الاعتلال الدماغي الكبدي

تؤثر الإصابة بأمراض الكبد على الإنسان، ولا يقصد بالتأثير، العضوي فقط، بل يؤثر على الحالة العقلية والإدراكية أيضًا، فالإصابة بأحد الفيروسات الكبدية، أو التليف الكبدي قد ينتج عنه الإصابة باعتلال الدماغي الكبدي، وتتراوح هذه الإصابة من خلل غير ملحوظ في الوظائف العقلية العليا في الحالات الخفيفة، إلى غيبوبة في الحالات الشديدة.


وفي هذا المقال سيقوم فريقنا الطبي بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع بالاعتلال الدماغي الكبدي.


الاعتلال الدماغي الكبدي


ويسمى السبات الكبدي أو الاعتلال الدماغي البابي الجهازي هو عبارة عن متلازمة عصبية نفسية تصيب المريض نتيجة فشل الكبد بسبب مرض الكبد. يمكن تشخيص الاعتلال الدماغي الكبدي بعد استبعاد المسببات العصبية والنفسية، والأمراض المعدية، وغيرها من مشاكل التمثيل الغذائي، في الإنسان الطبيعي عادةً يتعامل الكبد مع المواد السامة ويحولها إلى مواد غير سامة لتخرج خارج الجسم ولكن مع الاختلال الشديد في وظيفة الكبد تتراكم هذه المواد في الدم وتؤدي إلى اختلال وظيفة خلايا الدماغ.


إذا كان هناك ارتفاع في ضغط الدم في الوريد البابى الكبدي سوف يتجاوز الدم الذي يأتي إلى الوريد البابي الكبد من الأمعاء نظام التنقية في الكبد، وبالتالي سوف تمر المواد السامة مباشرة إلى الدماغ، من دون تعديل. ويمكن أن تشمل علامات الاعتلال ضعف الإدراك، رعشة، وانخفاض مستوى الوعي متضمنًا غيبوبة وتسمى غيبوبة كبدية، واستسقاء الدماغ، وفي النهاية نؤدي إلى الموت.



أعراض الاعتلال الدماغي الكبدي


و يتم ترتيب مراحله لأربعة مراحل، الأولى تلك التي لا يظهر فيها أي أعراض، ثم يتم التدرج في الإصابة إلى المرحلة الرابعة، والتي تصل الحالة المرضية فيها، إلى الغيبوبة وعدم الشعور بالألم، وعدم الاستجابة للعلاج.


خلال تطور مراحل المرض يوجد عدد من الأعراض وتتباين شدتها وقوتها، من مرحلة لأخرى يميز فم المريض رائحة تشبه رائحة الفاكهة، و هذه الرائحة يسهل تمييزها لقوتها ووضوحها ومن أهم الأعراض المعروفة، في هذا النوع من الإصابات، التغييرات الملحوظة في أنواع النوم. فإن من أكثر الأعراض شيوعًا، اختلال وتغير طريقة التفكير بشكل ملحوظ نظرًا لاختلال الدماغ.كما يبدو على المريض حالة من الارتباك.


ومن أهم الأعراض أيضًا، نسيان الأمور بسرعة، بالإضافة إلى صعوبة تذكرها في أوقات لاحقة كما يتغير في هذه الحالة طبيعة الشخصية، ونمط سيرها، فضلًا عن تغيرات الحالة النفسية، والتي تكون مفاجة.يصعب على المريض، وضع تركيزه في شيء، فضلًا عن اختلال حكمه على بعض الأمور، وكذلك قد يجب المريض صعوبة في استخدام اليدين، وفي الكتابة أو في أي عمل يتطلب استخدامهم.


الأعراض الأكثر تطور


أغلب الحالات يعانون من رعشة في الأيدي، وهذه الرعشة يصعب كثيرًا السيطرة عليها والتحكم بها. يبدو الشخص المريض أكثر تململ، أو محفز بشكل زائد ومفرط، وقد يصل هذا الحد إلى نوبات الصرع. يبدو سلوك الشخص مختلف وأكثر حدة، ويتغير تغييرات شديدة، وقد يصاحبه في بعض الحالات حالة من التوهان. قد تتميز حركة البعض بالبطء الشديد، فضلا عن عمل حركات ليس لها معنى. وأخيرًا قد تصل هذه الأعراض إلى حد الغيبوبة العميقة، والتي يصعب الاستيقاظ منها مجددًا. في بعض الحالات يكون تأثر المخ بهذا الاعتلال، ينتج خلل في بعض الوظائف، ومنها الكلام حيث يبدو هذا الشخص غير قادر، على التحدث بالسرعة المعروفة، وقد يكون كلامه غير مفهوم في بعض الحالات.


أسباب الاعتلال الدماغي الكبدي


يحدث هذا الاضطراب بسبب مرض يعطل وظائف الكبد أو أية حالة تؤدي إلى تجاوز الدم لمرحلة التنقية في الكبد. والسبب المباشر لاعتلال الدماغ غير واضح، ولكن هناك عدة نظريات تفسرها. في الوضع الطبيعي، يستطيع الكبد تحويل المواد السامة التي ينتجها الجسم، أو تصل من الخارج إلى مواد غير سامة يتخلص منها عن طريق الكلى ثم تخرج عن طريق البول. وعندما يصاب الكبد، تتراكم هذه المواد السامة في الجسم وتسبب الضرر لمختلف الأنظمة، على وجه الخصوص الدماغ. إحدى المواد السامة التي تتراكم، ومعروف وجود علاقة مباشرة بين مستوى تراكمها المرتفع وظهور الاعتلال الدماغي هي مادة الأمونيا. كما يتم إنتاج الأمونيا من قبل الجسم خلال عملية تفكيك البروتينات، وبمساعدة الكبد تتحول الأمونيا إلى جزيئات أقل سُمية حيث يتم إفرازها في البول، وهي مادة اليوريا. وهناك نظرية أخرى تربط حدوث الاعتلال الدماغي بتراكم مادة أخرى تؤثر على الدماغ وهي حامض ناقل عصبي مثبط للدماغ.


وهناك حالات تزيد من إمكانية اعتلال الدماغ بالإضافة إلى أمراض الكبد مثل الجفاف. بالإضافة إلى وجبة تحتوي على كمية كبيرة من البروتينات. واضطرابات في تركيز المواد الذائبة المختلفة خاصة البوتاسيوم، وبعد التقيؤ أو استخدام مدرات البول. ونزيف في الجهاز الهضمي وتلوث ميكروبي وخلل في وظيفة الكلى وانخفاض في مستوى الاوكسجين مع الأدوية المؤثرة على الجهاز العصبي المركزي مثل الباربيتورات أو البنزوديازيبينات.


علاج الاعتلال الدماغي الكبدي


الاعتلال الدماغي الكبدي حالة طارئة تتطلب دخول المستشفى حيث تكمن الخطوة الاولى في معالجة العامل الذي سبب الاعتلال الدماغي، إذا كان السبب نزيف في الجهاز الهضمي، فيجب وقف النزيف بسرعة، وتفريغ الأمعاء من بقايا الدم بمساعدة المسهلات وقتل البكتيريا المعوية التي تنتج الأمونيا باستخدام المضادات الحيوية. حتى في حالات مثل الفشل الكلوي، والعدوى الحادة، واضطرابات في تركيز المواد الذائبة بالدم، يجب التعامل معها بشكل فوري. وفي حالات الغيبوبة هناك حاجة إلى تقديم العلاج التنفسي، والحفاظ على ضغط دم طبيعي.


#دكتور كبد #أفضل طبيب أعصاب في الأردن #طبيب جهاز هضمي #الاعتلال الدماغي الكبدي