التبول اللاإرادي أثناء النوم عند الكبار

نستطيع القول أن التبوّل اللاإرادي هو فقدان السيطرة على المثانة أثناء النوم، والمُصطلح الطبي له هو سلس البول الليلي، وهي مشكلةٌ حرجة تُصيب عدد كبير من كبار السن. والتبول اللاإرادي يُعتبر مرحلة تطوّر طبيعي جداً للأطفال، ولكن عند الكبار بالسن فإنّه يدلّ على وجود مشكلةٍ صحيّةٍ ما يجب علاجها.

في هذا المقال سيقوم فريقنا باستعراض أهم المعلومات عن التبول اللاإرادي أثناء النوم عند الكبار.

ما هي أسباب التبوّل اللاإراديّ أثناء النّوم عند الكبار؟

في الحقيقة على الرّغم من كثرة حالات الإصابة بالتبوّل اللاإرادي أثناء النّوم، إلّا أنّ سبب حدوث ذلك لم يُعرَف بشكل كامل حتّى الآن، ويَعتقد العديد من العلماء أن هناك العديد من العوامل التي قد تُسبّب هذه المشكلة، وتبقى الأسباب المعروفة مجرّد فرضيّات مبنيّة على العديد من الدراسات التي تُرجَّح صحتّها. أمّا أبرز هذه الأسباب فهي على ما يلي:

  • العوامل الوراثيّة: إذ أظهرت بعض الأبحاث أنّ التبوّل اللاإراديّ مشكلة مُتوارَثة مُرتبطة بالجينات، إذ إنّ احتمال إصابة شخص ما بالتبوّل اللاإراديّ أثناء النّوم قد تصل إلى 77% إذا ما كان أبواه مُصابَين بهذه المشكلة عندما كانوا صغاراً.

  • قلّة السعة الوظيفيّة للمثانة: وتعني كميّة البول التي قد تحمله المثانة قبل إرسال إشارات إلى الدماغ لإخباره بضرورة التبوّل.

  • المُعاناة من المثانة غير المستقرّة: وهي حالة مرضيّة وُجد أنّها مُرتبطة وبشكل كبير بالإصابة بالتبوّل اللاإراديّ أثناء النّوم، وكذلك أثناء النّهار، وتنتج من اضطرابات في العضلة النّافصة، وهي إحدى العضلات المُكوِّنة للمثانة.

  • الإكثار من شرب السّوائل التي تُسبّب تهيّج المثانة وإدرار البول: خصوصاً قبل النّوم، وأبرز هذه المشروبات تلك المحتوية على الكافيين، مثل القهوة والشاي.

  • تناول الأدوية التي تعمل على زيادة إدرار البول: مثل تلك التي تُعطَى لعلاج أمراض القلب ومرض ارتفاع ضغط الدم، وكذلك بعض الأدوية التي تُستخدم لعلاج الأمراض العقليّة والنفسيّة.

  • المعاناة من التهابات المسالك البوليّة.

  • المعاناة من القلق أو التوتّر: فقد يُؤدّي ذلك إلى التبوّل اللاإراديّ أثناء النّوم، إلّا أنّ هذه المشكلة غالباً ما تختفي إذا ما اختفى المُسبّب الرئيسيّ للقلق.

ما هو علاج التبوّل اللاإراديّ أثناء النّوم عند الكبار ؟

يهدف علاج التبوّل اللاإردي أثناء النّوم بالمقام الأول إلى تخليص المريض من الإحراج والضّرر النفسيّ المُترتِّب عليه جرّاء هذه المشكلة. ومن الضروريّ حثّ الأهل على دعم الشخص المُصاب وعدم إشعاره بأنّه يُشكّل مصدر عبء على العائلة، وقد يستفيد البعض من مجرّد إخبارهم بأنّ العديد من الأشخاص يعانون من نفس المشكلة. وبذلك قد تختفي هذه المشكلة تماماً دون اللجوء إلى أي إجراء علاجي.

ومن الضروريّ الذهاب إلى الطبيب لمعرفة سبب حدوث هذه المشكلة؛ فمنها ما يحتاج إلى إجراءات طبيّة لعلاجه، إلا أنّ هناك العديد من الطرق لعلاج التبوّل اللاإرادي، ويعتمد اختيار طريقة العلاج على العديد من العوامل؛ مثل عمر المريض، والتاريخ العائلي له، فقد يكون من الطبيعيّ أن يستمرّ بذلك حتّى عمر مُتأخّر إذا ما كان الأبوان كذلك.

ومن المهم أن يقوم الأهل بدايةً تشجيع الشخص المريض على التحكّم بإدرار البول، بالإضافة إلى ضرورة تقليل شربهم للسوائل قبل النّوم، وكذلك حرصهم على ذهاب الشخص إلى الحمّام قبل النّوم، فإذا لم تنفع هذه الوسائل بالإمكان استخدام الأجهزة الحساسة للرطوبة، التي تعتبر أكثر طرق علاج التبول اللاإرادي نجاحاً، ويتمّ ارتداء هذه الأجهزة من قبل الشخص المصاب قبل النّوم، فإذا ما قام بالتبوّل فإنّها تعمل على إطلاق أصوات مُنبّهة عند استشعارها للرطوبة، فيستيقظ الشخص عند سماعه للمنبّه، ومع الاستخدام المتكرر لهذه الأجهزة يزداد شعور الشخص بضرورة التبوّل وبالتالي يتخلّص من هذه المشكلة.

ومن الممكن أن يتمّ اللجوء في بعض الحالات إلى استخدام بعض الأنواع من الأدوية التي تعمل إمّا على زيادة كميّة البول التي تستطيع المثانة استيعابه، أو على تقليل كميّة البول المطروحة من الكليتين، وأبرز هذه الادوية دواء ديزومبريسين بالإضافة إلى الادوية المضادّة للاكتئاب ثلاثيّة الحلقات.

في النهاية نؤكد على ضرورة زيارة دكتور المسالك البولية للتأكد من سلامة الجهاز البولي عند المريض، وعلاجه في حال كان يعاني من أي مشاكل أو اضطرابات.

#التبول اللاإرادي #أفضل طبيب مسالك في الأردن #دكتور مسالك