التنظير الداخلي الكبسولي

يعتبر الجهاز الهضمي أحد أهم الأجهزة؛ وذلك نظرًا لدوره في تزويد الجسم بالطاقة للقيام بوظائفه، حيث يعمل على هضم الأطعمة وتحويلها إلى أجزاءٍ صغيرة لامتصاصها بفعل الهرمونات، والإنزيمات، وحركة عضلاته المعروفة بالحركة الدوديّة، بالإضافة إلى تخليص الجسم من الفضلات الناتجة عن العمليات الخلويّة. ويُمكن تعريفه على أنّه أنبوبٌ عضلي ضخم يمتد من الفم مُرورًا بالبلعوم، فالمريء، والمعدة، ثم الأمعاء الدقيقة، فالقولون أو الأمعاء الغليظة وصولًا للمستقيم وينتهي بفتحة الشرج.



وفي هذا المقال سيقوم فريقنا الطبي بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع كبسولة التنظير.



التنظير بالكبسولة



هو إجراء يستخدم كاميرا لاسلكية لالتقاط صور للقناة الهضمية. توضع داخل كبسولة في حجم كبسولات الفيتامين التي تبتلعها. بينما تنتقل الكبسولة عبر القناة الهضمية، تأخذ آلاف الصور التي يتم إرسالها إلى مسجل ترتديه على حزام حول الخصر.



ويساعد التنظير الداخلي الكبسولي إلى النظر إلى داخل الأمعاء الدقيقة، منطقة لا يتم الوصول إليها بسهولة عبر إجراءات التنظير الباطني التقليدية. وينطوي التنظير التقليدي على تمرير أنبوب طويل ومرن مزود بكاميرا فيديو أسفل الحلق أو المستقيم.



كما تم اعتماد التنظير الداخلي الكبسولي لفحص القولون ليتم الكشف عن سلائل القولون لأولئك الذين لا يمكنهم إكمال تنظير القولون. ولكن يجري تحديد كيفية استخدامه ومن سوف يستخدمه، لأن هناك بدائل أفضل متاحة وكلما تحسنت التكنولوجيا، قد يُكثر استخدام التنظير الباطني الكبسولي في المستقبل. كما تم اعتماد هذا التنظير لتقييم الأنبوب العضلي الذي يربط بين فمك ومعدتك للبحث عن الأوردة غير الطبيعية والمتضخمة. ونادرًا ما يتم استخدام التنظير الداخلي الكبسولي لأن الخبرة فيه محدودة والتنظير العلوي التقليدي متاح بشكل أوسع.



دواعي استخدام التنظير بالكبسولة



يُمكن استخدام التنظير لهدف العلاج كما هو الحال في وقف النزيف أو إزالة الأورام الحميدة من القولون لمنع تطوّرها إلى سرطانات، كما يمكن استخدامه لغرض أخذ خزعة من أنسجة المصاب، ويمكن الاستفادة من التنظير في التشخيص؛ إذ يلجأ إليه لمعرفة ما إن كان هناك قُرحات بالمعدة، أو نزيف أو أورام، أو في حال كان يُعاني المريض من صعوبة البلع أو مشاكل بالجهاز الهضمي مثل الإسهال أو الإمساك الشديد. ومن أهم الأمراض التي يتمّ تشخيصها من خلال التنظير بالكبسولة:





  • أورام الأمعاء الدقيقة: مثل سرطان الغدد الليمفاويّة الموجودة في الأمعاء، وسرطان الأمعاء الدقيقة، بالإضافة إلى الورم السرطاوي الذي يُعدّ أحد الأورام النادرة تُصيب الخلايا المعويّة أليفة الكروم، كما قد يشكو المريض من بعض الأعراض مثل إسهال، وألم في البطن، وصفير بالصدر.



  • داء كرون: وهو أحد أنواع داء الأمعاء الالتهابيّ ويُصيب الجزء الأخير من اللفائفي من الأمعاء الدقيقة ويُعدّ التنظير بالكبسولة أفضل طريقة لتشخيص داء كرون الذي لا يؤدي لحدوث تضيّقات بالأمعاء الدقيقة.



  • خلل التنسج الوعائي: ويُعدّ أشهر أنواع تشوّهات الأوعية الدمويّة تحدث في الجهاز الهضميّ؛ إذ يتميّز جدار الأوعية الدمويّة المُصابة بوجود كمياتٍ قليلة من العضلات الملساء بالإضافة إلى سُمكه الرقيق مما يجعله عُرضةً أكثر للنزيف، وقد يؤدي بفقر الدم.




كيفية إجراء التنظير بالكبسولة



قد تظهر نتائج فحص الكبسولة أن عليكم إجراء عملية جراحية، من أجل استئصال جزء نازف من الأمعاء الدقيقة. إذا كنتم ترفضون فكرة العملية الجراحية، فلن يكون لهذا الفحص أي منفعة من الناحية الطبية، وعليكم استشارة الطبيب.



اليوم، هنالك عدد كبير من الكبسولات للمرور عبر الأمعاء الدقيقة، وعبر الأمعاء الغليظة، وعبر المريء والمعدة. كما يختلف نوع الاستعدادات التي يجب القيام بها، باختلاف الفحص.



ولكن عليكم اتباع حمية معينة حمية تعتمد على السوائل الصافية، خلال اليوم الذي يسبق الفحص كما يجب التأكد إن كنتم قد فهمتم كل تعليمات الطبيب، التوجه لقراءة التعليمات التي حصلتم عليها لتفهموا بشكل أوضح، كما عليكم أن تصوموا بشكل كامل قبل الفحص بـ 10 ساعات.



إذا كنتم تتناولون أدوية معينة بشكل متواصل، فعليكم استشارة الطبيب، فمن الممكن أن يطلب منكم تغيير بعض أنواع الدواء من أجل الفحص. أما إذا طلب منكم تناول أدوية، فيجب تناولها في الموعد المحدد مع قليل من الماء لكن ممنوع أن تأخذوا أي دواء قبل الفحص بساعتين إلا إذا طلب منكم ذلك.



كما سيتم إلباسكم حزام يحمل الجهاز، والبطارية الخاصة به ويكون هذا الجهاز موصو بعدد من الأقطاب الكهربائية الملصقة على البطن ومن بعد تشغيل الجهاز، سيطلب منكم ابتلاع الكبسولة وبعد ساعتين بإمكانكم البدء بشرب سوائل شفافة وصافية، وبعد 4 ساعات سيكون بإمكانكم تناول وجبة خفيفة. أما خلال فحص الكبسولة، فعليكم البقاء متنبهين وفحص أضواء الجهاز إن كانت تنير وتنطفئ بناء على الإرشادات.



يستغرق فحص الكبسولة من 8 إلى 9 ساعات. لكن إذا شعرتم خلال هذه الفترة بأي ألم في البطن، الغثيان أو الحاجة للتقيؤ، فعليكم التوجه للطبيب. من المفترض أن تخرج الكبسولة تلقائيا عبر البراز، وليس من المفترض أن يكون مؤلم. يجب الامتناع عن نزع المعدات أو تحريكها.



بعد الفحص



بعد نحو 9 ساعات، بالإمكان العودة لتناول الطعام بشكل اعتيادي. إذا لم تكونوا متأكدين من الكبسولة خرجت من جسمكم، وإذا شعرتم بألم في البطن، أو غثيان أو بالحاجة للتقيؤ، فعليكم التوجه إلى الطبيب على الفور. يمنع بشكل قطعي إجراء فحص الرنين المغناطيسي في حال لم يكن من المؤكد خروج الكبسولة من الجسم وذلك لأن الحقل المغناطيسي الذي ينتج عن فحص الـ MRI من الممكن أن يؤدي ذلك في تحرك الكبسولة بسرعة أكبر، مما قد يسبب لانثقاب الأمعاء.



بعد الانتهاء من فحص الكبسولة، يجب تسليم المعدات والأدوات للطبيب في أسرع وقت. كما يجب الانتباه لعدم تعريض الآلات للضربات، أو لأشعة الشمس أو الاهتزازات.

#تنظير #دكتور هضمي