أكثر من 30 طفرة جينيّة جديدة لفيروس كورونا المُستجد

بينما يُواصل فيروس كورونا المُستجد SARS-CoV-2 تفشّيه حول العالم مُسجّلًا أعدادًا مُتزايدة من الإصابات، فإنّ العديد من البحوث تُواصل تعقُبها لفيروس كورونا لمحاولة معرفة طريقة تطوُّره والآليّة التي يتسبّب

بينما يُواصل فيروس كورونا المُستجد SARS-CoV-2 تفشّيه حول العالم مُسجّلًا أعدادًا مُتزايدة من الإصابات، فإنّ العديد من البحوث تُواصل تعقُبها لفيروس كورونا لمحاولة معرفة طريقة تطوُّره والآليّة التي يتسبّب بها بالعدوى ممّا يُتيح ويُسهّل الوصول للعلاج واللقاح المُناسب لمكافحة المرض الذي يتسبّب به والذي اتُفق على تسميته: كوفيد-19.

ويُعدّ SARS-CoV-2 السابع والجديد في عائلة فيروسات كورونا التي سبق وأن تمّ التعرُّف عليها نتيجة تسبّبها لأمراضٍ للإنسان، وهي:

  1. HCoV-OC43
  2. HCoV-HKU1
  3. HCoV-229E
  4. HCoV-NL63
  5. SARS-CoV
  6. MERS-CoV
  7. SARS-CoV-2

وفي حين تتسبّب الأنواع الأربعة الأُولى بأعراضٍ طفيفة يسهُل السيطرة عليها غالبًا (تُشبه أعراض الانفلونزا)، فإنّ الثلاثة المُتبقيّة تسبّبت بأمراض كانت ذو أثرٍ واضح على البشر، بدءًا من المتلازمة التنفسيّة الحادّة الوخيمة (السارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة (ميرس) إلى كوفيد-19 الذي حصَد حتّى هذه اللحظة ما يزيد عن 178.000، في حين فاق عدد الإصابات المُسجّلة حول العالم 2.500000 (حسب الموقع التابع لجامعة هوبكنز) وهذا العدد بازديادٍ مستمر حتى اللحظة.

تجتاح العالم الآن ثلاثة أنواع رئيسيّة من SARS-CoV-2، وذلك تبعًا للتحليل الجيني للفيروس والذي قام به مجموعة من الباحثين في جامعة كامبريدج بقيادة الدكتور بيتر فورستر، وقد لاحظ الباحثين وجود ثلاث اختلافات رئيسيّة ناجمة عن تغييرات في الأحماض الأمينيّة للفيروس، وقد تمّ إعطاؤها الرموز التالية A, B, C، وقد لُوحظ انتشار كورونا المُستجد من النوعين A و C في كُل من أمريكا وأوروبا، بينما يسود النوع B في شرق آسيا ولم يُعثَر على أي حالة من أسلاف الجينوم الفيروسي خارج هذه المناطق الآسيويّة قبل أن تتحوّر أولًا وتخضع لطفرات مشتقّة من النوع B، وهذا يدُل على أنّه من الممكن أن يكون قد واجه مقاومة بيئيّة أو مناعيّة خارج شرق آسيا.

ممّا يلفُت الانتباه أنّ بعض الدراسات التي ظهرت مؤخرًا أشارت إلى أنّ الفيروس يخضع لطفرات مُتعدّدة قد تكون ذو تأثير على قدرته الإمراضيّة في دولٍ شتّى، فقد خلُصَت دراسة أُجريت في الصين شَمِلت عددًا قليلًا (11 مريضًا) من مرضى كوفيد-19 الذين تمّ علاجهم في المستشفيات التابعة لجامعة تشيانغ في مدينة هانغتشو، تمّ التعرُّف من خلالها على 33 طفرة جديدة، 19 من بينها كانت جديدة كُليًّا.

وقد قام الباحثون بمحاولة معرفة مواصفات فيروسات كورونا التي تمّ عزلها من هؤلاء المرضى، تمّ شفاؤهم جميعًا فيما بعد، وقد تمّ رصد كُل من الحمولة الفيروسيّة لكورونا المُستجد بعد 1، 2، 4، 8، 24، 48 ساعة من الإصابة بالعدوى، إضافة إلى الاعتلال الخلوي CPE الذي أحدثه الفيروس في جسم المُصاب بعد 48 و 72 ساعة، وقد تبيّن بعد تحليل النتائج ومُعاينتها بأنّ مجموعة من الطفرات الجينيّة الجديدة التي طوّرها SARS-CoV-2 وتمّ التعرُّف عليها أثناء الدراسة كانت ذو تأثيرٍ مباشر على آليّة عمل الفيروس وقدرته على التسبُّب بالعدوى بدرجاتٍ مختلفة.

يُذكَر بأنّ كُل هؤلاء المرضى تلقّوا ذات العلاج في المستشفى بعد تشخيصهم بكوفيد-19، وذلك على الرغم من اختلاف الأنواع تِبعًا للطفرات الكثيرة التي حدثت، لِذا فإنّ مجموعة الباحثين القائمين على الدراسة أوصَوا بضرورة إعطاء هذا النوع من الدراسات والأبحاث أهميّة وتركيز أعلى لتحديد طبيعة الطفرات ومواصفاتها، وهو ما قد يُسهِم في الكشف عن القدرات الإمراضيّة للسُلالات الجديدة بالتالي المُساعدة في التوصُّل للعلاج الأنسب لهذا الوباء والمُساهمة في انتصار البشريّة عليه، إذ إنّ الشركات الدوائيّة المُختلفة التي دخلت سباق البحث عن علاجٍ لكوفيد-19 يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الطفرات المُتراكمة التي يُطوّرها الفيروس في الجينوم الخاص به؛ وذلك لتجنُّب أي مخاطر محتملة والسيطرة على هذه الجائحة بكفاءة واقتدار دون أخطاءٍ تُذكَر.

كوفيد-19 الذي أُعلن عنه بأنّه جائحة عالميّة من قِبَل منظمّة الصحة العالميّة في الثلاثين من شهر يناير المُنصرم، أضحَى تحديًا يُواجه الكثير من العُلماء المُختّصين، إذ إنّ الكثير من المُتغيّرات في الفيروس تُواجههم باستمرار ممّا يُصعّب المَهمّة عليهم، فالفيروس أثبت قدرته على الانتقال بين الأشخاص ممّن لا تظهر عليهم العدوى مثلًا، إضافة إلى أنّه يبقى في الهواء لساعاتٍ عدّة ولسبعة أيام تقريبًا على الأسطح، وهي معلومات تتغيّر باستمرار مُشيرة إلى أنّ الفيروس يتطوّر عبر سلسلة من الطفرات، إلّا أنّ التحدّي الأكبر الذي يدفع بكل دول العالم بأن تضع كل طاقاتها وتُجنّدها في سبيل العلم والبحث، هو العلاج الذي يقضي على هذا الفيروس، إذ إنّه ولغاية تاريخ كتابة هذا المقال لم يتّم التوصُل لأي دواء أو لقاح فعّال للقضاء على SARS-CoV-2.

المراجع

  1. Yao, H. et al. (2020). Patient-derived mutations impact pathogenicity of SARS-CoV-2. Retrieved from https://www.medrxiv.org/content/10.1101/2020.04.14.20060160v1.full.pdf
  2. Cao, B. et al. (2020). A Trial of Lopinavir–Ritonavir in Adults Hospitalized with Severe Covid-19. NEJM. Retrieved from https://www.nejm.org/doi/full/10.1056/NEJMoa2001282

  1. Forster, P. et al. (2020).Phylogenetic network analysis of SARS-CoV-2 genomes. PNAS. Retrieved from https://www.pnas.org/content/early/2020/04/07/2004999117

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022
آخر تعديل - الأربعاء ، 08 آذار 2023

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) أونلاين عبر طبكان
احجز