علاج الجلطة الدماغيّة خلال ساعات قد يُنقذ المريض من جُل المُضاعفات

قد يتعرّض العديد من الأشخاص لخطر الإصابة بالسكتة أو الجلطة الدماغيّة في أي وقتٍ خلال حياتهم، ما قد يتسبّب ببعض المُضاعفات والمشاكل التي قد تنتهي بإعاقة الحركة للشخص المُصاب، خصوصًا في حال عدم القدرة على العلاج الفوري للحالة

قد يتعرّض العديد من الأشخاص لخطر الإصابة بالسكتة أو الجلطة الدماغيّة في أي وقتٍ خلال حياتهم، ما قد يتسبّب ببعض المُضاعفات والمشاكل التي قد تنتهي بإعاقة الحركة للشخص المُصاب، خصوصًا في حال عدم القدرة على العلاج الفوري للحالة.

وتُعرَف السكتة الدماغيّة Stroke بأنّها انسداد لأحد الشرايين المُغذيّة للدماغ ممّا يُعيق وصول الدم للأنسجة والخلايا الدماغيّة مُتسبّبًا بتلفها في حال عدم قدرتها على الحصول على حاجتها من الأكسجين والمواد الضروريّة المُحمّلة بالدم لِما يزيد عن دقائق معدودة.

ولأنّ عامل الزمن مهم جدًا في علاج السكتات الدماغيّة؛ لِما له من أثرٍ كبير وواضح في إنقاذ المريض ومنعه من فقدان قدرته على الحركة، توالت الدراسات والأبحاث القائمة على هذا الأساس مُستندةً على تجارب حيّة على المرضى الذين يُعانون من مثل هذه الحالات، وقد تفوّق العلاج الحديث القائم على "استئصال الخثرة من شرايين" Thrombectomy على غيره من العلاجات الأُخرى خصوصًا خلال الساعات الأُولى من الإصابة بالجلطة الدماغيّة.

مؤخرًا، قام فريقٌ من الباحثين في البرازيل بإجراء دراسة على مجموعة من المَرضى هدفها المقارنة بين نجاعة علاج السكتة الدماغيّة باستئصال الخثرة من الشرايين الدماغيّة برفقة العلاجات والرعاية الطبيّة الأُخرى أو الاعتماد على العلاج الطبّي الاعتيادي (عبر مُميّعات الدم) دون استئصال الخثرة ضمن إمكانات الدول النامية بحيث كانت البرازيل ممثلًا عنها في هذه الدراسة، وقد تبيّن في نهاية التجربة العشوائيّة التي قاموا بها على ما يُقارب 300 مريض بأنّ استئصال الخثرة الدمويّة عبر الدخول خلال الأوعية الدمويّة المُصابة في غضون 8 ساعات بعد ظهور ما يُشير إلى أعراض السكتة الدماغيّة برفقة العلاج والرعاية الطبيّة المُعتمدَة يُساعد المَرضى باسترجاع المهام الوظيفيّة لأعضاء الجسم المُتضرّرة خلال 90 يومًا بشكل أفضل ممّا قد يُقدّمه العلاج الطبّي الاعتيادي المُتبّع بمثل هذه الحالات.

استئصال الخثرة تبعًا للدراسة البرازيليّة

قسّم الباحثون المَرضى لمجموعتين، المجموعة الأُولى تلقّت العلاج الاعتيادي لجلطات الدماغ من خلال العمل على إذابة الجلطات بواسطة إعطاء المرضى مادة Alteplase (وهو عبارة عن عامل حالّ للخثرات يتّم تصنيعه عبر تقنية الحمض النووي المؤتلف أو المُعاد تركيبه DNArecombinant) يُعطَى للمرضى إما عبر الوريد أو يتّم إدخاله مباشرة لموقع الخثرة عبر القسطرة بتراكيز معيّنة،أمّا المجموعة الثانية فقد خضعت لاستئصال الخثرة من الشرايين المُصابة عبر الاستئصال الميكانيكي بواسطة الدعامة المُستخرجة للجلطات stentrieverSolitaire FR للخثرة أو باستخدام نظام الشفط Penumbra aspiration systemلها، وقد تمّ اللجوء لرأب الشرايين ووضع الدعامات بداخلها في الحالات الضروريّة التي كان الخلل بها يتمحور في الشريان السُباتي العنقي الباطن Cervical internal carotid artery.

كيفيّة إجراء استئصال الخثرة في الشريان الدماغي

كِلتا التقنيتَين التي تمّ الاعتماد عليهما في الدراسة البرازيليّة تضمنتا الخطوات الآتية:

  • نظام الشفط Penumbra aspiration system (PS): يتّم إدخال أنبوب القسطرة بحيث يتّم توجيهه نحو أقرب نقطة من منطقة الانسداد الشرياني، بعد ذلك يتّم تمرير سلك دقيق جدًا خلال الخثرة المُتكوّنة مراتٍ عدّة ممّا يُتيح فصلها وتفتيتها، من ثمّ يتّم شفط القطع الناجمةعن تفتيت الخثرة وإخراجها عبر القسطرةPS .
  • الاستئصال الميكانيكي Solitaire FRstentriever: يتّم إدخال دعامة مرنة من خلال أنبوب قسطرة دقيق عبر الخثرة حتى تصبح ما يقرُب من ملليمترات قليلة من الجلطة الدمويّة في الشريان، من ثمّ تُنشَر شبكة الدعامة بحيث تقوم أثناء ذلك بإبعاد وإزاحة الخثرة باتجاه جدار الوعاء الدموي لتلتصق جزيئات الخثرة بشبكيّة الدعامة وبعد 3 إلى 5 دقائق يتّم إخراج أنبوب القسطرة الدقيق والدعامة المرنة بواسطة الشفط المُستمر باستخدام حقنة خاصّة لذلك، بالتالي إخراج الخثرة وتمكين الدم من إعادة التدفق عبر الشريان.

جاءت هذه الدراسة التي قام بها الدكتور مارتن وزملاؤه في البرازيل كأحَد الأبحاث التي تُسلّط الضوء على مدى نجاعة استعمال تقنية استئصال الخثرات في الشرايين الدماغيّة في المُستشفيات والمُنشآت الصحيّة العامّة داخل الدولة، بحيث تُميط هذه الدراسة اللثام عن مدى إمكانيّة اعتماد مثل هذا الإجراءات في الدول الناميّة التي لا تملك موارد عاليَة كما الدول المُتقدّمة التي سبق وأن اعتمدت على هذه الإجراءات Penumbra aspiration system وSolitaire FR منذ 2007 و 2012 على التوالي (حيث تمّت الموافقة على استعمال هذه التقنيات من قِبَل إدارة الغذاء والدواء الأمريكيّة FDA) لعلاج الأشخاص الذين يتعرّضون للسكتات الدماغيّة، لكن وعلى الرغم من إثبات حجم فعاليّة استئصال الخثرة الدمويّة التي قد تنشأ في أحد الشرايين الدماغيّة، إلّا أنّ اعتماده وانتشاره ظلّ محدودًا في العديد من الدول حول العالم، أو ربمّا كان اعتماده متأخرًّا بعض الشيء في الدول الناميّة نظرًا لعدم تسليط الضوء على إمكانيّة تطبيقه في دول أُخرى غير تلك المتقدّمة ممّن تستطيع تأمين كافّة المتطلبات التقنيّة الحديثة في الطبّ وغيره في مُنشآتها الصحيّة لتعمّ الفائدة جميع المرضى.

تجدُر الإشارة إلى أنّ السكتات الدماغيّة تُعدّ ثاني مُسبّبات الوفاة الأكثر شُيوعًا حول العالم، إذ إنّها تحصُدُ أعدادًا لا يُستهان بها من الأشخاص ممّا يستدعي ضرورة إجراء مزيدٍ من البحوث والدراسات وإجراء التقييمات حسب الدول التي ما زالت تُعاني من عدم استغلال التطوُّر العلمي الهائل في المجال الطبّي ممّا يُمكّنها من الحِفاظ على مواطنيها صحيًا والحدّ من فُرص فقدانهم لبعض أنواع الحركة الضروريّة ما يقعدهم عن القيام بمهامهم اليوميّة، خصوصًا في حال تمّ القيام بمثل هذا الإجراء خلال الساعات الأُولى بعد حدوث الجلطة.

أعراض الجلطة (السكتة) الدماغية

عند الحديث عن الجلطات الدماغيّة وأهميّة عامل الوقت في علاجها، يجب على جميع الأشخاص الإحاطة بمعرفة الأعراض الأوليّة التي قد تُشير إلى تعرُّض أحد الشرايين المُغذيّة للدماغ لانسداد نتيجة خثرة أو جلطة، وهو ما قد يساعد بشكلٍ كبير على تجنُّب التعرُّض للمُضاعفات نتيجة سُرعة التوُّجه لقسم الطوارىء لتلقّي العلاج المُناسب، وعادةً ما يهيب اختصاصيي جراحة الدماغ والأعصاب بالمرضى حال شعورهم بأي من التالية ضرورة الحصول على الرعاية اللازمة بالسرعة الممكنة:

  • خدَر أو شلل في جزء من الوجه أو الأطراف (الذراعين أو الساقين).
  • مشاكل في النطق (ثقل اللسان).
  • ضبابيّة مفاجئة في النظر وعدم القدرة على الإبصار جيدًا.
  • صداع مفاجىء، وأحيانًا يكون غير مُحتمل.
  • فقدان القدرة على التوازن وعدم القدرة على المشي.

المراجع

  1. Martins SO. et al. 2020. Thrombectomy for Stroke in the Public Health Care System of Brazil. N Engl J Med. 382:2316-2326. Retrieved from https://www.nejm.org/doi/full/10.1056/NEJMoa2000120
  2. Przybylowski CJ. et al. 2014. Evolution of endovascular mechanical thrombectomy for acute ischemic stroke. World J Clin Cases. 16; 2(11): 614–622. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4233417/
  3. Reed M, Kerndt C and Nicolas D. (2020). Alteplase. StatPearls publishing [Internet]. Retrieved from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK499977/
  4. Mayo Clinic Staff. 2020. Stroke. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/stroke/symptoms-causes/syc-20350113

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري دماغ وأعصاب أونلاين عبر طبكان
احجز