ما هو التهاب التأمور؟

يُعد التهاب التأمور تورمًا وتهييجًا في تامور القلب وهو الغطاء السميك المحيط بالقلب. يتسبب غالبًا التهاب التأمور في ألم الصدر وأحيانًا أعراض أخرى. ويحدث ألم الصدر الحاد المصاحب لالتهاب التأمور عند احتكاك طبقات التأمور المتهيجة ببعضها.



ويبدأ التهاب التأمور عادةً فجأة ولكنه لا يدوم طويلًا (ليس حادًا). وعند حدوث الأعراض تدريجيًا، يكون التهاب التأمور حينئذٍ مزمنًا.



وتكون معظم الحالات طفيفة وتتحسَّن دون تدخل جراحي، إلا أنه من الممكن أن يتضمن علاج الحالات الأكثر حدة الأدوية ونادرًا الجراحة. يمكن للتشخيص والعلاج المبكرين المساعدة في تقليل خطر المضاعفات طويلة الأجل لالتهاب التأمور.



وفي هذا المقال سيقوم فريقنا الطبي بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع التهاب التأمور.



أعراض التهاب التأمور



اعراض التهاب التأمور الأكثر شيوعًا هي ألم في القفص الصدري. يكون الألم حادا، لاذعا ويظهر في وسط القفص الصدري أو في الجهة اليسرى منه. يزداد الألم عند أخذ شهيق عميق وذلك بسبب تحرك القلب داخل التأمور الملتهب. يزداد الألم كذلك عند تناول الطعام أو عند الانتقال من وضعية الجلوس إلى وضعية الوقوف.



في الفحص الجسدي يمكن سماع صوت الاحتكاك التأموري وهو علامة مميزة جدا لالتهاب تأمور القلب. من الممكن حصول ارتفاع في درجة حرارة الجسم، كما قد تُظهر الفحوصات المخبرية ارتفاعا في معدل تثقّل/ترسب كريات الدم الحمراء وارتفاعا في عدد كريات الدم البيضاء.



عندما يكون سبب الالتهاب فيروسيا تظهر أعراض تشبه تلك المصاحبة للانفلونزا قبل 7 - 10 أيام من ظهور أعراض التهاب التأمور.



أسباب التهاب غشاء التأمور



تظهر الإصابة بهذا النوع من الالتهابات نتيجة العديد من العوامل والأسباب والتي تأتي على النحو الآتي: الإصابة بالعدوى فيروسية، خاصة فيروس نقص المناعة المكتسبة. الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. الإصابة بالأمراض المناعية المختلفة، والتي من أبرزها ذآب حمامي الذي يحدث اضطرابات في أجهزة الجسم المختلفة، وتصلب الجلد والذي يؤثر على الأوعية الدموية والجلد. الإصابة بالتهاب الفقار المقسط. حدوث قصور في الغدة الدرقية. حدوث الفشل الكلوي أو أمراض القلب المختلفة. الإصابة بالتهابات الأمعاء. الإصابة ببعض الأورام السرطانية. الإصابة ببعض الأمراض الوراثية والتي من أبرزها حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية. قد يظهر هذا النوع من الالتهاب كأحد الأعراض الجانبية لتناول بعض الأدوية، أو العلاج بالأشعة.



علاج التهاب غشاء التأمور



يتوقف علاج التهاب التأمور على سببه، وعلى مدى شدته كذلك. قد تتحسن حالات التهاب التأمور الطفيفة من تلقاء ذاتها من دون علاج.



الأدوية



تشمل الأدوية التي توصف في الغالب وتحد من الالتهاب والتورم المقترن بالتهاب التأمور، ما يلي:





  • مسكنات الألم. تستجيب معظم الآلام المرتبطة بالتهاب التأمور جيدًا للعلاج بمسكنات الألم التي توصف دون وصفة طبية، مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين (أدفيل أو مورتين آي بي أو غيرها). كما تساعد هذه الأدوية أيضًا في الحد من الالتهاب. كما قد يستخدم أيضًا وصف مسكنات الألم القوية.



  • كولشيسين (كولكريس وميتيجاري). قد يوصف هذا الدواء، والذي يحد من الالتهاب في الجسم، لحالات التهاب التأمور الحادة أو كعلاج للأعراض المتكررة.




يمكن أن يحد الكولشيسين من طول أعراض التهاب التأمور ويحد من خطر تكرار تلك الحالة. إلا أن الدواء غير آمن لبعض المرضى الذين يعانون من حالات صحية موجودة سابقًا، مثل أمراض الكبد أو الكلى، أو الذين يتعاطون أدوية معينة. سيتحقق الطبيب من التاريخ المرضي بدقة قبل وصف الكوشيسين.





  • الكورتيكوستيرويدات إذا لم يستجب المريض إلى مسكنات الألم أو الكوشيسين أو إذا عانى المريض أعراض متكررة لالتهاب التأمور، فقد يصف الطبيب له أحد أدوية السترويدات، مثل بريدنيزون.




عادة ما تستمر إصابة التهاب التأمور بضعة أسابيع، إلا أنه قد تحدث إصابات أخرى فيما بعد.يتعرض بعض المصابين بالتهاب التأمور إلى إصابة أخرى خلال شهور بعد الإصابة الأصلية.



عندما يكون السبب الرئيسي لالتهاب التأمور هو عدوى بكتيرية، فسوف يتم علاج المريض بالمضادات الحيوية والتصريف إذا لزم الأمر.



دخول المستشفى والإجراءات



من المرجح أن تحتاج إلى الدخول للمستشفى إذا اشتبه الطبيب في إصابتك بالدكاك القلبي، وهو إحدى المضاعفات الخطيرة لالتهاب غشاء التأمور التي تحدث بسبب تراكم السوائل حول القلب. إن وُجد دكاك قلبي، فقد يوصي طبيبك بإجراء للحد من تراكم السائل، مثل:



بَزْلُ التأمور. وفي هذا الإجراء، يستخدم الطبيب إبرة معقمة أو أنبوبًا صغيرًا (قسطرة) لإزالة السائل الزائد وتصريفه من تجويف التأمور. ستتلقى مخدرًا موضعيًا قبل الخضوع لبزل التأمور، وهو ما يجرى دائمًا مع مراقبة تخطيط صدى القلب وبتوجيه تصوير الموجات فوق الصوتية. يمكن استمرار النضح لعدة أيام خلال فترة إقامتك في المستشفى.



استئصال التأمور. إن شُخصت إصابتك بالتهاب التأمور المضيّق، فقد تحتاج للخضوع لإجراء جراحي (استئصال التأمور) لإزالة التأمور بالكامل الذي قد يصير صلبًا مما يصعّب قيام قلبك بالضخ.

#دكتور قلب #أفضل طبيب قلب في الأردن #التهاب التأمور