أﻫﻢ ﻣﺎ ﯾﺠﺐ أن ﺗﻌﺮﻓﻪ اﻟﺴﯿﺪة ﻋﻦ اﻟﺘﺒﻮل اﻟﻼ إرادي

اﻟﺘﺒﻮل اﻟﻼإرادي أو اﻟﺴﻠﺲ اﻟﺒﻮﻟﻲ:

ﺳﻠﺲ اﻟﺒﻮل أو فقدان اﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺜﺎنة هي مشكلة ﺷﺎﺋﻌﺔ وﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺤﺮﺟﺔ، وﺗﺘﺮاوح شدتها ما ﺑﯿﻦ ﺗﺴﺮب اﻟﺒﻮل ﻣﻦ ﺣﯿﻦ ﻵﺧﺮ ﻋﻨﺪ اﻟﺴﻌﺎل أو اﻟﻌﻄﺲ إﻟﻰ اﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻤﻠﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺒﻮل ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺎﺟﺊ وﻗﻮي ﻟﺪرﺟﺔ أن المريض قد لا يصل إﻟﻰ اﻟﻤﺮﺣﺎض ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ، بحسب الدكتور قاسم شهاب، استشاري الأمراض النسائية والتوليد.

لا يعد سلس البول نتيجة حتمية للشيخوخة، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﯾﺤﺪث ﻓﻲ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﯿﺎن ﻣﻊ ﺗﻘﺪم اﻷﺷﺨﺎص ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس، ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺨﻔﯿﻒ اﻷﻋﺮاض عن طريق ﺗﻐﯿﺮ ﺑﺴﯿﻂ ﻓﻲ ﻧﻤﻂ اﻟﺤﯿﺎة، أو عن طريق ﺑﻌﺾ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﺪرﯾﺒﯿﺔ ﻟﻌﻀﻼت اﻟﺤﻮض.

أﻋﺮاض اﻟﺘﺒﻮل اﻟﻼإرادي واﻟﺴﻠﺲ اﻟﺒﻮﻟﻲ:

ﯾﺼﺎب اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﺑﺘﺴﺮﯾﺒﺎت ﺑﻮل ﻋﺮﺿﯿﺔ ﺻﻐﺮى، وﻗﺪ ﯾﻔﻘﺪ آﺧﺮون ﻛﻤﯿﺎت ﺻﻐﯿﺮة إﻟﻰ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻮل ﺑﺼﻮرة أﻛﺜﺮ ﺗﻜﺮارًا.

أﻧﻮاع اﻟﺴﻠﺲ اﻟﺒﻮﻟﻲ:

ﺳﻠﺲ اﻟﺒﻮل اﻹﺟﻬﺎدي اﻟﻼ إرادي: ﯾﺘﺴﺮب اﻟﺒﻮل ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺰداد اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎﻧﺘﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺴﻌﺎل أو اﻟﻌﻄﺲ أو اﻟﻀﺤﻚ أو ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﻤﺎرﯾﻦ اﻟﺮﯾﺎﺿﯿﺔ أو ﺣﻤﻞ ﺷﻲء ﺛﻘﯿﻞ.

اﻟﺴﻠﺲ اﻟﺒﻮﻟﻲ اﻹﻟﺤﺎﺣﻲ: ﺗﺼﺎب اﻟﺴﯿﺪة ﺑﺈﻟﺤﺎح ﻣﻔﺎﺟﺊ وﺷﺪﯾﺪ ﻟﻠﺘﺒﻮل ﻣﺘﺒﻮﻋًﺎ ﺑﻔﻘﺪ ﻻ إرادي ﻟﻠﺒﻮل، وﻗﺪ ﺗﺤﺘﺎج ﻟﻠﺘﺒﻮل ﻛﺜﯿﺮًا، وتجدر الإشارة هنا إلى أن كثرة التبول أو التبول اللإرادي قد يعود في ﺑﻌﺾ اﻷﺣﯿﺎن إلى اﻟﺘﻬﺎب ﻓﻲ اﻟﻤﺜﺎﻧﺔ، أو ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻣﺮض اﻟﺴﻜﺮي.

ﺳﻠﺲ اﻟﺒﻮل اﻟﻔﯿﻀﻲ: ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﻘﻄﯿﺮ ﺑﻮل ﻣﺘﻜﺮر أو ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻋﺪم ﺗﻔﺮﯾﻎ اﻟﻤﺜﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ وهذا من أقل الأنواع شيوعًا بين النساء.

ﺳﻠﺲ اﻟﺒﻮل اﻟﻤﺨﺘﻠﻂ: وﻫﻮ اﻛﺜﺮ اﻷنواع ﺷﯿﻮﻋﺎ، وﻓِﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ؛ يضطر الطبيب إلى معالجة ﻣﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮه اﻟﺴﯿﺪة الأكثر أولويةً ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ اﻷﻋﺮاض.

ﺳﻠﺲ اﻟﺒﻮل اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ وأسبابه:

قد لا يكون السبب للسلس البولي سببًا واحدًا فقط، إلا أنه، وبحسب ما وضّح الدكتور قاسم شهاب، قد تكون هذه الأسباب والعوامل وراء السلس البولي:

اﻟﺤَﻤﻞ و اﻟﺘﺒﻮل اللاإرادي: ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺆدي اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻟﻬﺮﻣﻮﻧﯿﺔ وزﯾﺎدة وزن اﻟﺠﻨﯿﻦ إﻟﻰ ﺳﻠﺲ اﻹﺟﻬﺎد.

اﻟﻮﻻدة واﻟﺴﻠﺲ اﻟﺒﻮﻟﻲ: ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗُﻀﻌﻒ اﻟﻮﻻدة اﻟﻤﻬﺒﻠﯿﺔ اﻟﻌﻀﻼت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺜﺎﻧﺔ ﻛﻤﺎ ﯾﻤﻜﻦ أﯾﻀًﺎ أن ﺗﺘﻠﻒ اﻷﻋﺼﺎب واﻷﻧﺴﺠﺔ اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﺜﺎﻧﺔ، ﻣﻤﺎ ﯾﺆدي إﻟﻰ ﻧﺰول (ﻫﺒﻮط) ﻗﺎع اﻟﺤﻮض. وﻋﻨﺪ اﻟﻬﺒﻮط، ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺼﺎب اﻟﻤﺜﺎﻧﺔ أو اﻟﺮﺣﻢ أو اﻟﻤﺴﺘﻘﯿﻢ أو اﻷﻣﻌﺎء اﻟﺪﻗﯿﻘﺔ ﺑﻬﺒﻮط ﻣﻦ اﻟﻀﻐﻂ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻮﺿﻊ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻌﺘﺎد وﺗﺒﺮز ﻓﻲ اﻟﻤﻬﺒﻞ. وﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺒﺮوز ﻣﺮﺗﺒطًا ﺑﺴﻠﺲ اﻟﺒﻮل.

اﻟﺘﻐﯿﯿﺮات ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ: ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺆدي اﻟﺸﯿﺨﻮﺧﺔ ﻓﻲ ﻋﻀﻠﺔ اﻟﻤﺜﺎﻧﺔ إﻟﻰ اﻧﺨﻔﺎض ﺳﻌﺔ اﻟﻤﺜﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺗﺨﺰﯾﻦ اﻟﺒﻮل. أﯾﻀًﺎ، ﺗﺼﺒﺢ ﺗﻘﻠﺼﺎت اﻟﻤﺜﺎﻧﺔ اﻟﻼإرادﯾﺔ أﻛﺜﺮ ﺗﻮاﺗﺮًا ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﻦ.

اﻧﻘﻄﺎع اﻟﻄﻤﺚ: ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻄﺎع اﻟﻄﻤﺚ، ﺗﻨﺘﺞ اﻟﻨﺴﺎء ﻛﻤﯿﺔ أﻗﻞ ﻣﻦ اﻹﺳﺘﺮوﺟﯿﻦ، وﻫﻮ ﻫﺮﻣﻮن ﯾﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﺎﻧﺔ اﻟﻤﺜﺎﻧﺔ واﻹﺣﻠﯿﻞ ﺑﺼﺤﺔ ﺟﯿﺪة. وﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺆدي ﺗﺪﻫﻮر ﻫﺬه اﻷﻧﺴﺠﺔ إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﺳﻠﺲ اﻟﺒﻮل.

اﺳﺘﺌﺼﺎل اﻟﺮﺣﻢ: ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺴﺎء، ﺗﺪﻋﻢ اﻟﻤﺜﺎﻧﺔ واﻟﺮﺣﻢ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻀﻼت واﻷرﺑﻄﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ. وﻗﺪ ﺗﺴﺒﺐ أي ﺟﺮاﺣﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻲ ﻟﻠﻤﺮأة، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﺳﺘﺌﺼﺎل اﻟﺮﺣﻢ، ﺗﻠﻔًا ﻓﻲ ﻋﻀﻼت ﻗﺎع اﻟﺤﻮض اﻟﺪاﻋﻤﺔ، ﻣﻤﺎ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺆدي إﻟﻰ اﻟﺴﻠﺲ.

ﺗﻀﺨﻢ اﻟﺒﺮوﺳﺘﺎﺗﺎ: ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﯾﺤﺪث اﻟﺴﻠﺲ، وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺮﺟﺎل ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ، ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻀﺨﻢ ﻏﺪة اﻟﺒﺮوﺳﺘﺎﺗﺎ، وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻀﺨﻢ اﻟﺒﺮوﺳﺘﺎﺗﺎ اﻟﺤﻤﯿﺪ.

ﺳﺮﻃﺎن اﻟﺒﺮوﺳﺘﺎﺗﺎ: ﻋﻨﺪ اﻟﺮﺟﺎل، ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺮﺗﺒﻂ ﺳﻠﺲ اﻹﺟﻬﺎد أو ﺳﻠﺲ اﻟﺒﻮل اﻹﻟﺤﺎﺣﻲ ﺑﺴﺮﻃﺎن اﻟﺒﺮوﺳﺘﺎﺗﺎ اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﺘﻢ ﻋﻼﺟﻪ. وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﯿﺎن، ﯾﺤﺪث اﻟﺴﻠﺲ ﻛﺄﺣﺪ اﻵﺛﺎر اﻟﺠﺎﻧﺒﯿﺔ ﻟﻠﻌﻼﺟﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺴﺮﻃﺎن اﻟﺒﺮوﺳﺘﺎﺗﺎ.

اﻻﻧﺴﺪادات: إن وﺟﻮد ورم ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻤﺴﺎﻟﻚ اﻟﺒﻮﻟﯿﺔ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻤﻨﻊ اﻟﺘﺪﻓﻖ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ ﻟﻠﺒﻮل، ﻣﻤﺎ ﯾﺆدي إﻟﻰ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺴﻠﺲ اﻟﺒﻮل اﻟﻔﯿﻀﻲ. وأﺣﯿﺎﻧﺎ ﺗﺘﺴﺒﺐ اﻟﺤﺼﻮات اﻟﺒﻮﻟﯿﺔ — وﻫﻲ ﻛﺘﻞ ﺻﻠﺒﺔ ﺗﺸﺒﻪ اﻷﺣﺠﺎر واﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺜﺎﻧﺔ — ﻓﻲ ﺗﺴﺮب اﻟﺒﻮل.

اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻌﺼﺒﯿﺔ: ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺘﺪاﺧﻞ ﺗﺼﻠﺐ اﻷﻧﺴﺠﺔ اﻟﻤﺘﻌﺪد أو ﻣﺮض ﺑﺎرﻛﻨﺴﻮن أو اﻟﺴﻜﺘﺔ اﻟﺪﻣﺎﻏﯿﺔ أو وﺟﻮد ورم دﻣﺎﻏﻲ أو إﺻﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻮد اﻟﻔﻘﺮي ﻣﻊ اﻹﺷﺎرات اﻟﻌﺼﺒﯿﺔ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺜﺎﻧﺔ، ﻣﻤﺎ ﯾﺴﺒﺐ ﺳﻠﺲ اﻟﺒﻮل.

لكثرة الأسباب التي قد تؤدي للسلس البولي، ننصحكِ بزيارة الطبيب بأسرع وقت وحال ظهور الأعراض.