أعراض مرض أديسون...من بينها اشتهاء الملح

يوجد في جسم الإنسان غدتان كظريتان تقع كل واحدة منهما فوق كلّ كلية، وتقوم بإفراز مجموعةٍ من الهرمونات الضرورية للحفاظ على صحة الإنسان، ومنها هرمون الكورتيزول الذي يساعد الجسم على الاستجابة للإجهاد، ويقوم بالعديد من الوظائف مثل الحفاظ على ضغط الدم والوظائف القلبيّة الوعائية، والسيطرة على الإلتهابات، وتنظيم استخدام الجسم لكل من البروتينات والكربوهيدرات والدهون، وهرمون الألدوستيرون الذي يُساعد الكلى على تنظيم الملح والماء مع المُحافظة على ضغط الدم وحجمه، ويُعدّ مرض أديسون من الأمراض النادرة، حيث يتمثل بحدوث قصور في إفراز هرمون الكورتيزول من الغدد الكظرية، ويرافقه في بعض الحالات حدوث قصور في إنتاج هرمون الألدوستيرون. وفي هذا المقال سيقوم فريقنا الطبي بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع داء أديسون.


أسباب مرض أديسون


هناك مجموعة من العوامل التي قد تكون السبب وراء إصابة الشخص بمرض أديسون، نذكر منها اضطرابات الجهاز المناعيّ بحيث تُقدّر نسبة المُصابين بمرض أديسون بسبب المعاناة من اضطرابات المناعة الذاتيّة في الجسم بما يقارب 70-90% من نسبة المُصابين، وفي هذه الحالة يقوم الجهاز بإنتاج أجسام مُضادّة لتعمل على مُهاجمة خلايا الغدّة الكظريّة وتدمير القشرة الكظريّة بشكل كبير، مما يؤدّي إلى حدوث اضطراب في إنتاج الكورتيزول والألدوستيرون، وعندها تبدأ أعراض المرض بالظهور. والجينات الوراثية حيث أن احتماليّة الإصابة بأحد اضطرابات المناعة الذاتيّة تزداد في حال كان لدى المريض جينات تزيد من فرصة إصابته بهذا المرض، وما يؤكّد هذه الحالة أنّه في حال كان أحد الأقارب مُصابًا بأحد أمراض المناعة مثل البُهاق، أو السكري من النوع الأول، أو قصور الدرقيّة تكون فُرصة الإصابة بمرض أديسون أكبر. أسباب أخرى مثل الإصابة بمرض السل حيث تعريف مرض السلّ على أنّه أحد الأمراض الناتجة عن الإصابة بعدوى بكتيريّة تُصيب الجهاز التنفسي، ومن ثم تنتقل إلى باقي أجزاء الجسم، ومن الجدبر بالذكر أنّ هذا المرض من أكثر العوامل التي تزيد فرصة الإصابة بمرض أديسون. الإصابة بالعدوى مثل حالات الإصابة بالإيدز، أو العدوى الفطريّة. حدوث النزيف الدموي حيث من الممكن أن ينجم نزيف الغدّة الكظريّة الشديد عن الإصابة بمرض أديسون. الإصابة بالداء النشواني والذي يحدث ذلك عندما يتراكم بروتين الأميلويد الذي تُنتجه خلايا النُخاع في الغدّة الكظريّة، فيتسبّب بتدميرها. الاستئصال الجراحي للغدتين الكظريتين بسبب السرطان مثلاً. سوء تغذية الكظرية وبيضاء الدماغ. بالإضافة إلى الأدوية المُستخدمة في علاج متلازمة كوشينغ.


أعراض مرض أديسون


عادةً تظهر أعراض مرض أديسون بشكل بطىء ربما على مدار شهور عديدة، وقد تشمل إعياء شديد، ونقصان الوزن وانخفاض الشهية، وسواد الجلد، وانخفاض ضغط الدم، ومن الممكن الإغماء، واشتهاء الملح، وانخفاض نسبة السكر في الدم، مع الغثيان أو الإسهال أو القيء، وألم في البطن، مع ألام العضلات أو المفاصل، والتهيج، والاكتئاب، وفقدان شعر الجسم أو خلل الوظيفة الجنسية لدى النساء.


علاج مرض أديسون


العلاج يتم باستبدال الهرمونات الناقصة أو تعويضها والتي لا تستطيع الغدة إنتاجها، فيعطى هرمون الكورتيزول على شكل حبوب مرتين في اليوم، والفلودروكورتيزون وهو الهرمون المعوض لنقص الألدوستيرون كما قد يوصى الطبيب بالإكثار من تناول الملح.


وعن علاج صدمة أديسون فإن انخفاض ضغط الدم، ونقص السكر في الدم، وارتفاع ملح البوتاسيوم، وانخفاض ملح الصوديوم في الدم، تعتبر من الأمور الخطيرة جدًا والتي قد تودى بحياة المريض، لذا يتم العلاج فورًا عن طريق الحقن بالوريد لمحاليل الملح والجلوكوز وهرمون الكورتيزون، وباعتماد هذه العلاجات يتم التحسن بشكل سريع في حالة المريض.


وعند استطاعة المريض وبعد التغلب على الصدمة تناول العلاج عن طريق الفم، حيث يتم إنقاص جرعة الكورتيزون عن طريق الوريد وتعويضها بتناول الهرمون التعويضي للكورتيزول والألدوستيرون عن طريق الفم.

#دكتور غدد صماء #مرض أديسون