كيف يجب أن تتعامل مع مريض الزهايمر

في الحادي والعشرين من أيلول من كل عام يتم الإحتفال باليوم العالمي لمرضى الزهايمر، وتمتلئ دول العالم في هذا اليوم باللون البنفسجي لما يعكسه هذا اللون من راحة في قلب الإنسان، وتعبيراً كذلك عن الأطعمة البنفسجية من الفواكه والخضار التي تحتوي على المركب الكيميائي الذي يربط أيونات الحديد، ويمكن أن يساعد على وقف تطور مرض الزهايمر، لهذا السبب تم اختيار هذا اللون كشعار لهذه المناسبة في جميع دول العالم.


في هذا المقال سيقوم فريقنا باستعراض أهم المعلومات عن كيفية التعامل مع مريض الزهايمر.


ما هو مرض الزهايمر؟


مرض الزهايمر أو الخرف الحاد أو ضعف الذاكرة كما يسميه البعض، من أهم وأخطر أمراض الشيخوخة، وهو يصيب حالياً أكثر من ثلاثين مليون إنسان على مستوى العالم، حسب تقارير منظمة الصحة العالمية، وهذا الرقم يرتفع بسرعة هائلة، نتيجة زيادة أعمار المسنين وإرتفاع مستوى الخدمات الصحية والإجتماعية المقدمة لهم بشكل عام.


وهو من الأمراض المنتشرة لدى كبار السن، فهو الذي يقود إلى الإصابة بالخرف في كثيرٍ من الأحيان، وهو مرض يصيب الدّماغ ويتلف أنسجته بحيث يصبح المريض غير قادرٍ على أداء مهامّه بالصورة الطبيعيّة، ومع الأيام يفقد القدرة على التذكّر والتركيز والتعلّم، فيصبح غير قادر على تكوين الجمل الصحيحة، ونلاحظ عليه كثرة الأسئلة حول أشياء قد تكون شُرِحت له مسبقاً.


وفي الحقيقة حتى الآن لم يتم اكتشاف أيّ أدويةٍ تساعد في علاج الزهايمر، وإنّما كلّ ما يُعطى للمريض يكون للتخفيف من الأعراض وعدم تطوّر بعضها، كما أنّ طريقة التّعامل مع المريض هي التي تساعده على استيعاب مرضه والتعود عليه.


ويجب التنويه إلى أن من يصاب بهذا المرض يبقى عليه إلى أن يتوفى، ويعيش المصاب بين ثمانية إلى عشر سنوات، وأحياناً أكثر لكن لا يتجاوز عشرين سنة، وأكثر الأشخاص الذين يتعرضوا لهذا المرض هم النساء، فاحتمالية إصابتهم بهذا المرض تتضاعف مرتين عن الرجال.


كيف نتعامل مع مريض الزهايمر؟


كما ذكرنا سابقاً، لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض حتى الآن، حيث تقتصر العلاجات على تحسين وتخفيف الأعراض السلوكية والعصبية والاجتماعية، لذلك يجب إتباع بعض النصائح والتعليمات الهامة لتوفير التعايش الأمثل مع مريض الزهايمر، ونذكر منها:


في البداية من المهم استشارة الطبيب والإهتمام بتشخيص الحالة المرضية منذ ظهور الأعراض الأولية، حيث يتم معالجة حالة المريض في المراحل الأولى من خلال التأهيل السريع والتعويض التدريبي والرعاية الخاصة، الأمر الذي يسهم في منع تطور الحالة، بينما يصعب التعامل مع المرض إذا ظهرت الأعراض المتأخرة، ويدخل المريض في مرحلة عدم تقبل الآخرين والميل للعنف.


ويجب العمل على التثقيف الصحي لأهل المريض، وعلى الأسرة أن تعرف وتفهم جيداً كيفية تطور هذا المرض والى أي حالة سيصل المريض، من خلال التواصل مع الطبيب المختص، حتى يتم التعامل مع المريض بالشكل المطلوب.


يجب الإهتمام برعاية المريض طوال اليوم ومراقبته جيداً حتى لا يؤذي نفسه، وتوفير العناية الخاصة له في الغذاء الصحي والدواء، بهدف إكسابه الطاقة الضرورية والقوة لمواجهة المرض، والعمل على التغلب على فقدان الشهية التي ربما تظهر لدى المريض فيمتنع عن طلب تناول الطعام.


يعد الدعم النفسي والمعنوي من قبل الأسرة والمؤسسات والمجتمع للمريض ولذويه من أهم الأساليب التي يجب إتباعها، بالإضافة إلى محاربة الوصمة التي قد تصاحب هذا المرض، بكل السبل الممكنة، و العمل على تعزيز الثقة بالنفس لدى المريض.


محاولة التقرب من المريض وتشجيعه ومؤازرته باستمرار، ومشاركته أثناء تناول الطعام أو أثناء ممارسة بعض الأعمال الاعتيادية أو مهام الحياة اليومية، ومرافقته أثناء تجواله خارج المنزل كي لا يتعرض للمشاكل.


تقديم الطعام للمريض في أوقات متعددة (كوجبات خفيفة)، وعدم الإلتزام بالوجبات الثلاثة، وتسهيل آلية تقديم الطعام : كالعصائر الطازجة والأطعمة المهروسة أو المسلوقة أو المطحونة، والتركيز على ما هو أكثر فائدة للمريض (العناصر الضرورية لصحة المخ مثل : حمض الفوليك / فيتامين هـ / فيتامين جـ / فيتامين ب6 + ب12 / معدن السيلينيوم) .


العمل على توفير الجو الهادئ والمريح والآمن للمريض، وإبعاد كافة عوامل التشويش أو الضجيج أو وسائل التعقيد والخطر.


في النهاية نود التنويه إلى ضرورة الإهتمام بمؤسسات رعاية المسنين ودعمها للقيام بدورها الإنساني والإجتماعي تجاه هذه الفئة، التي تحتاج إلى الحنان والدفء والرعاية المستمرة.

#الزهايمر #أفضل دكتور دماغ وأعصاب في الأردن