البُهاق

البهاق من الأمراض الجلدية، وهو يتسبب بظهور بقع بيضاء تفتقد لصيغة الجلد، يُعزَى البهاق إلى تلف الخلايا الميلانية المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين لكن العوامل التي تعزز الإصابة بالبهاق لدى البعض دون غيرهم غير معروفة بدقّة حتى الآن، يقتصر علاج البهاق على استخدام الكريمات الموضعية وغيرها من الخِيارات الأُخرى، لكن لا علاج شافِ للبهاق حتى اليوم.

يُعد مرض البُهاق أحد المشاكل التي تُصيب الجلد وتتسبّب بخسارة صبغة الميلانين المسؤولة عن لون الجلد الطبيعي، مما يؤدي إلى ظهور بقَع بيضاء واضحة في أماكن مختلفة من الجسم، ومن الممكن أن يمتد تأثيره ليصِل الشعر والفم من الداخل حتى، وعلى الرغم من أن البُقَع قد تمتد لتغطي أماكن مختلفة من الجسم، لكنه لا يُعد مُعديًا ولا خطيرًا ولا يشكّل تهديدًا لحياة الشخص المصاب.

غالبًا ما تظهر البقع على الجلد في الأماكن الظاهرة من الجسم مثل الوجه والرقبة واليدين مما يتسبب ببعض الآثار السلبية على الجانب النفسي لدى المريض، إذ إنها قد تؤثّر على درجة انخراطه بالمجتمع من حوله خصوصًا حال معرفته بعدم توافر علاج جذري لحل مشكلة البهاق والحد من انتشار البقع على الجلد.

لكن بالطبع تتوافر العديد من الخِيارات العلاجية لمرض البهاق الأُخرى التي تستطيع تخفيف بعض الأعراض واستعادة لون الجلد -أحيانًا- في المناطق المصابة.

أنواع البهاق

لِمرض البهاق نوعين رئيسييّن، هما:

  1. البهاق غير القِطَعي: يمتاز هذا النوع بظهور البقع البيضاء على جانبي الجِسم بشكلٍ متماثل، وقد تنتشر بقع البهاق غير القطعي على الذراعين والرُكبتين والكُوعين وحول الفَتحات في الجسم مثل العينين أو الفَم أو القدمين وغير ذلك، ويُصنّف هذا النوع على أنه الأكثر شيوعًا، فهو يصيب 9 من بين 10 مصابين بمرض البهاق.
  2. البهاق القِطَعي: يُعد هذا النوع أقل شيوعًا وهو يصيب منطقة محددة من الجسم دون الأُخرى.

أسباب مرض البهاق

ترجع الإصابة بالبهاق وظهور بقع بيضاء على الجلد لتلف الخلايا الميلانية المُنتجة لصبغة الميلانين المسؤولة عن لون الجلد، إلا أنّ السبب أو العامل المُحفّز لتلف هذه الخلايا غير معروف بدقّة حتى الآن، لِذا يُرجّح الباحثون مجموعة من العوامل والأسباب لتكون الأبرز في احتمالية تسببها في حدوث هذا الخلل في الخلايا الميلانية، إذ يسود الاعتقاد الرامي إلى أنّ البهاق قد يكون ناجمًا عن اضطراب مناعي ذاتي يقود جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا الميلانية وتدميرها بدلًا من مهاجمة الجراثيم والمُمرِضات المختلفة.

لكن قد يكون البهاق ناجمًا عن أسبابٍ أُخرى عديدة:

  • إصابة الجلد بضرر نتيجة الحروق الناجمة عن أشعة الشمس.
  • خلل وراثي في الإجهاد التأكسدي؛ بمعنى حدوث خلل بين مستوى مضادّات الأكسدة والجذور الحرة في الجسم، ما يؤدي إلى إحداث تلف في الأنسجة الدهنية والمادة الوراثية (DNA) والبروتينات الموجودة في الجسم بالتالي التسبُّب بعدد كبير من الأمراض مع الوقت.
  • التعرُّض لأنواع معينة من المواد الكيميائية.
  • الإصابة بفيروس معين.
  • التعرُّض لأزمات نفسية مرهقة.
  • أسباب عصبية أو وراثية.

أعراض البهاق

تتميز أعراض البُهاق بظهورها على الجلد، إذ تبدأ بظهور بقَع تنقصها صبغة الجلد الطبيعية مما يعطيها مظهرًا أبيضًا، يمكن أن يلحظ بعض المرضى أعراضًا أُخرى لكنها أقل شيوعًا، كأن تفقد الأغشية المخاطية التي تبطّن الفم من الداخل لونها أو أن تفقد الشبكية (الطبقة الداخلية من العين) لونها كذلك، وربما يتغير لون شعر الرأس والحاجبين واللحية أو الرموش ليصبح رماديًا.

غالبًا ما تنتشر البقَع البيضاء على أنحاء مختلفة من الجسم، لكنها تبدأ في الأماكن المُعرّضة للشمس من الجلد، مثل: الوجه واليدين والقدمين والذراعين والشفاه.

مضاعفات البهاق

يُعد البهاق من الأمراض ذات التأثيرات الجانبية الأقل نسبيًا، إذ يقتصر تأثيره على الجلد وارتفاع احتمالية الإصابة بحروق الشمس بمعدلات أكبر، وهو ما يمكن تجنُبه عبر استعمال واقيات الشمس بمعاملات الوقاية التي تساوي 30، إلا أنه وفي بعض الحالات النادرة قد يؤثر على العيون والأُذنين.

لكن بيّنت الدراسات بأن تأثير البهاق يتركّز بنسبة أعلى على الجوانب النفسية، إذ يميل المريض للانعزاليَة أكثر، وقد يتعرَّض للاكتئاب والقلق ممّا ينعكس عليه سلبًا من الناحية الاجتماعية.

علاج البهاق

يقع على عاتق طبيب الجلدية علاح مرض البهاق ومساعدة المرضى في إيجاد الحلول الأنسب تِبعًا للحالات المختلفة التي ترتاد العيادات بقصد العلاج وتخفيف الأضرار الناجمة، وتتنوّع طرق العلاج اعتمادًا على عمر المريض وحالته الصحية ورغبته في اختيار العلاج الذي يفضله، وتشتمل طرق علاج البهاق على الخِيارات الآتية:

  • استعمال الأدوية الموضعيّة على الجلد: غالبًا ما تُوصَف أنواع الأدوية التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات (الستيرويدات القشرية) خصوصًا لذوي البشرة الداكنة، وهي تستطيع إعادة لون الجلد في المناطق المصابة، إذ تبدأ النتائج بالظهور بعد 4 إلى 6 أشهر. تُعد هذه الأدوية ذات مفعول قوي على أماكن مُحددة من الجلد مثل الوجه، لكنها لا تُعد فعّالة عند استعمالها على اليدين والقدمين.
  • العلاج الضوئي: يمكن الخضوع لهذا النوع من العلاجات إما عن طريق الجلوس في الصندوق الضوئي (في حالات انتشار بقع البهاق على الجلد بكثافة) أو تسليط ليزر الإكسايمر على الأماكن المصابة (في حالة إصابة أماكن صغيرة من الجلد)، يُعد العلاج الضوئي فعالًا لدى ما يقارب 70% من المرضى، لكنه لا يُعد حلًّا جذريا، إذ من الممكن أن تعود البقع للظهور من جديد بعد ما يُقارب سنة من وقف العلاج، قد يخضع المريض لسلسلة من الجلسات تتراوح بين 2 إلى 3 في الأُسبوع الواحد ولأسابيع عدّة لضمان الحصول على أفضل النتائج، يمكن أن يترافق العلاج الضوئي مع استعمال المراهم الموضعية (الكورتيكوستيرويدات).
  • العلاج بالأشعة فوق البنفسجة مع دواء سورالين (PUVA): يُعد هذا العلاج فعّالًا في المساعدة على استعادة لون الجلد المفقود في الأماكن المصابة من الوجه وأعلى الذراعين وأعلى الساقين وجذع الجسم، لكه لا يملك نفس الفعاليّة في علاج البُهاق على اليدين والقدمين. يستخدم في الحالات التي يكون فيها البهاق واسع الانتشار على الجلد، لكن لهذا النوع من العلاجات بعض الأضرار السلبية أهمها بأنه قد يؤثّر على العيون لِذا يجب أن يخضع المريض لفحص شامل للعيون قبل وبعد العلاج للتحقُّق من سلامتهما، إضافة إلى أنه يستغرق الكثير من الوقت حتى تكتمل مراحل العلاج فقد يستمر لسنة كاملة بواقع جلستين أُسبوعيًا.
  • الإجراء الجراحي: يمكن أن يلجأ اختصاصيي الجلدية لإجراء عملية جراحية لمرضاهم ممن لم يستجيبوا للأدوية أو العلاجات الضوئية، بِشرط أن تكون بقَع البهاق ثابتة ولم تتتغر خلال 6 أشهر متتالية وأن يكون المريض بالغًا، وتشتمل العملة الجراحيّة على نزع الجلد من مناطق سليمة في الجسم وزراعتها في المناطق المصابة حيث البقع البيضاء، يمكن أن يكون هذا العلاج فعّالًا بنسبة 95% لدى المرضى، إلا أنه قد يفشل في بعض الحالات.
  • العلاجات غير التقليدية: قد يُفضل بعض المرضى اللجوء للعلاجات الطبيعية مثل الأعشاب، على سبيل المثال: استعمال نبات الجِنكة بيلوبا، فقد أثبتت بعض الدراسات بأن لها مفعولًا جيدًا في تحسين حالة مرضى البهاق وإيقاف تطوُّر البقع وانتشارها لديهم، يمكن أيضًا أن يعتمد البعض الآخر على تناول الأحماض الأمينية والمعادن والإنزيمات وبعض أنواع الفيتامينات، لكنها لم تخضع للبحث الكافِ لغاية الآن ولم تثبُت فاعليتها وأضرارها ضمن دراسات مُحقّقة.
  • إزالة الصِباغ: لا يُحبّذ الكثير من المَرضى هذا الخِيار، إلا أنّ الحالات التي اجتاح فيها البهاق مساحات واسعة من الجلد قد يلجأ أصحابها لتوحيد لون الجلد من خلال إزالة لون الجلد المُتبقّي فيُصبح الجلد أبيضًا بالكامل، وتُجرى هذه العملية عبر استعمال أنواع معينة من الكريمات لمدة سنة إلى 4 سنوات، حسب الحالة.

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022
آخر تعديل - الأحد ، 05 آذار 2023

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري جلدية أونلاين عبر طبكان
احجز