ما هي أنواع مرض البهاق وماهي طرق علاجه؟

في الحقيقة نستطيع القول أن مرض البهاق من الأمراض الجلدية الشائعة؛ إذ يعاني منه ما بين 1 ألى 2 بالمئة من سكان العالم، ويُعرَف بتسبّبه بزوال اللون الطبيعي للجلد وظهور بقع محددة بيضاء اللون عليه نتيجةً لتدمير الخلايا الميلانينية المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين في الجلد. ولا يستهدف مرض البهاق عرق على حساب آخر؛ إلّا أنّه يُلاحَظ بشكل أكبر عند الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، ويصاب معظم المرضى به قبل بلوغ سن الأربعين، ونصفهم يصابون به قبل بلوغهم سن العشرين.



وُجِد أنّ مرض البهاق مرتبط وبشكل كبير بالمعاناة من أمراض أخرى تنشأ من اضطرابات المناعة الذاتية في الجسم، كأمراض الغدة الدرقية مثلاً. ولا يُعرَف سبب محدّد لمرض البهاق حتى الآن؛ إلّا أنّه وبعد إجراء العديد من الدراسات، قام العلماء بوضع عدّة فرضيات لسبب حدوثه، أبرزها أن يكون مرض البهاق أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث تهاجم فيه المناعة الأجسام المضادة الخلايا الميلانينية وتدمّرها، ويعتقد بعض الباحثين أنّ الخلايا الميلانينية هي التي تدمّر نفسها، كما وقد أفادت بعض الدراسات أن لمرض البهاق جانب وراثي كذلك، بالإضافة إلى إمكانيّة تسبُّب حادث معين بحدوثه؛ كالتعرُّض لحروق الشمس أو نتيجةً لفقدان شخص عزيز.



في هذا المقال سيقوم فريقنا باستعراض أهم المعلومات عن مرض البهاق.



ما هي أنواع البُهاق؟



يوجد للبُهاق عدّة أنواع، وفيما يلي بيان لكل منها:



البُهاق المعمّم: يُعتبر هذا النّوع الأكثر شيوعاً، ويتمثّل بإصابة العديد من أجزاء الجسم بالبُهاق، وتجدر الإشارة إلى أنّ تغير لون الجلد في هذه الحالة يظهر بنمط متشابه في جميع أنحاء الجسم.



البهاق الموضعي: يظهر هذا النوع من البُهاق في منطقة واحدة أو مناطق قليلة ومحددة من الجسم.



البُهاق القطعي: يظهر البُهاق في هذه الحالة في جانب واحد فقط أو جزء واحد فقط من أجزاء الجسم، ويظهر هذا النوع من البهاق في سن أصغر بحيث يُلاحظ تقدّم المرض لمدة سنة أو سنتين ومن ثم توقّفه.



ما هو علاج البهاق؟



الهدف الرئيسي من العلاجات المختلفة للبهاق هو استعادة اللون الطبيعي للجلد في المناطق المتضررة، وتختلف استجابة المرض للعلاج من مريض لآخر، فبعض طرق العلاج لا تجدي نفعاً عند المرضى، كما أنّها قد تستمرّ لوقت طويل، كما قد يتمّ اللجوء إلى استخدام أكثر من طريقة علاجية في نفس الوقت لتحقيق النتائج المرجوّة، وعادةً ما يتم اختيار طريقة العلاج المناسبة وفقاً للعديد من العوامل، مثل عدد البقع البيضاء ومدى انتشارها، بالإضافة إلى الطريقة التي يفضّلها المريض. أمّا عن أبرز طرق علاج البهاق المتوفّرة حالياً، فهي على النّحو الآتي:





  • استخدام الأدوية: لا وجود في الوقت الحالي لدواءٍ يعالج مرض البهاق؛ إذ لا يمكن للأدوية إيقاف عملية تدمير الخلايا الميلانينية، وتستخدم بعضها إمّا لوحدها أو مع العلاج الضوئي لاستعادة اللون الطبيعي للجلد، وأبرز الأدوية المُستخدَمة هي الكريمات التي تتحكم بالالتهابات، مثل الكريمات المحتوية على مركبات الكورتيكوستيرويد والتي من الممكن أن تقوم على استعادة لون الجلد الطبيعي؛ خصوصاً إذا ما تمّ استخدامها في مراحل مبكرة من المرض. وعلى الرغم من فاعلية هذه المركبات وسهولة استخدامها؛ إلّا أنّها قد تسبب آثاراً جانبيةً مثل تقليل سماكة الجلد وظهور خطوط عليه. ومن الأدوية المُستخدَمة لعلاج مرض البهاق كذلك المراهم المُحتوية على مركب تاكروليمس الذي يؤثر على جهاز المناعة في الجسم، وتُعتبَر هذه المركبات فعّالة على البقع البيضاء صغيرة الحجم؛ خصوصاً في الوجه والرقبة. ومن الممكن استخدام هذه الأدوية مع العلاج بالأشعة فوق البنفسجية ويصاحبها آثار جانبية أقلّ من مركبات الكورتيكوستيرويد، وعلى الرغم من هذه المميّزات، فقد حذّرت منظمة الغذاء والدواء من وجود ارتباط محتمل بين استخدام هذه الأدوية والإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية وسرطان الجلد.



  • الدمج ما بين العلاج الضوئي والسورالين: السورالين هو مركب مُستخلَص من النباتات، ويكون العلاج بأخذه عن طرق الفم أو تطبيقه على الجلد، ومن ثمّ تسليط الأشعة فوق البنفسجية على الأجزاء المتضرّرة من جلد المريض لاستعادة اللون الطبيعي للبقع البيضاء، ويُعتبَر هذا الدمج أكثر فاعلية من استخدام الأدوية لوحدها أو العلاج الضوئي لوحده في علاج البهاق، وعادةً ما يستمر العلاج بين ستة أشهر وسنة كاملة بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً.



  • الخضوع لإجراء إزالة التصبغ: يتم استخدام المواد المزيلة للصبغة بهدف تخفيف لون الجلد غير المصاب بشكل تدريجي حتى يتلائم مع البقع حائلة اللون المصابة، ويتم اللجوء إلى هذا الإجراء في حال فشل باقي طرق العلاج، أو في حال تأثيره على مناطق كبيرة من الجسم.



  • إجراء العمليات الجراحية: يتم اللجوء إليها في حال فشل العلاج الضوئي، وهنالك العديد من الإجراءات الجراحية التي تهدف إلى توحيد لون الجلد.


#البهاق #أفضل طبيب جلدية في الأردن