ما علاقة الوراثة بمرض السكري؟ وهل ثبت ارتباطهما ببعضهما البعض؟

داء السكري هو عبارة عن مرض مزمن سببه الرئيسي، زيادة نسبة السكر (الكلوجوز) في الدم الناتجة عن عدم فاعلية انتاج غدة البنكرياس (التي تقع بين المعدة والعمود الفقري) لهرمون الانسولين المسؤول عن تحويل السكر الناتج عن النشويات والكربوهيدرات وغيرها إلى طاقة تحتاجها الأنسجة والعضلات والجسم بأكمله.


يعمل الانسولين على تنظيم مستوى السكر في مجرى الدم، فكلما ارتفع هذا المستوى، قام البنكرياس بإفراز نسبة أكبر من الأنسولين والعكس صحيح، وعليه فإن أي اختلال في نسبة كل من الانسولين والسكر في الدم ينذر بالإصابة بالسكري.


وهناك العديد من الاصوات العلمية التي تفترض ارتباط الإصابة بالسكري –بغض النظر عن نوعه- بالعامل الوراثي، وإعطاء لمحة عن وجهة النظر هذه قام فريقنا باعداد هذا المقال.


السكري والوراثة


هناك دور من نوع معين للوراثة في إصابة المريض بالنمطين الأول والثاني من داء السكري، ويُعتقد بأن النمط الأول من السكري يحفزه نوع ما من العدوى (فيروسية بالأساس) أو أنواع أخرى من المحفزات على نطاق ضيق مثل الضغط النفسي أو الإجهاد والتعرض للمؤثرات البيئية المحيطة، مثل التعرض لبعض المواد الكيمائية أو الأدوية، وتلعب بعض العناصر الجينية دوراً في استجابة الفرد لهذه المحفزات.


وقد تم تتبع هذه العناصر الجينية فوجد أنها أنواع جينات متعلقة بتوجيه كرات الدم البيضاء لأي أضداد موجودة في الجسم، أي إنها جينات يعتمد عليها الجهاز المناعي لتحديد خلايا الجسم التي لا يجب مهاجمتها من الأجسام التي يجب مهاجمتها، وعلى الرغم من ذلك فإنه حتى بالنسبة لأولئك الذين ورثوا هذه القابلية للإصابة بالمرض يجب التعرض لمحفز من البيئة المحيطة للإصابة به، ويحمل قلة من الناس المصابين بالنمط الأول من السكري مورثة متحورة تسبب سكري النضوج الذي يصيب اليافعين.


الوراثة ودورها في الإصابة بالسكري من النوع الثاني


يلعب العامل الوراثي دوراً بارزاً في الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر، وهو النوع المرتبط بالسمنة في حالات كثيرة من المرض، حيث دلت الدراسات العلمية المتعاقبة على أن بعض المرضى المصابين بالسمنة، وليس جميعهم، يحملون جينات مرض السكر، ومما يؤكد العلاقة بين الوراثة والإصابة بالنوع الثاني، أن المجتمعات أو الأسر التي تسود فيها الإصابة بالسمنة يرتفع فيها نسبة الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني كالمجتمعات العربية في الآونة الأخيرة، وذلك بالمقارنة بين هذه المجتمعات والمجتمعات التي تقل فيها نسبة الإصابة بالسمنة، حيث تقل فيها أيضا نسبة الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني.


كما أن اضطرابات الغدد الصماء الأخرى قد تكون وراثية فالغدد الصماء الأخرى تفرز كثيراً من الهرمونات التي تساعد في تنظيم سكر الدم، فمنها ما يسبب انخفاض السكر، مثل الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس بواسطة خلايا بيتا، ومنها ما يسبب ارتفاع السكر مثل الجلوكاجون وهرمونات النمو وهرمونات قشرة الغدة فوق الكلوية وهرمونات الأدرينالين وهرمونات الغدة الدرقية.


وهناك أمراض تصيب الغدد الصماء، ويترتب على هذه الإصابة إما نقص أو زيادة إفرازاتها، فإذا كانت الإصابة تسبب نقصاً في الهرمون الذي يخفض سكر الدم وهو الأنسولين، أو كانت الإصابة تسبب زيادة في إفراز الهرمونات المضادة للأنسولين، فإن الإصابة تؤدي إلى حدوث السكري ويطلق على المرض الناتج عن اضطرابات الغدد الصماء اسم السكر الثانوي وهو مرض يصيب نسبة قليلة من مرضى السكر، وذلك إذا ما قورنت هذه النسبة بنسبة الإصابة بمرض السكر الشائع وهو مرض السكر الأولي.


والآن بالإمكان زيارة موقعنا الالكتروني من هنا، وحجز موعدك لدى أفضل أطباء السكري والغدد الصماء في الأردن.

#السكري #أعراض السكري #دكتور سكري