فحص كورونا: أنواعه وكيفيّة إجراؤه

تُجرى مجموعة من الفحوصات لتوكيد الإصابة بالعدوى التي يُسبّبها فيروس كورونا المُستجد، أبرزها وأكثرها دقّة فحص PCR، يمكن استخدام بعض الفحوصات سريعة النتائج، مثل فحص المُستضدات وفحص الأجسام المُضادَة، لكنّ نتائجها أقل دقّة من فحص PCR.

منذ بدء تفشّي جائحة كورونا أوائل عام 2020، انصبّت جُّل الجهود لمحاولة السيطرة على الوباء والحدّ من انتشاره قدر الإمكان، إلّا أنّه اشتدّ واجتاح دول العالم تاركًا ضحايا فاقت حاجز المليونين ونصف المليون حتى هذه اللحظة، سبق وأن أُعلن عن بروتوكولات مُحدّدة تُمكِّن الجهات الصحيّة وكوادرها من التشخيص المبدئي للحالات المُشتَبه بإصابتها بكوفيد-19 بُغية إجراء الفحوصات المُقرّرة لتوكيد الإصابة من عدمها.

فحوصات كورونا: PCR وغيرها

تنقسم فحوصات كورونا بين نوعين رئيسيّين، منها ما يكشف عن الإصابة الحاليّة بالفيروس، ومنها ما يكشف عن إصابة سابقة بالعدوى عبر الكشف عن الأجسام المُضادّة في الجسم، من أهّم فحوصات كورونا المُعتمدة حول العالم:

  • فحص كورونا PCR: يُعدّ تفاعل البلمرة (البوليمراز) المتسلسل ذي النسخ العكسي Reverse transcription Polymerase Chain Reaction أو ما يُعرَف اختصارًا بفحص RT-PCR، أحد أكثر الفحوصات الشائعة التي تستهدف الكشف عن المادّة الوراثيّة لفيروس كورونا المُستجَد، غالبًا ما يُعد هذا الفحص عالي الدقّة ولا يحتاج لإعادة إجرائه في سبيل التحقُّق من النتيجة، خصوصًا إذا ما أُجري بواسطة مختَّص، يعتمد فحص كورونا PCR رئيسيًا على الكشف عن المادّة الوراثيّة للفيروس في خلايا المُصاب، ويُجرَى عبر عدّة خطوات:

الخطوة الأولى: أخذ عيّنة مُخاط من الأنف أو الحَلق بواسطة ماسحة Swab خاصّة.

الخطوة الثانية: تجهيز العيّنة لنقلها للمختبر بُغية فحصها، وذلك عبر وضعها في وعاءٍ مُعقَّم ومُحكَم، يُذكَر بأنّ العيّنة يجب أن تصِل المختبر خلال 72 ساعة مع مُراعاة ظروف حِفظها أثناء نقلها وفق درجات حرارة معيّنة لتلافي تلفها.

الخطوة الثالثة: تبدأ الخطوة الثالثة في المختبر لمعالجة العيّنة عبر سلسلة من الخطوات التي يتّم من خلالها استخلاص المادة الوراثيّة للفيروس الموجود في العيّنة؛ وذلك من خلال إضافة بادئات Primers وإنزيم البوليمراز وغيرها من العوامل المُساعِدة، بمساندة ظروف مختلفة من التسخين والتبريد بحسب ما تتطلبّه المرحلة، إذ تُدار العمليّة بأكملها بواسطة جهاز التدوير الحراري Thermocycler المُبرمج خصيصًا ليتواءم مع الظروف الحراريّة المناسبة للمادة الوراثيّة المُراد الكشف عنها، تهدف هذه العمليّة إلى تفكيك سلاسل RNA للفيروس وتحويلها إلى DNA وإنتاج ملايين النُسخ منه بدوراتٍ مُتكرّرة، خلال هذه العمليّة تلتصق واسمات أو مجسّات مُحدّدة مع سلاسل DNA لتنبعث أضواء مميّزة بأطوال موجيّة معيّنة يترجمها الجهاز عبر الكشف عن التألُّق الفلوري الناتج ليُشير إلى إيجابيّة الفحص؛ ما يعني وجود المادة الوراثيّة الخاصّة بفيروس كورونا في العيّنة وتوكيد إصابة الشخص بكوفيد-19.

يستغرق ظهور نتيجة فحص PCR للكشف عن كورونا بضع ساعات وأحيانًا قد يستغرق وقتًا أطول.

  • فحوصات المُستضدات Antigen tests: يعتمد هذا النوع من الفحوصات على الكشف عن أنواع مُحدّدة من البروتينات الموجودة في الفيروس والتي قد تكون موجودة في العيّنة المُستخلَصَة من الأنف، وهو يكشف عن العدوى الفعّالة في جسد الشخص، ويتميّز فحص المُستضَد بسرعة ظهور نتيجته، إذ يمكن أن تظهر نتيجة الفحص في غضون دقائق، إلّا أنّ احتماليّة ظهور نتائج سلبيّة خاطئة تكون غالبًا مرتفعة لهذا الفحص، لِذا ما زال فحص كورونا PCR يتفوَّق عليه، إذ من الممكن أن يلجأ الاختصاصي المسؤول عن الحالة إلى توكيد نتيجة الفحص السلبيّة عبر إجراء فحص PCR لذات العيّنة، خصوصًا في حال الاشتباه بإصابة الشخص بكوفيد-19 نتيجة ظهور أعراض معيّنة عليه.
  • فحص الأجسام المُضادّة Antibodies test: يستهدف هذا النوع من الفحوصات الكشف عن الأجسام المُضادّة التي سبق وأن أفرزها الجهاز المناعي في الجسم بمواجهة فيروس كورونا، ما يعني بأنّه غير مَعني بالكشف عن الإصابة الحاليّة بالفيروس، إنمّا يكشف فيما إذا كان الشخص قد سبق وأن تعرَّض للفيروس التاجي من عدمه، ويستغرق إنتاج الأجسام المُضادّة في الجسم بعد الإصابة بعدوى فيروسيّة ما بين أسبوع إلى 3 أسابيع، يعني ظهور النتائج الإيجابيّة لفحص كورونا بأنّ نوعًا من الحماية ضدّ كوفيد-19 قد طوّرها الجسم، إلّا أنّ مدّة الحماية غير معروفة حتى الآن، خصوصًا في ضوء عودة الإصابة بفيروس كورونا المُستجد SARS-CoV-2 لدى بعض الحالات، بانتظار توكيد مثل هذه الجوانب التي ما زالت غير واضحة تمامًا.

أعراض فيروس كورونا والإجراءات المُتبّعة للحد من انتشاره

ينتمي فيروس كورونا المُستجد SARS-CoV-2 لعائلة كبيرة تضُم فيروسات كورونا التي سبق وأن تَسبّب بعض أعضائها بأمراضٍ تنفسيّة مثل "ميرس MERS" و"سارس SARS"، تتسبّب هذه الفيروسات عمومًا بمجموعة من الأعراض التي تتمثَّل بالحمّى، السعال، ضيق النَفَس، التهاب الحَلق، الصداع.

أمّا فيما يتعلّق بكوفيد-19 فإنّ الأعراض اختلفت وتنوَّعت بين الأشخاص المُصابين حول العالم، لكن جرى الاتفاق على اعتماد مجموعة من الأعراض على أنّها الأكثر شُيوعًا بين مرضى فيروس كورونا المُستجد، وهي:

  • الحمّى.
  • السعال الجاف.
  • ضيق النَفَس أو صعوبة التنفُّس.
  • الإعياء أو الإجهاد.
  • الصداع.
  • فقدان حاسّة التذوُّق أو الشّم.
  • ألم في الجسم والعضلات.
  • التهاب الحَلق.
  • احتقان الأنف أو سيلانه.
  • الإسهال.
  • الغثيان أو الاستفراغ.

ويُشكِّل التحدي الأكبر لدى سلطات الدول المَعنيّة بالحدّ من انتشار كوفيد-19 ووقف تغوُّله عبر السيطرة على الحالات المُصابة والتي لا تظهر عليها أيّ أعراضٍ تُذكَر، أو ربمّا تكون أعراضها طفيفة وعابرة، إذ يُنسَب الانتشار الواسع لكوفيد-19 في كثيرٍ من الأحيان -بحسب الخبراء- إلى الاحتكاك المباشر مع هذه الفئات التي قد تنقل عدوى كورونا دون علمها بذلك.

إلى جانب العزل المنزلي للمُصابين بكوفيد-19 والتباعد الاحتماعي الذي بات مفروضًا على المجتمعات شرقًا وغربًا، فإنّ إجراء فحوصات كورونا العشوائيّة أو المُستهدفة يُعدّ أحد المؤشرات التي يمكن من خلالها معرفة مدى توغُّل الفيروس وانتشاره، وهو ما يُتيح إحصاء الحالات المؤكّد إصابتها من عدمها، إلّا أنّه لا يُشير إلى العدد الكُلّي للأشخاص المُصابين، إذ إنّ الأرقام المُعلنَة تُمثِّل النتائج الإيجابيّة لفحوصات كورونا التي أُجريت للأشخاص المُشتَبه بإصابتهم بكوفيد-19 فقط، لِذا فإنّ البيانات المُسجّلة لأعداد الحالات المُؤكّدة تعتمد أساسيًا على عدد الفحوصات المُجراة في بلدٍ ما، وهو ما يُتيح فهم طبيعة انتشار كوفيد-19 وتصنيف الدول اعتمادًا على ذلك، فيما إذا كانت تُظهِر تحسُّنًا في المُنحنى الوبائيّ أم لا.

نسبة الفحوصات الإيجابيّة بين دول العالم

تُقدِّم غالبيّة دول العالم تقاريرًا تُظهر أعداد ونِسَب الفحوصات الإيجابيّة التي تُجريها يوميًا للكشف عن فيروس كورونا، وفي حِين انخفضت النسبة لدى بعض الدول بعد ارتفاعها لأشهر، عادت لترتفع من جديد مُسجَّلةً ارتفاعًا ملحوظًا بعدد الإصابات بحدودٍ قاربت حاجز 50% مثل المكسيك وبوليفيا، بينما استطاعت دولٌ أُخرى الحِفاظ على مستويات منخفضة من إصابات كوفيد-19 بحدودٍ انحسرت حول 1%، مثل أستراليا، والأوروغواي، وكوريا الجنوبيّة وغيرها، أمّا في المنطقة العربية فقد تراوحت الإصابات بين 0.5% و20%، منها المنخفضة مثل السعودية والإمارات، ومنها المرتفعة مثل تلك التي باتت تُسجَّل في الاردن وفلسطين، وقد سبق وأن أشارت منظمة الصحة العالميّة إلى أنّ نسبة 5% أو أقل تُشير إلى أنّ وضع الدولة الوبائي تحت السيطرة، ما يُحتِّم على الدول التي باتت تُعاني من أعدادٍ مُرتفعة من الإصابات ضرورة تشديد تطبيق شروط السلامة في الأماكن العامّة والتجمُّعات والحِفاظ على التباعد الاجتماعي وارتداء الكِمامات، إضافة إلى الحرص على إنفاذ العزل الصحّي المنزلي لمدة تتراوح بين 10 إلى 14 يومًا لتجنُّب نقل الفيروس وتفشّيه.

المراجع

  1. Johns Hopkins University of Medicine. 2021. COVID-19 Dashboard by the center for Systems Science and Engineering (CSSE) at Johns Hopkins University (JHU). Retrieved from https://coronavirus.jhu.edu/map.html
  2. Food and Drug Administration (FDA). 2020. Coronavirus Disease 2019 Testing Basics. Retrieved from https://www.fda.gov/consumers/consumer-updates/coronavirus-disease-2019-testing-basics
  3. Mayo Clinic. 2021. COVID-19 diagnostic testing. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/covid-19-diagnostic-test/about/pac-20488900
  4. Our World in Data. 2021. Coronavirus (COVID-19) Testing. Retrieved from https://ourworldindata.org/coronavirus-testing
  5. Centers for Disease Control and Prevention. 2021-a. Symptoms of coronavirus. Retrieved from https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/symptoms-testing/symptoms.html
  6. Centers for Disease Control and Prevention. 2021-b. Testing: Test for past infection. Retrieved from https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/testing/serology-overview.html
  7. Narayana Health. 2020. Coronavirus Testing-How to test for Coronavirus? – Different types of tests. Retrieved from https://www.narayanahealth.org/blog/coronavirus-testing-how-to-test/
  8. National Human Genome Research Institute. 2020. Polymerase Chain Reaction (PCR) fact sheet. Retrieved from https://www.genome.gov/about-genomics/fact-sheets/Polymerase-Chain-Reaction-Fact-Sheet
  9. Roy J et al. 2019. Chapter 5 – Small RNA proteome as disease biomarker: An incognito treasure of clinical utility. AGO-Driven Non-Coding RNAs: Codes to decode the therapeutics of diseases. P: 101-136. Retrieved from https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/B9780128156698000051?via%3Dihub

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية