مرض تشمع الكبد، أعراضه وعلاجه

تشمُّع الكبد أحَد أكثر الأمراض شُيوعًا حول العالم حسب منظمة الصحة العالميّة، وهو عبارة عن تليُّفات تنشأ داخل الكبد نتيجة فرط التعرُض لبعض العوامل التي تُسبّب تلف خلايا الكبد وإعادة التئامها في كل مرة،

تشمُّع الكبد أحَد أكثر الأمراض شُيوعًا حول العالم حسب منظمة الصحة العالميّة، وهو عبارة عن تليُّفات تنشأ داخل الكبد نتيجة فرط التعرُض لبعض العوامل التي تُسبّب تلف خلايا الكبد وإعادة التئامها في كل مرة، ما يؤدّي إلى تراكم هذه التليُفات وتحويل الكبد إلى عضو متصلّب غير قادر على أداء وظائفه بصورة طبيعيّة. غالبًا لا يمكن علاج مشكلة تشمُّع الكبد إلّا إذا اُكتشف في مراحله المبكّرة.

يقع الكبد أعلى البطن إلى اليمين، وتتلخّص مهمّته في كل من: تنقية الدم من السموم والبكتيريا، إنتاج الإنزيمات والمادة الصفراء اللازمة للهضم، تخزين السكر والفيتامينات والمساعدة في مقاومة الأمراض. يُمكن أن تؤدي العديد من المُسبّبات إلى الإصابة بتشمُّع الكبد، أهمّها طول التعرُّض للالتهابات الفيروسيّة أو إدمان الكحول لفترة طويلة.

لا يمكن علاج تشمُع الكبد الكامل إلّا عبر إخضاع المريض لعملية زراعة كبد، وهو أمر مَنوط بفرص الحصول على متبرّع مُتطابق.

الأسباب

يفتك مرض تشمع الكبد ببعض الأشخاص نتيجة تعرُّضهم لمجموعة من العوامل التي ترفع معدل الإصابة، منها:

  • الإصابة بالتهاب الكبد الوبائيB و C؛ إذ إنّ هذا النوع من العدوى يستوطن الدم ويتسبّب بتلف الكبد لاحقًا.
  • إدمان الكحول لفترة طويلة؛ إذ يؤدّي فرط عمل خلايا الكبد لتخليص الدم من مادة الكحول إلى تلفها وتليُّفها.
  • الإصابة بمرض الكبد الدهني؛ الناجم عن تراكم الدهون في الكبد لأسباب متعدّدة، منها: مرض السكري، السمنة، ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الدهون.
  • التعرض للمعادن السامّة.
  • الإصابة بأنواع معيّنة من الأمراض الجينيّة، مثل: مرض ترسُّب الأصبغة الدمويّة ومرض ويلسون.
  • الإصابة بالتهاب الكبد بالمناعة الذاتية؛ إذ يهاجم جهاز المناعة خلايا الكبد مُسبّبًا تشمع الكبد.
  • انسداد القناة الصفراوية؛ بسبب الإصابة بسرطان البنكرياس أو سرطان القناة الصفراء نفسها.
  • الإصابة بمتلازمة باد-خياري التي تؤدي إلى تكوُّن جلطات دمويّة في الوريد الكبدي.

مراحل تشمُّع الكبد

يُعد تشمع الكبد مرحلة متقدّمة وأخيرة في رحلة إصابة الكبد وتلفه، لكن يسبقه مجموعة من المراحل التي تندرج في الآتية:

  1. المرحلة الأولى من تليف الكبد: تشتمل على بدء تكوُّن التليُّفات ضمن أنسجة وخلايا الكبد مع ظهور بعض الأعراض الطفيفة، وتتميّز هذه المرحلة بعدم وجود أيّة مضاعفات.
  2. المرحلة الثانية من تليف الكبد: تتضمّن هذه المرحلة ارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي بسبب عدم قدرة الدم القادم من أجزاء الجهاز الهضمي على دخول الكبد، ما يتسبّب لاحقًا بأوردة الدوالي التي قد تنفجر وتؤدي إلى حدوث نزيف داخلي.
  3. المرحلة الثالثة من تليف الكبد: تترافق هذه المرحلة مع العديد من المضاعفات الخطيرة واستمرار ازدياد التليُّفات في الكبد وزيادة في انتفاخ البطن.
  4. المرحلة الرابعة من تليف الكبد (تشمع الكبد): وهي المرحلة الأخطر، إذ يفقد الكبد قدرته على العمل، بالتالي يتبقّى للمريض خِيار زراعة الكبد للنجاة والبقاء على قيد الحياة.

الأعراض

في المراحل المبكّرة لتليُّف الكبد لا تظهر أي أعراض تُذكَر، إذ يستطيع الكبد العمل بنسبة معيّنة، لكن مع استمرار تقدّم الحالة تبدأ عدد من الأعراض بالظهور، أبرزها:

  • الغثيان.
  • الشعور بالضعف والإرهاق.
  • انخفاض الرغبة الجنسيّة.
  • فقدان الشهيّة للطعام.
  • اليرقان (شحوب واصفرار الجلد والعيون).
  • الاستفراغ.
  • الإسهال.
  • حكّة في الجلد.
  • ألم في المعدة.
  • نوبات من الحمّى والقشعريرة في ذات الوقت.
  • ظهور الكدمات على الجلد بسهولة.
  • الرُعاف.
  • انتفاخ الساقين، الكاحلين والقدمين بسبب تراكم السوائل.
  • ظهور خطوط حمراء من الشعيرات الدمويّة على الجلد في المناطق أعلى الخصر.
  • مشاكل في الدورة الشهريّة لدى النساء.
  • تضخُّم الثديين وانتفاخ كيس الصَفن أو انكماش الخصيتين لدى الرجال.
  • براز أسود قطراني.
  • صعوبة في التركيز.
  • الهَذيان.
  • فقدان الذاكرة.

العلاج

تعتمد طريقة العلاج على المرحلة التي وصل لها الكبد من التلف، بالتالي فإنّ الخطوة الأُولى تكون عبر المحافظة على الخلايا والأنسجة السليمة الموجودة من خلال معرفة السبب أولًا وامتناع المريض وابتعاده عن المُسبّب ثمّ عن طريق تناول الأدوية اللازمة. مثلًا قد يُطلب من المريض إيقاف تناول الكحول بكل أشكاله أو تخفيض الوزن في حال كان يُعاني من سُمنة أو تناول الأدوية التي تستهدف حالات التهاب الكبد من النوعB أو C.

أمّا في الحالات المتقدّمة جدًا فقد لا يُفيد أيًّا من العلاجات السابقة، ويكون الحل عبر استبدال الكبد بزراعة كبد جديد، وهي أحد العمليات الكبيرة والمعقّدة بحيث يتّم الحصول على الكبد الجديد من مُتبرّع متوّفى أو أحيانًا من متبرّع حي؛ عبر استئصال جزء من الكبد بعد حسابات دقيقة، إذ للكبد القدرة على إعادة بناء نفسه ليصل للحجم السابق لدى المُتبرّع ممّا لا يُشكّل خطورة على حياته هو الآخر.

يُمكن لمرضى تشمُّع الكبد اللجوء لسلسلة من الخطوات العلاجيّة التي تساعد في تخفيف حدّة المُضاعفات الناجمة عن تشمع الكبد، مثل:

  • تناول المُضادات الحيويّة واللقاحات لعلاج أنواع العدوى والالتهابات الأُخرى التي قد تجتاح الجسم.
  • تناول بعض الأدوية مثل الستيرويدات؛ لتقليل تراكم السموم في الجسم.
  • تناول أدوية ارتفاع ضغط الدم؛ لتقليل فرص النزيف بسبب تضخُّم وانفجار بعض الأوعية الدمويّة.
  • تناول أدوية لتخفيف الحكّة.
  • تناول أدوية مسكّنة للألم.
  • تخفيض معدل استهلاك الصوديوم؛ لتخفيف الانتفاخ وتراكم السوائل.
  • تناول أدوية لتقليل الشعور بالإجهاد والإرهاق.

تجدر الإشارة إلى أنّ اختصاصي الجهاز الهضمي والكبد المسؤول عن حالة المريض يطلب مجموعة من الفحوصات الدوريّة؛ للتحقُّق من عدم تطوُّر تشمُّع الكبد إلى سرطان في الكبد.

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022
آخر تعديل - الأربعاء ، 08 آذار 2023

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري تشمع الكبد أونلاين عبر طبكان
احجز