مرض الكوليرا: علاجه وسبل الوقاية منه

تعدّ الكوليرا من الأمراض المعدية، وتنتقل عن طريق بكتريا تسمى الفيبريو كوليرا من خلال الأشربة والأطعمة الملوّثة ببراز الأشخاص المصابين بهذا المرض. وتؤدّي الكوليرا إلى إصابة المريض بإسهال حاد جدًا، ويرتكز علاج الكوليرا على تقديم السّوائل للمريض، بينما تعدّ أهم طرق الوقاية منها هو تعقيم المياه المستخدمة في الشرب.



وفي هذا المقال سيقوم فريقنا الطبي بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول مرض الكوليرا.



مرض الكوليرا وأسباب الإصابه به



يصنّف مرض الكوليرا ضمن الأمراض البكتيريّة الحادة وشديدة العدوى، والذي يصيب أمعاء الإنسان نتيجة التعرّض لأحد أنواع البكتيريا المعروفة بضمة الكوليرا عن طريق تناول الطعام أو شرب الماء الملوث بها، ويقدّر عدد حالات الإصابة بمرض الكوليرا سنويا بما يقارب ثلاثة إلى خمسة ملايين حالة، منها ما يزيد عن مئة ألف حالة وفاة. غالبًا ما تكون الإصابة بالمرض بسيطة وقد لا يصاحبها ظهور أيّ أعراض، ولكن في بعض الحالات قد تكون الأعراض شديدة، وتقدّر نسبة الحالات الشديدة بما يقارب 10%، وتتمثل مثل هذه الحالات بالإصابة بالإسهال المائي الغزير، والتقيؤ، وتشنّجات الساقين، ولعلّ هذا ما يتسبب بفقدان سريع لسوائل الجسم وإصابة المريض بالجفاف، وفي حال عدم علاج المريض واتخاذ الإجراءات الطبيّة اللازمة خلال مدة زمنيّة قصيرة فإنّ ذلك قد يؤدي إلى وفاة المصاب، ويجدر التنبيه إلى أنّ المرض يكون أكثر انتشارًا في المناطق التي تفتقر لوجود نظام نظافة صحيّ، وفي مناطق الحروب والمجاعات أيضًا.



أعراض الكوليرا



تتضمن أعراض عدوى الكوليرا ما يلي:





  • الإسهال: يحدث الإسهال المرتبط بالكوليرا فجأة وقد يسبب فقد السوائل بدرجة خطيرة، قد تصل للتر واحد (أي ربع غالون) في الساعة. ويكون الإسهال الناتج عن الكوليرا شاحبًا وعكرًا.



  • الغثيان والقيء: ويحدث في مرحلة مبكرة من مرض الكوليرا بشكل خاص، وقد يستمر القيء لساعات في المرة الواحدة.



  • الجفاف: يمكن أن يحدث الجفاف في خلال ساعات من ظهور أعراض الكوليرا. وعلى حسب كمية السوائل التي فقدها الجسم، يمكن أن يتراوح الجفاف من خفيف إلى حاد.ويشير فقدان 10 بالمائة أو أكثر من الوزن الكلي للجسم إلى حدوث جفاف حاد.




وقد يؤدي الجفاف إلى فقدان الأملاح المعدنية الموجودة في الجسم سريعًا، والتي تحافظ على توازن السوائل في الجسم. وتسمى هذه الحالة بعدم توازن الشوارد الكهربائية.



كما تشمل علامات وأعراض جفاف الكوليرا الهياج، والخمول، والعيون الغائرة، وجفاف الفم، والعطش الشديد، وجفاف الجلد وتجعده بحيث يعود كما كان عند قرصه ببطء، وعدم وجود بول أو بول قليل، وانخفاض ضغط الدم، بالإضافة إل اضطراب النظم القلبي.



الوقاية من مرض الكوليرا



تتمثل أولى سبل الوقاية في النظافة، والابتعاد عن أي مصدر من مصادر التلوث، ويمكن اختصار أهم خطوات الوقاية من هذه العدوى في عدم تناول الأطعمة المعرضة للتلوث مثل: الأغذية المكشوفة للحشرات وخاصة الذباب. شرب الماء المعقم والنظيف، وفي حالة عدم توفره يمكن تعقيم الماء عن طريق غلي الماء. إضافة الكلور(ماء جافيل) بنسب معينة واستخدام الماء بعد نصف ساعة من إضافة الكلور. إضافةً إلى وضع الماء في إناء شفاف وتعريضه لأشعة الشمس المباشرة لمدة ساعة. تجنب تناول السوائل والمرطبات والعصائر واللبن من الأسواق. كما ينصح بتجنب تناول الأطعمة النيئة، خاصة الأسماك أو الأطعمة المكشوفة، أو الأغذية سريعة التلف التي مر عليها وقت في الجو الحار مثل الخضار والأرز.



ينصح أيضًا طبخ الطعام طبخًا جيدًا. والمحافظة على النظافة العامة، وغسل اليدين جيدًا بعد الخروج من دورة المياه. العناية بالصحة العامة، وبنظافة الجسم وتعقيم الملابس بشكل جيد.الاهتمام بنظافة الجسم وبنظافة أدوات الأكل والشرب.



طرق انتقال مرض الكوليرا



في ما يلي بيان الطرق الشائعة لانتقال هذا المرض:





  • المياه السطحيّة ومياه الآبار: يمكن لبكتيريا ضمة الكوليرا البقاء بمرحلتها الكامنة في الماء لفترات طويلة، وغالبًا ما تكون الآبار الملوثة بالبكتيريا هي المسبب الرئيسيّ لانتشار مرض الكوليرا في المناطق التي تنخفض فيها معدلات النظافة.



  • المأكولات البحريّة: حيث يمكن أن يؤدي تناول المأكولات البحريّة النيئة أو غير المطبوخة بشكل جيد وخاصة تلك التي يتم اصطيادها من مناطق انتشار بكتيريا الكوليرا إلى الإصابة بالمرض.



  • الخضار والفواكه الملوثة: حيث يؤدي استخدام الأسمدة الملوثة، أو الري بالمياه الملوثة بمياه الصرف الصحيّ إلى انتقال البكتيريا إلى الخضار والفواكه.



  • البقوليات: حيث تعد البقوليات المطبوخة التي تترك لساعات طويلة على درجة حرارة الغرفة وسطًا جيدًا لنمو البكتيريا المسببة لمرض الكوليرا في مناطق انتشار المرض.




علاج مرض الكوليرا



يعتبر مرض الكوليرا من الأمراض التي يمكن علاجها بسهولة من خلال اتباع بعض الخطوات العلاجيّة البسيطة، حيث يؤدي العلاج المبكّر والمناسب إلى خفض نسبة الوفاة بشكل ملحوظ، ومن طرق العلاج المتّبعة في السيطرة على مرض الكوليرا ما يلي:





  • تعويض السوائل: وذلك بهدف تعويض الجسم عن السوائل التي تمت خسارتها بسبب الإسهال الشديد، وذلك عن طريق استخدام ما يعرف بأملاح الإماهة الفموية والتي تتوفر على شكل أكياس تحتوي على مسحوق يتم حله في لتر واحد من الماء النظيف، وقد يحتاج المريض إلى شرب ما يعادل ستة لترات من هذا المحلول في اليوم الأول من المرض في حالات الإصابة متوسطة الشدة، وتجدر الإشارة إلى أنّه قد يتمّ اللجوء إلى تعويض السوائل وريديّا في الحالات الشديدة؛ حيث يزيد فقدان السوائل الشديد من خطر الإصابة بالصدمة.



  • المضادات الحيويّة: يمكن استخدام المضادات الحيويّة في الحالات الشديدة للتقليل من مدة الإصابة بالإسهال، وبالتالي تقليل كمية السوائل التي يحتاجها المصاب لتعويض النقص، وتعجيل الشفاء.



  • مكملات الزنك: وتعدّ من الخيارات العلاجية المساندة التي يمكن اللجوء إليها في حالات الإصابة بمرض الكوليرا عند الأطفال دون الخامسة من العمر، حيث يساعد الزنك على تقليل مدة الإصابة بالإسهال، كما وقد يساهم في الوقاية من إصابة الطفل بالإسهال الشديد في المستقبل.


#أفضل طبيب باطني في الأردن #الكوليرا