هل هناك علاقةٌ بين حصى المرارة وحبوب الحمل؟

المرارة هي عضو صغير موجود في منطقة أسفل الكبد، ووظيفتها الأساسية في تخزين العصارة الصفراء وتركيزها، ويمكن تعريف العصارة الصفراء على أنّها سائل يتم إفرازه من الكبد للمساعدة على هضم الدهون وتحليلها، و تنتقل هذه العصارة من الكبد إلى المرارة عن طريق القنوات الصفراوية، ثمّ يتم تخزين هذه العصارة في المرارة وتركزها لتزداد قدرتها في المساعدة على هضم الدهون وتحليلها، حيث تقوم المرارة بإطلاق العصارة الصفراء إلى الجهاز الهضميّ عند الحاجة إلى ذلك، وفي ظل هذا الكلام يمكن القول إنّ اختلال التوازن في مستويات المواد الكيميائية المُكوّنة للعصارة الصفراء يمكن أن يُسفر عنه معاناة المصاب من حصى المرارة، حيث يُعتقد أنّها تتكوّن نتيجة ارتفاع مستويات الكولسترول فيها، وعليه فإنّ فائض الكولسترول يُكوّن الحصى، وتجدر الإشارة إلى أنّ حصى المرارة من المشاكل الصحية الشائعة، فقد بينت بعض الدراسات أنّ هناك شخص من بين كل عشرة أشخاص يُعاني من حصى المرارة.



في هذا المقال سيقوم فريقنا باستعراض أهم المعلومات عن حصى المرارة.



في البداية يجب التنبيه إلى أنّ هناك مصابين تظهر عليهم أعراض الإصابة بالحصى، في حين أنّ بعضهم الآخر لا تظهر عليهم أية أعراض أو علامات، وفي الحالات التي لا تظهر فيها الأعراض غالباً لا يتطلب الأمر أيّ أنواع العلاج، ولا تُعتبر حصى المرارة مرضاً إلا في الحالات التي تتسبب بظهور أعراض على المصابين أو في الحالات التي يُعاني فيها المصاب من ظهور بعض المضاعفات، وفي ظل هذا الكلام يجدر التنبيه إلى أنّ هناك حالة تُعرف بالمغص المراري وهو المغص الذي يتمثل بشعور المصاب بألم حاد في البطن بشكلٍ مفاجئ، وغالباً ما يستمرّ من ساعة إلى خمس ساعات، ويحدث هذا المغص المراريّ نتيجة انسداد القناة الصفراء بحصى المرارة المتسربة من المرارة ذاتها.



ما هي أسباب تكون حصوات المرارة؟



في الحقيقة تتكون حصوات المرارة بسبب تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المعقدة والكولسترول، لذلك يُنصح بعدم تناول كميات كبيرة من الطعام التي يحتوي على نسبة عالية من الكولسترول والدهون، والتخفيف منهما، وهناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بحصى المرارة، يمكن ذكرها فيما يلي:





  • التقدّم بالسن، فغالباً ما يصاب الإنسان بحصى المرارة بعد 40 عاماً.



  • زيادة الوزن، أو السمنة الزائدة.



  • المرأة الحامل، أو المرضع.



  • الإصابة بتليف الكبد.



  • الوراثة، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن الوراثة لها دور كبير في الإصابة بحصى المرارة أو التهابها.



  • الإصابة بمرض القولون العصبي. الأشخاص الذين قاموا بجراحات لعلاج فقدان الوزن معرضون للإصابة بحصى المرارة.



  • المرضى الذين يتناولون المضاد الحيوي الذي يسمّى "سيفترياكسون" هم أكثر عرضة للإصابة بها.



  • تناول النساء لحبوب منع الحمل.



  • مرض السكري قد يسبب الإصابة بحصى المرارة.



  • عدم ممارسة الرياضة تؤدي إلى الإصابة بالحصوات، حيث إنّ الرياضة مفيدة جداً في التخلص من الأمراض.




ما هو علاج حصى المرارة؟



من المؤكد أن علاج حصى المرارة أصبح أمراً سهلاً للغاية، بسبب وجود أجهزة حديثة تعمل على تفتيت المرارة، مثل المنظار وغيره، على عكس الماضي فقد كانت الجراحة يدوياً، وتمكث وقتاً أطول من جراحة المنظار التي تكون لدقائق ولا تحتاج إلى وقت في الشفاء، حيث إنّ أسبوع أو عشرة أيام كافية للشفاء، في حين الجراحة العادية تظل لشهور حتى يُشفى المريض تماماً.



المرارة هي أحد أعضاء جسم الإنسان التي يمكن أن يعيش بدونها، حيث إنّ أفضل الطرق لمعالجة حصوات المرارة أو التهابها هو استئصالها، حيث يتمّ تشخيص المرض عن طريق عمل صورة أشعة، أو عن طريق الرنين المغناطيسي، أو عن طريق التصوير التلفزيوني، ويتم بعدها إجراء العملية بالمنظار، حيث يتمّ جراحة ثلاثة مناطق من البطن جراحة صغيرة جداً، حتى يسهل على الجهاز الدخول للجسم، وتفتيت الحصوة، أو لاستئصالها، ويتم مشاهدة البطن بالتلفزيون، حيث تكون هناك كاميرا تنقل لهم الصور، وهي طريقة سهلة جداً، ومتوفرة، ولا تسبب أي متاعب أو مضاعفات.



في بعض الأحيان، يكون الطبيب الجراح غير قادر على إجراء العملية بالمنظار، وذلك لعدة أسباب منها إصابة المرارة ببعض الأمراض الأخرى، أو التصاقها بعضو آخر من أعضاء الجسم الداخلية، أو من الممكن أن تصاب المرارة بمرض الغرغرينا، وهو مرض خطير جداً يسبب الموت أحياناً، وسريع الانتشار، حيث يضطرّ الطبيب إلى تحويل الجراحة بالمنظار إلى الجراحة اليدوية، وفيها يتمّ شقّ البطن كلّه، واستئصال المرارة، وتنظيف المكان من أي أمراض أخرى، ومن ثم تخييط الجرح، وهي عملية سهلة بالنسبة للطبيب، ولكنها متعبة بالنسبة للمريض.

#حصى المرارة #طبيب جهاز هضمي