ما هو معدل النبض الطبيعي؟

يسير الدم في الجسم داخلَ حيز مغلق من الأوعية الدمويّة، ويستطيعُ الوصول لجميع أنحاء الجسم بفضلِ عملية ضخ القلب للدم في الجسم. والقلب معروف بإخلاصِه لعمله الذي لا يتوقّفُ منذ بداية حياةِ الإنسان إلى لحظة وفاته، حيث يدفعُ الدم في الجسم كاملاً من خلال الأوعية الدمويّة أكثر من ألف مرّة خلال اليوم الواحد. ويتكوّنُ القلب من أنسجة عضليّة تختلفُ عن باقي أنسجةِ الجسم العضليّة، حيث تعتبر أنّها أنسجة عضليّة مخطّطة ومتشعّبة أيضاً، وهي لا إراديّة الحركة، ويحتوي القلبُ أيضاً على نسيج عصبيّ يمتدُّ داخلَ العضلات لتنظيمِ نبضات القلب، ويقسم القلب إلى أربعة أقسام؛ حيث له أذينان، واللذان يستقبلانِ الدم من الجسم، والبطينان، واللذان يضخّان الدم إلى جميع أنحاء الجسم.


في هذا المقال سيقوم فريقنا باستعراض أهم المعلومات عن معدل النبض الطبيعي.


ما هو النبض؟


هو عبارة عن عقدة تعطي الإشارة المحفّزة للانقباض ثمّ الانبساط في عضلة القلب، الأمر الذي ينتج عنه غلق الصمامات القلبيّة وفتحها، وهذا الغلق والفتح هو الذي يصدر صوت الدقات القلبيّة التي نسمعُها بينما يعملُ الغلق والفتح على ضخّ الدم في شرايين الجسم وهذه هي وظيفة النبض، ويمكن أن نشعرَ بالنبض في المناطق التي يكون فيها شريان قريب من سطح الجلد، كالشريان الموجود في اليد عند منطقة المعصم، ويفضّل أن يقاسَ عبر اليد اليسرى كونها أقربَ للقلب، والشريان الموجود في منطقة العنق، والشريان الموجود في الساق تحت الركبة.


ماهو معدل النبض الطبيعي؟


يرتبطُ معدّلُ النبض بشكل رئيسي مع معدّلِ عمر الإنسان، أي أنّه كلما كبر الإنسان في السنّ قلّ معدّل نبضه، وبهذا يكون النبض في أعلى معدّلاته عند الجنين ثمّ الطفل، ويقلّ تدريجيّاً ليصلَ لأقلّ معدلاته في سنّ الشيخوخة.


وهناك معدّل محدّد لكلّ عمر، و أفضل معدل يكون في مرحلة الشباب التي تكون بين سنيْ الثامنة عشر والخمسين، ويتراوحُ معدّل النبض الطبيعيّ فيها بين 60 نبضة في الدقيقة إلى 100 نبضة لكلّ دقيقة، لكنْ في حالِ الإنسان بوضع غير عادي كأن يكون رياضيّاً في سباق جري لمسافاتٍ طويلةٍ فإنّ التسارعَ لا يكونُ خطيراً إلّا لوقتٍ قليل جداً إذا لجأ للراحة حال شعر بالإجهاد.


وجود تسارع أو تباطؤ لفترات طويلة فهذا يعني أنّ الإنسان يعاني من مشكلة في القلب و عليه مراعتها بشكل جدي واللجوء للطبيب، أما في حال وجود تسارع وتباطؤ في الدقيقة نفسها المُقاس خلالها معدّل النبض، يجب أن يتمّ قياس النبض لمدّة تزيدُ عن دقيقتيْن للتأكّد من سلامته، وهذه إشارة تعني أنّ هنالك اضطراب في معدّل النبض، وهذه الاضطرابات تعبّر عن مشاكل صحيّة أيضاً يجب متابعتُها ومعرفتها، ومن خلال معدّل النبض يمكنُ أيضاً معرفةُ معدّل تدفّقِ الدم، وما إذا كان يوجد اختلالٌ في الدورة الدمويّة أم أنها سليمة.


ما هي العوامل المؤثرة على نبضات القلب؟


يوجد العديد من العوامل التي تؤثّر على معدّل نبضات القلب أهمها العمر كما ذكرنا سابقاً، ومن العوامل المؤثرة الهامة أيضاً، ما يلي:


درجة الحرارة: عند ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة حولَ الجسد يقوم القلب بضخّ الدم أكثر قليلاً ليوصلَه إلى الجلد بشكلٍ أسرع؛ ليتخلّص من حرارة الجسم، لذلك معدّل النبض قد يزيد، وعادة لا يزيدُ عن خمسِ إلى عشر نبضات.


وضعيّة الجسم: يعمل القلب على المحافظة على معدّل نبضاتِه في مختلفِ وضعيّات الجسم بشكل عامّ، ولكن قد يتغيّر ذلك لثوانٍ معدودة فيزيد عند الوقوف أو الحركة لكن سرعان ما يعودُ لوضعه الطبيعيّ.


المشاعر: تعرّض الإنسان لمواقف تؤثر على المشاعر بصورة سريعة مثل الغضب أو الفرح أو الحزن، يؤدي ذلك لزيادة نبضات القلب بشكلٍ ملفت.


حجم الجسم: حجم الجسم عادة لا يغيّرُ النبض، ولكنْ إذا كانت السمنة مفرطة قد يكون النبض أعلى من معدّله لدى الشخص في الوزن الطبيعيّ، ولكن عادة لا يرتفعُ معدّل النبض عن 100 نبضة.


بعض الأدوية: الأدوية التي تعمل على منع الأدرينالين قد تعمل على إبطاء النبض، في حين أنّ الكثير من أدوية الغدة الدرقيّة تعملُ على رفع معدّل النبض.


اللياقة البدنيّة: كلما كان الشخص رياضيّاً أكثر يكون معدل نبضات قلبه أقلّ في حالة الراحة من الأشخاص الآخرين، فقد يصل أحياناً إلى 40 نبضةً بالدقيقة لأن شرايينه متسعة.

#نبضات القلب #دكتور قلب