الحمى ..هل من الممكن أن تكون عرضًا خطيرًا؟

لا بد وأن كل شخص واجه في حياته مشكلة ارتفاع درجة الحرارة أو ما يعرف بالحمى، وخصوصًا في مرحلة الطفولة أكثر من الكبار، فما هي أهم أسباب الإصابة به؟ في هذا المقال سيقوم فريقنا الطبي بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع مرض الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة.


ارتفاع درجة حرارة الجسم/الحمى


وهو ما يعرف بزيادة مؤقتة في درجة حرارة الجسم، وتحدث غالبًا بسبب الإصابة بمرض، ووتدل الإصابة به على أن هنالك شيئًا غير طبيعي يحدث في الجسم. بالنسبة للبالغين، ربما تسبب ارتفاع درجة الحرارة بالشعور بعدم الراحة، ولكنها لا تكون مصدر للقلق إلا إذا وصلت إلى 39.4 درجة أو أكثر، أما بالنسبة للرضع الذين لم يبدأوا المشي بعد، ربما يشير الارتفاع الطفيف في درجة الحرارة إلى الإصابة بعدوى خطيرة. وعادةً ما تنتهي هذه الأعراض خلال أيام قليلة. ويساعد عدد من الأدوية المتاحة ودون وصفة في خفض درجة حرارة، ولكن يفضل أحيانًا تركها دون علاج. إذ يبدو أن الحمى لها دور في مساعدة الجسم على مكافحة عدد من الإصابات بالعدوى.


أعراض ارتفاع درجة الحرارة


تتمثل أهم الأعراض في شعور المريض بحرارة وسخونة وقشعريرة، والشعور بالعطش والجفاف، وعدم الرغبة في تناول الطعام، وارتفاع درجة الحرارة لأعلى من 37 درجة، وقد تصل إلى 42 درجة، كما تختلف أسباب الإصابة بارتفاع درجة حرارة الجسم، فقد يكون ارتفاع حرارة بسيط وعابر، وتشفى بعد فترة قصيرة من دون أي أعراض، وقد يكون مؤشر على إصابة الإنسان بمرض آخر، ويحتاج للكثير من العلاج لكي يتخلص منه، لذلك يجب عدم اهمال ارتفاع درجة الحرارة وخصوصًا عند الأطفال؛ حيث أنهم أكثر تأثرًا بذلك، وإذا استمرت الحالة لأكثر من يومين قد يؤثر ذلك على صحة الطفل، ويسبب له أمراض أخرى لا يمكن علاجها.


أسباب ارتفاع درجة حرارة الجسم


عندما تقوم إحدى المناطق الموجودة في المخ والتي تُعرف باسم ما تحت المهاد وتُعرف كذلك باسم "ناظم حرارة" الجسم بتغيير ضبط درجة الحرارة الطبيعية للجسم لأعلى وهكذا ترتفع درجة الحرارة. وعندما يحدث ربما يشعر المريض بالبرودة ولف نفسه ببطانية، أو ربما يرتجف لتوليد الحرارة للجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى درجة حرارة الجسم. وتختلف درجة الحرارة الطبيعية للجسم على مدار اليوم حيث منخفضة في الصباح وأكثر ارتفاعًا في فترة ما بعد الظهيرة والمساء. على الرغم من أن المعظم يعتبرون درجة الحرارة 37 درجة طبيعية، إلا أن درجة حرارة الجسم قد تختلف بمعدل درجة واحدة أو أكثر 36.1 درجة إلى 37.2 درجة تقريبًا وهي طبيعية كذلك. وقد ينتج ارتفاع درجة حرارة الجسم عن أحد الفيروسات، أو عدوى بكتيرية، الإنهاك الحراري، حالات التهابية معينة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو التهاب بطانة المفاصل (الغشاء الزليلي)، أو بسبب أحد الأورام الخبيثة، أو من تناول بعض الأدوية مثل:المضادات الحيوية أو الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو النوبات، أو بعض التطعيمات، مثل لقاح الخُناق، والكزاز والشاهوق غير الخلوي أو لقاح المكورات الرئوية.


علاج ارتفاع درجة حرارة الجسم


يمكن أن يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إذا تُركت دون علاج إلى مضاعفات خطيرة وخاصة للأطفال، والمتقدمين في السن، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، لذلك يجب مراجعة الطبيب وفي ما يلي بيان لبعض الحالات.


فمثلاً الأطفال الرضّع تنبغي مراجعة الطبيب عند ارتفاع درجة حرارة الأطفال الرضّع في الحالات التالية: ارتفاع حرارة الأطفال الرضّع تحت سنّ الثلاثة أشهر إلى 38 درجة أو أكثر، حتى وإن لم تظهر أية أعراض أخرى، وفي حال ارتفاع الحرارة إلى ما يزيد عن 38.9 درجة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 6 أشهر، أو في حال مصاحبتها لعدد من الأعراض الأخرى، وفي حال ارتفعت الحرارة إلى 38.9 درجة أو أكثر لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين، إذا استمرّت الحالة لأكثر من يوم واحد أو زادت الأعراض أو لم يستجيب الطفل لخافضات الحرارة.


أما الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عامًا فلا يحتاجون علاجًا في حال كانت درجة الحرارة 38.9 درجة فما دون، إلا إذا كانت الحرارة مصحوبة بأعراض أخرى مثل التهيّج أو آلام العضلات، أو إذا ارتفعت الحرارة عن 38.9 درجة ولم تستجب لخافضات الحرارة أو استمرت لأكثر من ثلاثة أيام. أما في حالة البالغين يمكن القول إنّ الحرارة التي تبلغ 38.9 درجة لديهم لا تحتاج إلى طبيب ويمكن السيطرة عليها باستخدام خافضات الحرارة ودون وصفة طبية، ولكن الجدير بالذكر أنه يجب مراجعة الطبيب في حال ارتفعت درجة الحرارة فوق 39.4 درجة، أو عند عدم استجابة الحمّى للعلاج. وأيضًا في حال ارتفاع درجة الحرارة المصحوب بأعراض مثل تيبس الرقبة، أو الشعور بالألم الحاد، أو ضيق التنفس. وفي حال ارتفاع الحرارة لدى كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا خصوصًا إذا كانت مصحوبة بأعراض مثل ضيق التنفّس، أو الارتباك. وارتفاع الحرارة إلى ما فوق 38.9 درجة لأكثر من يومين دون انخفاض. كما ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة مثل المرضى المصابين بفيروس العوز المناعيّ البشريّ، أو السرطان، أو أمراض المناعة الذاتيّة، مراجعة الطبيب في حال معاناتهم من ارتفاع درجة حرارة الجسم.

#الحمى #ارتفاع درجة حرارة الجسم #دكتور طب عام