هل يؤدي حبس البول إلى الوفاة؟

في الحقيقة البول هو التجمعات السائلة التي تحتوي على السموم والفضلات التي تم ترشيحها عن طريق الكلية، من أجل تصفية الدم باستمرار، من خلال قناة صغيرة تعرف بالحالب، ثمّ إلى المثانة، وهي المكان الذي يتجمع فيه البول قبل خروجه من الجسم نهائياً خلال عملية التبول، وعند امتلاء المثانة بالبول فهذا يعني ضرورة تفريغها لعدم قدرتها على استقبال المزيد من القطرات البولية.



يقوم بعض الأشخاص أحياناً بحبس البول، وخاصةً عند تواجدهم خارج المنزل، حيث تشيع ظاهرة حبس البول لدى الفتيات أكثر من الذكور، رغبةً في تلافي الدخول للحمامات العامة، ويكون البديل حبس البول والانتظار حتى العودة للمنزل، مما يسبب ضغطاً كبيراً على المثانة وتراكم الآثار السلبية لذلك، ولحبس البول الكثير من الأضرار على صحة الإنسان التي قد تؤدي إلى وفاته في نهاية المطاف.



في هذا المقال سيقوم فريقنا باستعراض أهم المعلومات عن أضرار حبس البول.



كيف يتكون البول؟



نستطيع القول أن البول يتكون عندما يمر الدم في الكليتين، حيث ترشح الأجزاء الصغيرة الموجودة فيه، مثل أملاح الصوديوم، والماء، والبوتاسيوم، والجلوكوز، واليوريا، والهيدروجين، والأحماض الأمينية، والهرمونات، والأدوية، وحمض اليوريك، والسموم، والكرياتينين، والكرياتين إلى محفظة بومان، ثم تنتقل إلى الأنبوب الكلوي، ثمّ إلى الشعيرات الدموية، حيث تتمّ إعادة امتصاص بعض المركبات الأساسية والعناصر الي يحتاجها الجسم، ثمّ تتمّ عملية التخلّص من الفضلات المتبقيّة.



والبول في وضعه الطبيعيّ يكون بلونه الأصفر الصافي غير المتعكّر، وذلك بسبب وجود المادة الصفراء فيه، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ البول المتعكّر يكون نتيجة إصابة الشخص ببعض الأمراض، أو بسبب تركز الأحماض والأملاح فيه، علماً أنّه يتكوّن من الماء بنسبة 96%، إضافةً إلى البولينا وهي عبارة عن مادّة كيميائية تحتوي على عنصر النيتروجين، وتكون كفضلات نتيجة استهلاك البروتينات والأمونيا، وحمض اليوريك، والأملاح، والكرياتين، والكرياتينين في الجسم.



ما هي أضرار حبس البول؟



يحتاج الإنسان إلى التبوّل بشكلٍ مستمر، ويبدأ شعوره بالرغبة في التبوّل حينما يكون حجم البول في المثانة يتراوح ما بين 200 و400 ملليلتراً، علماً أنّ المثانة تتسع إلى حوالي 700 أو 800 ملليلتراً من البول، ولا بدّ من الإشارة إلى أن حصر البول يسبب للإنسان العديد من الأضرار، وفي ما يلي سنذكرها:





  • الإصابة بالالتهابات البولية: يتكون السائل البولي الذي تفرزه الكلى أساساً من البكتيريا، الأمر الذي يؤدي عند تجمعه في المثانة لفترة طويلة، جعلها بيئة مناسبة وخصبة لتكاثر البكتيريا، وبالتالي الإصابة بالتهابات البول بالإضافة إلى التهاب المثانة، فيشعر المصاب بحرقة خلال عملية التبول، ومن الجدير بالذكر أنه يجب علاج هذه الالتهابات بسرعة كي لا يتفاقم الوضع وينتج عنها الإصابة بأمراض أخرى.



  • الإصابة بحصوات الكلى والمثانة: يؤدي حبس البول بشكلٍ إجباري إلى تراكم السائل البولي في المثانة، الأمر الذي يؤدّي إلى تكون الحصوات في المثانة والكلى، نتيجة وجود الأملاح الصلبة في البول، مما يزيد من فرص انسداد الحالب، وبالتالي يزداد الشعور بالألم الشديد عند التبوّل، ولا بدّ من الإشارة إلى أن بعض هذه الحصوات قد تتفت مع الوقت، وبعضها الآخر قد يزداد حجمه، الأمر الذي يتطلب التدخل الطبي، وذلك بتناول الأدوية، أو بإجراء العمليات الجراحية.



  • الإصابة بالفشل الكلوي: يؤدي حبس البول لفترات طويلة في المثانة وحوض الكلى، إلى تشكيل ضغط كبير وعالٍ على كل من الكلية والمثانة، مما يسبب ارتجاع البول للكلى مجدداً، واحتقان القنوات وخلايا الكلى، ومع تفاقم الوضع وتكرار عملية حبس البول، سيؤدي تكرار ارتجاع البول إلى تدمير خلايا الكلية وتوقفها عن أداء وظيفتها بشكل جزئي، بسبب عدم قدرتها على تصفية الدم من السموم نتيجة تراكم البول داخلها، وهو ما يعرف بالإصابة بالفشل الكلوي المؤقت، والذي يختفي بمجرد التخلص من البول المحتبس وإخراجه من الجسم، إلا أنه مع تكرار هذه العملية سيؤدي ذلك إلى زيادة المشكلة وزيادة خطورتها والإصابة بالفشل الكلوي المزمن المدمر للجسم.



  • خطر الوفاة: هناك الكثير من الحالات التي أدى حبس البول فيها إلى موت الشخص، بسبب إصابته بالفشل الكلوي المزمن، حيث يحتاج الشخص عند تلف كليته إلى زراعة كلية جديدة وانتظار وجود المتبرع المناسب، الأمر الذي قد يستغرق وقتاً طويلاً يؤدي إلى وفاة الشخص.


#حبس البول #أفضل طبيب مسالك في الأردن #دكتور مسالك