هل يساهم الماء حقًا في خسارة الوزن؟

من المؤكد أن خسارة الوزن بشكل صحي وطبيعي تحتاج إلى الالتزام بنظام صحي مصمم حسب الاحتياجات لكل شخص، بحيث تحصل خسارة الوزن عندما تكون السعرات الحرارية المتناولة أقلّ من السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم، ويجب عدم تجاوز الحد الأدنى من السعرات الحرارية التي يجب الحصول عليها يوميّاً والتي تعرف بمعدل الأيض الأساسي؛ حيث إنّ تناول أغذية برامج الحميات منخفضة السعرات الحرارية لا يفيد الجسم فعلياً في خسارة الوزن.


في هذا المقال سيقوم فريقنا باستعراض أهم المعلومات عن حرق الدهون بالماء.


من المؤكد أن استراتيجيات خسارة الوزن الناجحة تتميّز بأنّها تتبنّى التغييرات الصغيرة وخسارة الوزن المتوسّطة والأهداف الواقعية والمنطقية؛ حيث إنّ الشخص الذي يخسر القليل من الوزن باختياره أغذيةً صحيّةً عالية بمحتواها من العناصر الغذائية مع ممارسته للرياضة يكون أكثر قابلية لإبقاء الوزن الذي يخسره وأكثر فرصةً في الحصول على الفوائد الصحية من الشخص الذي يخسر الكثير من الوزن باتباع حمية مبتدعة غير مبنية على فرضيات خاطئة.


في الحقيقة تعتبر الحميات الدارجة المبتدَعة وسيلة لاستدراج الأشخاص المحتاجين لخسارة الوزن إما لشراء منتجات معينة أو في الزمن الحالي لجلب الزوار إلى صفحات مواقع الإنترنت، وغيرها من الأهداف التجارية، ويعتبر رجيم الماء أحد هذه الصرعات التي اشتهرت كثيراً وهي بعيدة عن الصحة، هذا على الرغم من فوائد الماء المتعددة للصحة عامّة وفي خسارة الوزن خاصّة.


ما هي فوائد الماء في خسارة الوزن؟


من المؤكد أن شرب كميّات كافية من الماء يؤدي إلى الشعور بالشبع، ويقلل من كمية الطعام المتناولة، كما أنّه يمنع من تناول الطعام الذي يحصل أحياناً بسبب الشعور بالعطش بدلاً من الجوع، كأن يتناول الشخص بعض الأطعمة المحتوية على الماء لتعويض شعوره بالعطش بدلاً من تناوله الماء مباشرة، كما أنّه يمكن أن يختلط على الشخص شعوره بالجوع والعطش بحيث لا يميّز أنّه يحتاج فقط إلى شرب الماء وليس إلى تناول الطعام.


أثبتت بعض الدراسات أنّ شرب الماء قبل الوجبات يساعد على الشعور بالشبع ويقلل من كمية الطعام المتناولة أثناء الوجبة،حيث أنّ شرب الماء قبل الوجبات يخفض من كمية السعرات الحرارية المتناولة بمقدار 75 سعراً حرارياً، وتعتبر هذه الكمية مؤثرة حتى لو لم تبدُ كبيرة، إلا أنّ تكرار خفض هذه الكمية (75 سعراً حرارياً في وجبة واحدة يومياً) على مدار السنة مثلا ينتج بانخفاض يُعادل 27000 سعراً حرارياً في السنة أي ما يعادل 3.5 كيلوغرامات في كلّ سنة، هذا ما يمكن أن ينتج عن تناول الماء قبل وجبة واحدة يومياً، وبالطبع يمكن الحصول على فروقات أكبر في حال تمّ اعتماد شرب الماء قبل جميع الوجبات المتناولة يومياً.


السعرات الغذائية والماء


يمكن أن يلعب الماء دوراً مهمّاً وواضحاً في خسارة الوزن في حال تمّ تناوله عوضاً عن المشروبات عالية السعرات الحرارية، مثل أن يكون الشخص معتاداً مثلاً على شرب المشروبات الغازية أو المشروبات المحتوية على الكريمة والسكر ثم يستبدلها بشرب الماء، الأمر الذي قد يخفض كثيراً من كمية السعرات الحرارية المتناولة يومياً، ويساهم في خسارة الوزن، كما يساهم اختيار الشخص للأغذية ذات المحتوى العالي من الماء، مثل الخضار والفواكه والشوربات إلى جعل الاختيارات التغذوية أكثر إشباعاً، ويجعل من الحمية أكثر احتواءً على الألياف الغذائية التي تتطلب وقتاً أكبر في مضغها وتناولها، مما يساهم أيضاً في خفض كميات الطعام والسعرات الحرارية المتناولة.


تثبت بعض الدراسات الأولية أنّ تناول الماء يرفع من معدل حرق السعرات الحرارية، وفي دراسة أجريت على 7 رجال و7 سيدّات أصحاء غير مصابين بزيادة الوزن وجد أنّ تناول حوالي 500 مليلتر من الماء قد رفع من معدل الأيض بنسبة 30%، حيث بدأ هذا الارتفاع خلال 10 دقائق بعد تناول الماء ووصل إلى حده الأعلى خلال 30-40 دقيق، واختلف سبب زيادة معدل الأيض في كلّ من الرجال والنساء، حيث كان حرق الدهون هو سبب هذا الارتفاع في الرجال، بينما كان سببه في النساء حرق الكربوهيدرات.


تؤكد نتائج هذه الدراسة أن الشخص الذي يزيد من تناوله للماء يمكن أن يرفع من حرقه للسعرات الحرارية، ووجد أنّه يمكن تفسير حتى 40% من هذه الزيادة البسيطة في السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم بسبب تسخين الجسم للماء المتناول، ولكن تحتاج هذه التأثيرات البسيطة في حرق السعرات الحراية إلى أبحاث علميّة كبيرة لدعمها وتوضيحها، ويذكر أنّه حتى لو تمّ تأكيد هذه النتائج فهي تعتبر بسيطة ومحدودة بعدة سعرات حرارية يومياً فقط ولا يمكن منها اعتبار أنّ الماء حارق للدهون كما يشاع.

#حرق الدهون #أخصائي تغذية #أفضل دكتور سمنة في الأردن