بأقلام أطبائنا: التطبيب عن بعد (TELEMEDICINE) للدكتور نديم جراح

يتضمّن هذا الموضوع الحيوي عدّة تعريفات، منها:

التطبيب عن بُعد هو تشخيص وعلاج المريض عن بُعد بواسطة تقنية التواصل الإلكتروني، ويُعتمَد على هذه الطريقة في أغلب الأحيان بسبب بُعد المسافة بين المُعالج ومُتلقّي العلاج.

هذا الإجراء الطبيّ ليس بجديد، فهو موجود منذ عشرات السنين ولكن بشكلٍ فرديّ وغير مُتطوّر، فقد كان يعتمد غالبًا على المكالمات الهاتفيّة، لكنّه منذ أكثر من 30 سنة بدأ يحُوز على اهتمامٍ أكبر وأُجريت العديد من المحاولات لتطويره ووضعه ضمن إطارٍ علميّ وبمقاييس طبية مُعيّنة.

أما في هذه الأيام غير المسبوقة في تاريخ البشرية -ما أُسمّيه (زمن الكورونا)- فمن الواضح والمؤكّد الضرورة والأهميّة الفائقة لهذا النوع من التواصل بين المريض وطبيبه، مع ضرورة وجود نظام وإطار لهذا التواصل حتى لا تعُمّ الفوضى وعدم الدقّة في معالجة المرضى، هذه الإجراءات التنظيميّة بالتأكيد ستعود بالفائدة الحتميّة أولاً وأخيراً على حالة المريض؛ إذ تكون مواعيد التواصل مُحدّدة وتكون نتائج الفحوصات المخبريّة، الصور الإشعاعيّة والتقارير الطبيّة جاهزة ومُوّثقَة قبل الموعد، بالتالي تكون المقابلة عبر (التطبيب عن بُعد) ذات فائدة كاملة، وتتميّز هذه التقنية عن الطرق المُستخدَمة في السابق -خاصة التواصل عبر الهاتف- بانخفاض نسبة إغفال أيّ من النقاط المُهمّة فيما يتعلّق بالحالة المَرَضيّة.

(التطبيب عن بُعد) هو طريقة عمليّة ومفيدة للحالات الصحية التي تحتاج لاستشاري خبير في مرضٍ معين، وهو خِيار غير متوفر ولن يتوفر في المناطق البعيدة أو النائية، ومن تجربتي في هذا المجال هنالك أمثلة عديدة تكشف عن تشخيص حالات نادرة بُوشِر علاجها بنجاح لمرضى يعيشون في دولٍ بعيدة، لا بل في قارات أُخرى أحيانًا.

(التطبيب عن بُعد) في زمن الكورونا يوفّر خدمة التطبيب للعديد من الحالات دون مراجعة الموقع (عيادة الطبيب أو المُستشفى)، وبهذا يتحقّق مبدأ التباعد الجسدي الذي قد يُساعد في كسر حلقة انتشار فيروس كورونا.

إقرأ أيضًا: