلال مرحلة الإباضة في الأسبوع الثاني: الإستروجين، الهرمون المحفّز للجُريب (FSH) والهرمون المُلوتِن (LH).

غالبًا ما يحدث الحمل في نهاية الأسبوع الثاني من الحمل، حتى الآن يُحتسَب كل من الأسبوع الأول والثاني من فترة الحمل على الرغم من عدم حدوثه بعد![1][2]

الأسبوع الثالث

مع بداية الأسبوع الثالث يكون الحمل قد حدث -غالبًا- باختراق أحد الحيوانات المنويّة للبويضة الموجودة في قناة فالوب، بمجرد حدوث ذلك يتغيّر تركيب البويضة فتمنع دخول أيّ حيوانٍ منوي آخر.

تبدأ مجموعة من الانقسامات السريعة في البويضة المُخصّبة، وتتحرّك باتجاه الرحم استعدادًا لبدء مراحل تكوُّن الجنين بعد انغراسها بداخله.

الأسبوع الرابع

تغرس البُويضة المخصبة نفسها في بطانة الرحم، لتسمّى في هذه المرحلة بالكيسة الأروميّة أو الحويصلة الجنينيّة Blastocyst، ويبدأ تكوين المشيمة والتجويف الأمنيوتي من أجزاءٍ من خلايا هذه الحويصلة.

خلال هذا الأسبوع قد تشعر المرأة بأُولى علامات الحمل، فمن المفترض أن يشير تأخُّر دورتها الشهريّة المرتقبة هذا الشهر إلى حدوث الحمل، إذ إنّ انغراس البويضة المخصبّة في الرحم سيحفّز إفراز هرمون موجّهة الغدد التناسليّة المشيميّة البشريّة HCG الذي يتولّى مهمّة إيقاف إطلاق البويضات من المبايض، بالتالي غياب الدورة الشهريّة لــِ 9 أشهر قادمة.

الأعضاء التي تبدأ بالتكوُّن خلال الأسبوع الرابع

مع تشكُّل المشيمة والكيس الأمنيوتي، تبدأ بعض المعالم بالظهور على الخلايا التي تُواصل انقسامها وتمايزها إيذانًا بتطوُّر الجنين وبدء تبلور شكله، أبرز الأعضاء والأجزاء التي تتكوَّن خلال الأسبوع الرابع:

  1. يظهر شكل أوّلي للوجه.
  2. تظهر العينان بشكلٍ دائري كبير باللون الأسود.
  3. يتكوّن الفم، إذ يبدأ الفك السفلي والحنجرة بالتشكُّل.
  4. الجهاز الدوراني يبدأ بالتكوُّن أيضًا؛ إذ يتكوّن قلب صغير جدًا شكله أنبوبي، ينبض في البداية بمعدل 65 نبضة في الدقيقة، وعلى التوازي مع تشكُّل خلايا الدم تبدأ الدورة الدمويّة.[1][2][3]

أعراض الحمل في الشهر الأول

تختلف مؤشرات الحمل بين النساء، ففي حين قد يشعر البعض منهن بمجموعة من الأعراض، إلّا أنّ البعض الآخر منهن تكتفي أجسامهن بإرسال إشارة واحدة -ربمّا- تدلّل على حدوث الحمل، تضُم أعراض الحمل في الشهر الأول:[4][5]

  • ألم وتورُّم الثديين، خصوصًا عند الضغط عليهم، وذلك بسبب زيادة مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون.
  • تبقيع على الملابس الداخليّة بظهور نقاط دم بلون وردي فاتح أو بني؛ غالبًا ما يكون بسبب انغراس البويضة المخصّبة في بطانة الرحم، لِذا لا يستدعي القلق.
  • الغثيان الصباحي، قد يكون أُولى المؤشرات المبكّرة على الحمل لدى بعض النساء، إنمّا يظهر جليًّا لدى غالبيّة النساء الحوامل بحلول الأسبوع السادس حتى الأسبوع التاسع.
  • حساسيّة مُستجدّة لبعض أصناف الأطعمة.
  • الشعور بالتعب والإجهاد نتيجة عمل الجسم بخلاياه لضبط المستويات المتغيّرة من الهرمونات.
  • تكرار التبوُّل لمراتٍ عديدة؛ ويعود السبب في ذلك إلى زيادة قدرة الكُلى على العمل للتخلُّص من فضلات الجسم، إضافة إلى أنّه قد يكون أحَد الآثار الجانبيّة لإنتاج هرمون HCG.
  • تشنجات في منطقة البطن، تشبه إلى حدٍ ما تلك المصاحبة للدورة الشهريّة.

نصائح للحامل في الشهر الأول

يوجّه اختصاصيي النسائية والتوليد الحوامل من النساء إلى اتّباع مجموعة من النصائح والإرشادات التي من شأنها أن تساعد الأُم خلال رحلة الحمل على مدار 9 أشهر، وتجنيبها وجنينها الكثير من المضاعفات والمشاكل الصحيّة التي باتت شائعة جدًا، من أهّم النصائح التي قد تساعد الحامل خلال شهرها الأول: [6][7]

  • الالتزام بتناول حمض الفوليك طِيلة فترة الحمل؛ إذ يقلّل خطر الإصابة بسكري الحمل والولادة المبكّرة لدى الحامل، إضافة إلى أنّه يقلّل من خطر الإصابة باعتلالات وتشوُّهات القلب لدى الجنين.
  • الحرص على تناول الوجبات الصحيّة الغنيّة بالمواد الغذائيّة الضروريّة لصحّة الأُم وجنينها، كأن تحافظ الأُم على تناول حصصٍ يوميّة من البروتينات التي تسهِم في تحفيز تكوُّن أنسجة جديدة للطفل، أيضًا تناول مصادر الدهون الصحيّة مثل الأحماض الأمينيّة أوميجا-3 التي تلعب دورًا في تكوين شبكيّة العين والدماغ للجنين، وغير ذلك من العناصر المهمّة.
  • تناول الأطعمة الغنيّة بالكالسيوم وعدم إهمالها؛ إذ إنّ حاجة الجنين للكالسيوم خلال الأسابيع الأُولى من الشهر الأول من الحمل تكون عالية، وذلك لِما تتطلبه هذه المرحلة من تطوُّر في نمو الجنين وبناءٍ لعظامه وعضلاته، كما أنّ الكالسيوم ضروري للقلب والأعصاب، ويُعزّز من امتصاصه في الخلايا وفرة فيتامين د في الجسم، ما يلفت الانتباه إلى ضرورة التحقُّق من مستويات فيتامين د أيضًا وتناوله وفق جرعات يحدّدها الاختصاصي المسؤول عن متابعة الحمل.
  • علاج المشاكل التناسليّة لدى الأُم والتي قد تؤثِّر على الجنين، مثل الهربس التناسلي والكلاميديا وغيرها من الأمراض والمشاكل ذات الصِلة.
  • الإقلاع عن التدخين وتجنُّب "التدخين السلبي" الناجم عن استنشاق الدخان المُنبعث من فم المُدخِّن؛ إذ إنّ التدخين -بحسب الدراسات- مسؤولٌ عن زيادة معدلات الحمل خارج الرحم والعديد من المشكلات الصحيّة الأُخرى التي تؤثِّر على الأُم وجنينها، إضافة إلى أنّ التدخين السلبي تحديدًا قد يتسبّب بالإجهاض وولادة طفل ذو وزن منخفض وغير ذلك من المضاعفات.
  • تناول الأطعمة الغنيّة بالحديد وفيتامين C ؛ إذ إنّ زيادة حجم الدم لدى الحامل يتطلَّب الحصول على الحديد، ويأتي دور فيتامين سي في تعزيز امتصاص الحديد في الجسم.
  • تجنُّب التماس المباشر بين فروة الرأس والمواد الكيميائيّة المُستخدَمة إمّا لصبغ الشعر أو غير ذلك، إذ يفضّل الانتظار حتى انقضاء الثلاثة أشهر الأُولى من الحمل -على الأقل- لاستخدام مستحضرات العناية بالشعر أو صباغته لِما قد يتسبّب به من أضرارٍ على الجنين، أو ربمّا لا تتحصّل المرأة الحامل على النتائج المرجوّة مقارنةً مع تلك التي كانت تحصل عليها قبل الحمل، بسبب اختلاف مستوى الهرمونات في جسمها.

قد يُنصَح باستخدام أنواعٍ محدّدة من الأصباغ اللطيفة على الشعر كالتي لا تحتوي على الأمونيا مثلًا، أو ربما يمكن استخدامها شريطة أن لا تمسّ جذور الشعر وفروة الرأس، لكن يُفضَّل عدم الإقدام على هذه الخطوة إلّا باستشارة الطبيب المشرف على الحالة.

  • المواظبة على شرب كميّة كافية من السوائل (الماء، عصير الليمون الدافىء أو الحساء المُصفّى) لتعويض خسارتها الناجمة عن الاستفراغ أو الإسهال اللذان قد يحدثان خلال هذه المرحلة، نتيجة إمّا التحسُّس تجاه أحد أصناف الأطعمة أو تأثير الهرمونات على المعدة.

يجب أن تعلم المرأة الحامل بأنّ جنينها سيأخذ حاجته من الكالسيوم وجُّل ما يحتاجه من المواد والعناصر الغذائيّة الأُخرى لبناء جسمه من مخزون خلاياها، حتى وإن لم تتناول مصادر هذه العناصر خلال فترة الحمل، لِذا يجَب عليها زيادة معدل استهلاكها من العناصر الغذائيّة الضروريّة بالقدَر الكافي (زيادة نوعيّة وليست كميّة)، حتى تحافظ على صحّتها وتعوِّض النقص الحاصل وتتجنَّب الكثير من المشاكل الصحيّة التي قد تظهر لاحقًا في حياتها.

المراجع

  1. Klepchukova A. (n.d.). Pregnancy week by week. Retrieved from https://flo.health/pregnancy/week-by-week/1-week-pregnant
  2. Johnson T. 2020. Your pregnancy week by week: Week 1-4. Retrieved from https://www.webmd.com/baby/guide/your-pregnancy-week-by-week-weeks-1-4#3
  3. Cleveland Clinic. 2020. Fetal development: Stages of growth. Retrieved from https://my.clevelandclinic.org/health/articles/7247-fetal-development-stages-of-growth
  4. Copel J. 2021. What to expect at 1 month pregnant? Retrieved from https://www.healthline.com/health/pregnancy/1-month-pregnant-belly
  5. Hunterdon Healthcare. (n.d.). Pregnancy first month. Retrieved from https://www.hunterdonhealthcare.org/service/maternity/pregnancy-month-by-month/pregnancy-first-month/
  6. 4 weeks pregnant. 2020. Retrieved from https://www.whattoexpect.com/pregnancy/week-by-week/week-4.aspx#section-tips
  7. Tommy’s. 2021. 4 weeks pregnant-all you need to know. Retrieved from https://www.tommys.org/pregnancy-information/im-pregnant/pregnancy-week-by-week/4-weeks-pregnant-whats-happening
  8. Bellefonds C. 2020. How many weeks, months and trimesters in a pregnancy? Retrieved from https://www.whattoexpect.com/pregnancy/pregnancy-health/understanding-pregnancy-week.aspx

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022
آخر تعديل - الأحد ، 05 آذار 2023

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري نسائية وتوليد أونلاين عبر طبكان
احجز