هل تؤدي دوالي الخصيتين إلى مشاكل في الخصوبة؟

في الحقيقة تتعرّض الخصية عند الذكور للكثير من الأمراض، من أهمّها وأكثرها انتشاراً، مرض دوالي الخصية حيث يصيب نسبة 10٪ من الذكور في العالم، والدوالي هي اعتلال يصيب الأوردة الدمويّة نتيجة وجود ضعف في بنية جدران الأوعية الدمويّة، ممّا يؤدي إلى ضعف قدرة تحملها لضغط الدّم المار بها، وبالتالي تمدّد تلك الأوعية، الذي بدوره يزيد من طولها، ويُغيّر من شكلها، وفي حالة الخصيتين تؤدي الدوالي إلى عدم التصريف الكامل للدّم من الخصيتين، ممّا يؤدي إلى ارتجاع الدّم بشكل عكسي إلى الخصيتين، مُسبّباً بذلك ارتفاع درجة حرارة الخصيتين، ممّا ينعكس بشكل سلبي مباشر على عمل الخصيتين، وبالتالي تؤثّر الدوالي على معدل الخصوبة وعدم القدرة على إنتاج الخصيتين للحيوانات المنويّة بعدد كافي، وبالتالي ضعف حركتها، وتشوّه شكلها، مؤديّاً بذلك إلى تقليل فرص حدوث تلقيح البويضة، حيث لا يستطيع الحيوان المنوي الوصول إلى البويضة.


في هذا المقال سيقوم فريقنا باستعراض أهم المعلومات عن دوالي الخصيتين.


ما هي أنواع دوالي الخصيتين؟


في معظم الحالات تكون الدوالي في جهة الخصية اليسرى، وذلك بسبب قربها من الوريد الواصل للخصية، والوريد الكلوي، وقد تحدث على الجانبين، ولكن بنسبة أقل في الجانب الأيمن، وهي مقسّمة حسب كثافتها إلى التقسيمات التالية:


الدوالي الخفيفة: وهي حدوث نسبة بسيطة من الدوالي لا يمكن الكشف عنها بالفحص السريري الأوّلي، وقد تظهر في حالات نادرة مثل ارتفاع ضغط البطن، أو عند السعال بشكل قوي، حيث من الممّكن تحسسها.


الدوالي المتوسطة: لا يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة من خلال كيس الصفن، حيث لا يظهر لها لون من خلاله، ولكن يمكن إحساسها باليد، وتمييز وجودها، وفي بعض الحالات، يمكن الشعور بالنبض الموجود داخلها، وذلك أثناء السعال القوي.


الدوالي الكثيفة: تظهر الدوالي الكثيفة في كيس الصفن، حيث يمكن تمييزها من خلال لونها الأزرق، وتظهر على شكل عروق زرقاء، نتيجة امتلائها بالدّم، ويمكن تحسسّها باليد بسهولة.


ما هي أسباب دوالي الخصيتين؟


يوجد ثلاث أسباب رئيسية لدوالي الخصيتين وهي كالتالي:


توسّع الأوردة الدموية: حيث تصبح أكبر مقارنةً بالحجم الطبيعي، وذلك لأنّ صمامات هذه الأوردة لا تعمل كما يجب، إذ في وضعها الطبيعي تسمح بتدفق الدم إلى القلب، ثمّ تغلق في حال بطء تدفّق الدم، لمنعه من العودة للوراء، وفي حال كانت هذه الصمامات لا تعمل كما يجب فإنّ الدم سيعود إلى الوراء بفعل الجاذبية الأرضية، ثمّ سيتجمع في الأجزاء السفلية من الوريد، الأمر الذي يؤدي إلى تكون الدوالي، وهذه الحالة مماثلة لحالة تكوّن الدوالي في الساقين.


حدوث انسداد في الأوردة الموجودة في البطن: الأمر الذي يزيد الضغط على الأوردة الصغيرة الموجودة في كيس الصفن، ممّا يؤدّي إلى تمدّدها وتوسّعها، ولا بد من الإشارة إلى أنّ هذه الحالة عادةً ما تحدث مع الرجال فوق سنّ الأربعين، علماً أنّ ظهور دوالي الخصية عند رجل فوق عمر الأربعين قد يكون دليلاً على وجود ورم في الكلى لديه، ممّا يسبب ضغطاً على الأوردة.


قلة الدم الواصل إلى الخصيتين خلال مرحلة البلوغ: وذلك لأنها بحاجة إلى كمية كافية من الدم للحصول على متطلباتها الغذائية، وفي حال كانت صمامات الأوردة لا تعمل بالطريقة الصحيحة، فإنّ نسبة ظهور الدوالي ترتفع، نتيجة قصور الأوردة على تحمّل كميات كافية من الدم.


ما هو علاج دوالي الخصيتين؟


العلاج الوحيد لدوالي الخصيتين هو عن طريق الجراحة، والعوامل التي تستوجب من الطبيب أن يتخذ إجراء فوريا في علاج المريض عديدة، أهمها وجود تاريخ مرضي للعقم، ووجود تشوهات في الحيوانات المنوية أو ضعف في حركتها أو قلة في عددها، ووجود ضمور في الخصية. والجراحات التي تستخدم تشمل العديد من الأنواع والهدف منها ربط الأوردة الدموية مما يؤدي إلى منع الارتجاع، وهذه العملية توقف دمار الخصيتين، وتحسن من فحوصات الحيوانات المنوية حيث يزداد عددها وتتحسن حركتها وشكلها.


وفي النهاية يجب التنويه إلى أنه يجب على المصاب بدوالي الخصيتين الإلتزام ببعض العادات، مثل: ارتداء ملابس داخلية دافئة وفضفاضة، وأخذ الأدوية المضادة للالتهابات التي قد يصفها الطبيب المختص في بعض الحالات.

#دوالي الخصية #طبيب مسالك بولية #أفضل طبيب مسالك بولية في الأردن