الإمساك عند الأطفال: أسبابه، وأعراضه، وكيفية علاجه

الإمساك من المشاكل الشائعة بين الأطفال، يُشخّص الطفل بإصابته بالإمساك إذا انخفض إخراجه للفضلات عن 3 مرات في الأسبوع الواحد، غالبًا لا تستدعي حالات الإمساك القلق ويمكن التغلُّب عليها بتغيير الأنماط الغذائية وشرب الماء بوفرة وغيرها من التدابير، لكن يُفضّل استشارة الطبيب إذا ما استمرّت المشكلة تجنبًا للمضاعفات التي قد تنجُم عنها وتحديد السبب وراءها.

غالبًا ما يُصاب الأطفال بمشكلة الإمساك لأسبابٍ وعوامل مختلفة، وهي من المشاكل الشائعة التي تحدُث بنسبة 1% إلى 30% بين الأطفال عمومًا، إلّا أنّها لا تستدعي القلق في معظم الحالات؛ إذ إنّ الطفل ومع استمرار نموّه وتنقُّله بين المراحل العمريّة يقِل معدل إخراجه للفضلات من جسمه (ما يُعرَف بالتغوُّط)، فالرُضَّع بعد الأسبوع الأول والأطفال في سنواتهم التي تسبق دخولهم المدرسة يتغوَّطون مرتين في اليوم غالبًا، في حين يتراوح عدد مرات التغوُّط لدى الرُضّع خلال أُسبوعهم الأول ما بين 3 إلى 4 مرات، لِذا فإنّ انخفاض عدد مرات التغوُّط مع نموّ الطفل يكون طبيعيًا اعتمادًا على تقييم الطبيب المُرتبط بالأعراض والفحوص السريريّة المختلفة الخاصّة بحالة الطفل.

يمكن مساعدة الطفل على تخطِّي حالة الإمساك المُزعجة عبر اتّباع مجموعة من الإجراءات التي من شأنها تحفيزه على تناول أصناف الطعام الصحّي الذي يحتوي على نِسَب عالية من الألياف، مثل الخضراوات والفواكه إضافة إلى شرب كميات وافرة من الماء؛ إذ تُصنَّف معظم حالات الإمساك عند الأطفال على أنّها مؤقتة ويمكن علاجها بسهولة، إلّا أنّ بعض الحالات تستدعي استشارة الطبيب المُختّص.[1][2]

أسباب الإمساك عند الأطفال

يمكن تفسير إصابة الأطفال بالإمساك لعدّة أسباب، أبرزها:[3][4]

  • الاعتماد على تناول الأطعمة الغنيّة بالدهون قليلة الألياف، مثل: الوجبات الجاهزة والسريعة وإهمال الخضراوات والفواكه الغنيّة بالألياف، والاعتماد على المشروبات الغازيّة بكثرة.
  • إهمال شُرب كميّات كافية من الماء.
  • تغيير الصِنف الأساسي الذي يعتمد عليه الطفل في غذاؤه، مثلًا قد يُصاب الأطفال الرُضَّع بالإمساك بعد الفِطام حال بدء اعتمادهم على الحليب المُصنَّع عِوضًا عن حليب الأُم.
  • الشعور بالقلق أو الخوف من أمرٍ مُعيَّن، يمكن أن تتسبّب بعض الظروف المُحيطة بمشاكل في الإخراج للأطفال، منها انتقال العائلة لبيتٍ جديد مثلًا أو بعد ولادة فردٍ جديد، أو في حالات المشاكل العائليّة أو المدرسيّة.
  • انخفاض معدل الحركة والنشاط البدني وقضاء الكثير من الوقت في مشاهدة التلفاز أو لعب ألعاب الفيديو؛ يساهم نشاط الطفل البدني على تحريك الطعام أثناء هضمه في الأمعاء.
  • احتباس البُراز المُتعَمَّد لسببٍّ ما قد يؤدّي للإصابة بالإمساك، مثلًا قد ينشغل بعض الأطفال باللعب مُتغافلين حاجتهم للتغوُّط.
  • الانتقال لمرحلة استخدام المرحاض للتخلُّص من فضلات الجسم السائلة والصلبة؛ إذ غالبًا ما تكون فترة التدريب الأُولى صعبة لدى الأطفال ما يؤدّي للإمساك.
  • عدم القدرة على استخدام دورات المياه العامّة أو تلك الموجودة في المدرسة، حال التحاقه بها.

على الرغم من أنّ الإمساك هو حالة شائعة لدى الأطفال ولا تستدعي القلق غالبًا، إلّا أنّ بعض الحالات النادرة قد يكون معها الإمساك مؤشرًا للإصابة بأمراض ومشاكل صحيّة أُخرى، مثل إصابة الطفل بمشاكل في أحد أجزاء التجويف المعوي، كالمستقيم أو فتحة الشرج، أو مشاكل هرمونيّة مثل قصور الغدة الدرقيّة، أو تناول أدوية معيّنة مثل مُكمّلات الحديد وبعض مُضادّات الاكتئاب، أو مشاكل عصبيّة مثل الشلل الدماغي، تتحدّد تداعيات الحالة وما ينطوي عليها من مخاطر وفقًا لتشخيص الاختصاصي المسؤول.

أعراض الإمساك عند الأطفال

يرتبط الإمساك عند الأطفال بمجموعة من الأعراض، من أبرزها:[1][5]

  • يكون البُراز جافًا، وصلبًا، ويصعُب دفعه لخارج فتحة الشرج.
  • التغوُّط بما يقِل عن 3 مرات في الأسبوع.
  • ألم في البطن، مثل الشعور بألم في المعدة وتشنجات أو غثيان.
  • انخفاض الشهيّة للطعام.
  • الشعور بألم أثناء التغوُّط.
  • دم على سطح البراز، بسبب جرح أو تمزُّق في المستقيم.
  • آثار بُرازيّة سائلة على الملابس الداخليّة للطفل تُشير إلى أنّ البُراز مُتكدِّس في منطقة المستقيم.
  • تصرُّف الطفل بطريقة غريبة، كأن يتلوَّى على الأرض أو تلتفّ أحَد ساقيه على الأُخرى، وغيرها من السلوكيات غير الاعتياديّة التي تُشير لوجود مشكلة صحيّة لديه.

علاج الإمساك عند الأطفال

يمكن الاعتماد على عديد العلاجات المنزليّة لتخفيف حالة الإمساك لدى الطفل الذي يعاني من هذه المشكلة، من التدابير العلاجيّة المُمكنة:[6][7]

  • الحرص على أن يشرب الطفل ما يُقارب 3 إلى 4 أكواب من الماء يوميًا، وتجنيبه تناول المشروبات الغازيّة والشاي لِما يحتويه من الكافيين.
  • الحرص على أن يتناول الطفل الأطعمة الغنيّة بالألياف مثل الخضراوات والفواكه والبقوليّات، ومحاولة تخفيف عدد المرات التي قد يتناول فيها الوجبات الجاهزة والسريعة المُعدّة خارج المنزل.
  • حثّ الطفل على الذهاب للحمام على الأقل مرتين في اليوم والانتظار لِما لا يقل عن 10 دقائق، خصوصًا بعد تناول الوجبات، يُمكن تشجيعه على ذلك عبر اتباع بعض الأساليب التحفيزيّة.
  • توفير مِقعدة خاصّة للطفل تُعينه على الجلوس براحة عند تغوُّطه.
  • عدم إهمال حاجة الطفل بالذهاب إلى الحمام.
  • يُنصَح بتخفيف كميّات حليب البقر المُتناولَة لما لا يزيد عن 500 مل في اليوم للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 18 شهرًا، إلى جانب تجنُّب المشروبات حلوة المذاق قبل الوجبات؛ ما يزيد من شهيّة الطفل ويرفع من معدل إقباله على الطعام الصحّي وقت إعداده.

متى تجِب زيارة الطبيب؟

بعض الحالات يجب التوّجه معها لاختصاصي الأطفال بُغية تشخيص حالة الطفل ومعرفة أسباب الإمساك، قد تشمل هذه الحالات:[6][7]

  • الأطفال ممّن تتجاوز أعمارهم 12 شهرًا: في حال اشتكى الطفل من الإمساك ولم تُفلِح العلاجات المنزليّة مثل تغيير العادات الغذائيّة وغيرها في تخليصه من حالة الإمساك، إلى جانب تزامن ذلك مع الشعور الشديد بالألم، والنزف الدموي من الشرج، عندها يجب زيارة الطبيب لأخذ التدابير اللازمة.
  • الأطفال الذين تقِل أعمارهم عن 12 شهرًا: يُنصَح بمراجعة الاختصاصي إذا ما لُوحِظت مشكلة الإمساك لدى الأطفال في هذه الفئة العُمريّة لعلاجها والتخلُّص منها.

أمّا الأعراض التي قد تترافق مع الإمساك لدى الأطفال وتُشير إلى ضرورة استشارة طبيب الأطفال:

  • استمرار الإمساك لِما يزيد عن أسبوعين.
  • انخفاض الوزن.
  • انتفاخ منطقة البطن.
  • الحمّى.
  • الاستفراغ.
  • خروج دم مع البراز.
  • تمزُّقات في الجلد المُحيط بفتحة الشرج.

المراجع

  1. Mayo Clinic. 2019. Constipation in children. Retrieved from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/constipation-in-children/symptoms-causes/syc-20354242
  2. Nurko S. and Zimmerman L. 2014. Evaluation and treatment of constipation in children and adolescents. Am Fam Physician. 90(2):82-90. Retrieved from https://www.aafp.org/afp/2014/0715/p82.html
  3. United Kingdom National Health Services. 2020. Constipation in children. Retrieved from https://www.nhs.uk/conditions/baby/health/constipation-in-children/
  4. Johns Hopkins Medicine. (n.d.). Constipation in children. Retrieved from https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/constipation-in-children
  5. Constipation in children. 2017. Retrieved from https://www.healthychildren.org/English/health-issues/conditions/abdominal/Pages/Constipation.aspx
  6. Brennan D. 2019. What to do if your child is constipated. Retrieved from https://www.webmd.com/children/child-constipated#2
  7. The Royal Children’s Hospital Melbourne. 2020. Constipation. Retrieved from https://www.rch.org.au/kidsinfo/fact_sheets/Constipation/

مصدر الصورة: https://www.totsnteenspediatric.com/2019/05/17/causes-and-diagnosis-of-constipation-in-children/

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية

تكلم مع استشاري أطفال وحديثي الولادة أونلاين عبر طبكان
احجز