داء الأمعاء الالتهابي

يعتبر داء الأمعاء الالتهابي من الاضطرابات التي تصيب الجهاز الهضمي، ولكن وما هي أعراضه وأسباب الإصابة به؟ في هذا المقال سيقوم فريقنا الطبي بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع داء الأمعاء الالتهابي.

داء الأمعاء الالتهابي وأنواعه

يعبر مرض التهاب الأمعاء (IBD) عن مصطلح شامل يستخدم لوصف الاضطرابات التي تتضمن الالتهاب المزمن الذي يصيب القناة الهضمية كاملة. وتتضمن أنواع مرض التهاب الأمعاء: التهاب القولون التقرحي حيث تتسبب الحالة في الإصابة بالتهابات وخراجات أو قرح طويلة الأمد في البطانة الأكثر عمقًا للأمعاء الغليظة أو القولون والمستقيم. والنوع الثاني هو داء كرون ويتسبب هذا النوع في التهاب بطانة القناة الهضمية، والذي ينتشر بعمق في الأنسجة المصابة على الأغلب. وعادةً ما يرتبط كل من التهاب القولون التقرحي وداء كرون بأن يصاب المريص بالإسهال الشديد، والشعور بألم في البطن، والتعب وفقدان الوزن. كما قد يتسبب في الشعور بالضعف كما يؤدي في بعض الأحيان إلى مضاعفات تهدد الحياة.

أعراض داء الأمعاء الالتهابي

كلا الحالتين داء التهاب القولون التقرحي وداء كرون تتميز بأنهما يشتركان في أعراض معينة منها: حركات الأمعاء غير المنتظمة، التبرز المتكرر، براز مختلط مع المخاط والدم مع وإسهال شديد، وآلام في البطن. وتظهر أحيانًا أعراض أخرى مثل: التعب، وعدم راحة في الجسم، فقدان الشهية، إضافةً إلى وجود حمى. فإن درجة شدة المرض والأعراض في الجهاز الهضمي لداء التهاب الأمعاء يعتمد على مدى شدة المرض الملتهبة وموضع الالتهاب في الجهاز الهضمي. فبأي حال فإن نسبة 25٪‏ من المصابين بداء التهاب الأمعاء قد تحدث أعراض التهاب المرض في أماكن أخرى غير الجهاز الهضمي مثل: التهاب المفاصل حول العمود الفقري أو الحوض مما يؤدي إلى التورم والألم ونطاق الحركة محدودة. كما قد تكون بشرة الجلد خشنة وسميكة خاصةً حول اليدين والرجلين ويتحول لونه إلى البنفسجي أو الأحمر، وعند المرفقين وعظم الكاحل تضخم وصلابة شديدة. وخلل حول العينين وخاصة القزحية والملتحمة. وحدوث التهاب في الكبد أيضًا.

أسباب داء الأمعاء الالتهابي

لم يتم اكتشاف السبب الدقيق لأمراض التهاب الأمعاء. ولكن كان يشتبه في السابق في النظام الغذائي والإجهاد، لكن يعرف الأطباء الآن أن هذه العوامل قد تزيد من الحالة ولكنها لا تسبب أمراض الأمعاء الالتهابية.

يعد وجود خلل وظيفي في الجهاز المناعي أحد الأسباب المحتملة للإصابة. فعندما يحاول الجهاز المناعي محاربة فيروس أو بكتيريا تغزو الجسم، تتسبب الاستجابات المناعية غير الطبيعية في قيام الجهاز المناعي بمهاجمة الخلايا الموجودة في الجهاز الهضمي أيضًا. كما أن الوراثة تلعب دورًا في أن أمراض الأمعاء الالتهابية ويعد هذا الأمر أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين لديهم أفراد مصابين بهذا المرض في الأسرة. وبالرغم من ذلك إلا أن معظم الأشخاص المصابين بأمراض الأمعاء الالتهابية ليس لديهم هذا التاريخ العائلي.

علاج داء الأمعاء الالتهابي

بالرغم من أن هنالك العديد من الأدوية التي تساعد في علاج داء الأمعاء الالتهابي إلا أننا سنتطرق إلى العلاجات الجراحية في هذا المقال. فإذا لم يعمل المريض على تغيير النظام الغذائي ونمط الحياة، أو العلاج الدوائي، أو طرق العلاج الأخرى على تخفيف علامات أمراض الأمعاء الالتهابية وأعراضها، فقد يوصي الطبيب بإجراء الجراحة.

ومنه الجراحات التي يلجأ لها الأطباء؛ جراحة لالتهاب القولون التقرحي فكثيرًا ما تؤدي الجراحة إلى التخلص من التهاب القولون التقرحي، ولكن عادةً ما يعني ذلك إزالة القولون والمستقيم بالكامل أي استئصال المستقيم والقولون.

كما يتضمن ذلك في معظم الحالات إجراء عملية تُسمى بمفاغرة الجيبة اللفائفية الشرجية حيث تقضي تلك العملية على الحاجة إلى ارتداء حقيبة لجمع البراز، حيث يكوّن الطبيب جيبًا من نهاية الأمعاء الدقيقة ومن ثم يُوصل هذا الجيب مباشرة بفتحة الشرج، هذا الأمر يسمح للمريض بإخراج الفضلات بشكل طبيعي نسبيًا.

وفي بعض الحالات الأخرى، لا يتسنى تكوين جيب ولذلك يلجأ الجراحون في إنشاء فتحة دائمة في البطن وتسمى بالثغرة اللفائفية، حيث يخرج من خلالها البراز ليُجمع في حقيبة مرفقة.

أما بالنسبة للنوع الثاني وهو داء كرون فسيحتاج ما يصل إلى نصف المصابين بداء كرون إلى إجراء عملية جراحية واحدة على الأقل. إلا أن هذه الجراحة لا تؤدي إلى الشفاء التام من داء كرون.

يقوم الجراح بإزالة قسمًا تالفًا من القناة الهضمية في أثناء الجراحة، ومن ثم يعيد توصيل الأقسام السليمة، كما يمكن استخدام الجراحة أيضًا لإغلاق النواسير والدمامل النزحية. عادةً ما تكون فوائد الجراحة لعلاج داء كرون مؤقتة فكثير من المصابين به يعود لهم داء كرون من النسيج المُعاد وصله. فيعتبر أفضل حل هو اتباع الجراحة بتناول أدوية لتقليل خطر إعادة الإصابة به.

#دكتور هضمي وتنظير #مشاكل في الجهاز الهضمي #التهاب الأمعاء #علاج التهاب الأمعاء