اضطرابات الأكل: الأكل العاطفي وكيفية تجنّبه

يلجأ الناس عادةً لوسائل متعددة للتخلص من الضغط النفسي والتوتر التي تسببها مشاغل الحياة وأعباؤها، فمنهم من يلجأ للرياضة بأنواعها، بينما يتوجه آخرون إلى التأمل واليوغا، إلا أن هنالك مجموعة من الناس من يجد في تناول الطعام وسيلة للهرب من التوترات والضغوطات، وهو ما يطلق عليه الأطباء والمختصون اسم "الأكل العاطفي".



وفي هذا المقال سيقوم فريقنا الطبي بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع الأكل العاطفي.



الأكل العاطفي



يشير مصطلح الأكل العاطفي إلى تناول الطعام بسبب مواجهة بعض الضغوط أو المشاعر السلبية وليس لأننا نشعر بالجوع، هذه الطريقة تؤدي بنا إلى تناول الكثير رغم عدم حاجتنا إليهم.



يعتبر تناول الطعام من أجل الاحتفال أو استخدامه كمكافأة أمرًا سيئًا، لكن الأسوء تناوله للتخلص من الحالات العاطفية السيئة فهذا الأمر يجعلنا متعثرين في دورة غير صحية لأن المشكلة الأساسية ما زالت قائمة، لذا فالجوع العاطفي لا يمكن إشباعه بالطعام، قد يعطينا الطعام مشاعر مؤقتة، لكن المشاعر التي أدت إلى تناولنا الطعام لازالت موجودة، وربما تصيبنا مشاعر أكثر سوءًا بسبب الحصول على المزيد من الوزن غير المرغوب فيه



لذا من الضروري أن نجد طريقة أكثر صحية للتعامل مع المشكلات العاطفية وأن نتعلم "الأكل الواعي" لنتوقف عن "الأكل العاطفي".



أسباب مؤدية للأكل العاطفي





  • التوتر: هل سبق ولاحظتم كيف يجعلكم التوتر تشعرون بالجوع؟ الأمر ليس في أذهانكم وحسب. فعندما يكون التوتر مزمنًا، كما هو الحال في عالمنا الفوضوي السريع، فإنه سيؤدي إلى مستويات عالية من هرمون التوتر وهو الكورتيزول. يتسبب الكورتيزول بالرغبة الشديدة في تناول الأطعمة المالحة والحلوة والتي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، أي الأطعمة التي تمنحك دفعة من الطاقة والمتعة. وكلما قل التحكم بالتوتر في حياتكم فإن رغبتكم ستزيد في تناول الطعام من أجل الشعور بالراحة من الناحية العاطفية.



  • حشو العواطف: يمكن للأكل أن يكون طريقة لإسكات أو "إتخام" العواطف غير المريحة بشكل مؤقت بما في ذلك الغضب والخوف والحزن والقلق والوحدة والاستياء والخجل. وفي حين تكون فاقد الحس وأنت تتناول الطعام، يمكنك تجنب العواطف التي لا ترغب بالشعور بها.



  • الملل أو الشعور بالفراغ: هل سبق وتناولتم الطعام بغية إعطاء أنفسكم شيئًا تفعلونه أو لتخفيف الملل أو كوسيلة لملء الفراغ في حياتكم؟ ستشعرون بعدم الرضى والفراغ والطعام هو طريقة لشغل أفواهكم ووقتكم. وفي تلك اللحظة، سيشبعكم الطعام ويصرف انتباهكم عن المشاعر الكامنة من عدم وجود هدف وعدم الرضى عن حياتكم.



  • عادات مرحلة الطفولة: عودوا بذاكرتكم إلى ذكريات الطفولة فيما يتعلق بالطعام. هل كان أهلكم يقومون بمكافأة السلوك الجيد بالبوظة أو اخذكم لتناول البيتزا عندما تحصلون على تقييم جيد أو يقدمون لكم الحلويات عندما تشعرون بالحزن؟ عادة ما تستمر عادات الأكل في مرحلة الطفولة المستندة على العواطف إلى مرحلة البلوغ. أو ربما تكون بعض عادات تناول الطعام لديكم مسيرة بفعل الحنين إلى ذكريات شواء اللحوم في الفناء الخلفي مع ولدكم أو خبز وتناول البسكويت مع والدتكم أو الاجتماع حول المائدة مع عائلتكم الكبيرة لتناول عشاء من المعكرونة المعدة منزليًا.



  • التأثيرات الاجتماعية: يعد الاجتماع مع الآخرين لتناول وجبة طعام طريقة رائعة للتخفيف من حدة التوتر، ولكنه أيضًا يؤدي إلى الإفراط في الأكل. من السهل الإفراط في الأكل لأن الطعام متواجد أمامكم أو لأن الجميع يتناولون الطعام. وقد تفرطون في الاكل ايضًا في المناسبات الاجتماعية بفعل شعوركم بالتوتر. أو ربما تقوم عائلتكم أو أصدقاؤكم بتشجيعكم على الإفراط في الأكل، ومن السهل التماشي مع الجماعة.




كيفية تجنب الأكل العاطفي



أن يكون هناك نظام غذائي متوازن لا تلغي وجبة الأفطار ويجب أن يكون الأكل في أوقات ثابتة، كما يجب أن يحتوي النظام على الخضراوات والفاكهه ودقيق أسمر وكامل ومنتجات البان منخفضة الدسم والبروتين، حيث أن النظام الغذائي المتوازن يساعدك على الشعور بالإمتلاء لمدة أطول، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، مع ترطيب الجسم بشرب كميات من الماء لتنظيف وانعاش الجسم، وتحسين الهضم عن طريق تناول الخضراوات والفاكهه في كل وجبة. تناول الفاكهه والعسل بدل من الحلويات حيث إن العسل يشبع رغبتك في تناول السكريات، والتخلص من الطعام غير الصحي في المنزل، وتأجيل شراء الطعام عند الشعور بالتوتر أو الحزن حتى لا تؤثر حالتك النفسية على الاختيارات التي تتخذها.

#الأكل العاطفي #اخصائي تغذية #اضطرابات الأكل