دهون الكبد: أعراضها وأنواعها وعلاجها

في الحقيقة الكبد يعتبر من أكثر الأعضاء الفعالة في جسم الإنسان، فله العديد من الوظائف، ومن أهمها تنقية الدم من السموم والدهون، فيُعتر الكبد بمثابة مصفاة أو فلتر للدم الموجود بالجسم، وفي بعض الأحيان قد تزداد نسبة الدهون في الجسم، مما يجعل بقايا الدهون تتجمع حول الكبد، وهذا هو ما يسمى دهون الكبد، فيُصبح من الصعب على الكبد القيام بوظائفه بشكل طبيعي، وفي حال استمرت الدهون في التراكم، فإن هذا الأمر قد يُؤدي إلى حدوث تليف في الكبد أو مرض آخر يتعلق بالكبد، حينها يجب تنقية الدم من السموم؛ حتى نتخلص من الدهون المتراكمة في الكبد حتى يعود للقيام بوظائفه الإعتيادية.


في هذا المقال سيقوم فريقنا باستعراض أهم المعلومات عن مرض دهون الكبد.


ما هي أعراض دهون الكبد؟


في المراحل الأولى لمرض دهون الكبد لا يوجد أعراض أو علامات، لذلك عادة ما يكون تشخيص هذا المرض بشكلٍ متأخر أو بالصدفة، وعندما يتم تشخيص هذا المرض، يظهر الكبد بشكلٍ ضخم في الأشعة الفوق الصوتية، حيث يظهر الكبد بشكلٍ واضح مع زيادة في الدهون، وفي هذا التشخيص يتم التفريق بين النوع الخفيف الذي يكون في أنزيم الكبد منخفض و النوع المزمن الذي ترتفع فيه أنزيمات الكبد، وتحدث الأعراض في حالة التهاب الكبد المُتدهن المزمن، وتشبه مضاعفات هذه الحالة مرض الكبد الفيروسي، حيث يؤدي إلى التليف بأنواعه المختلفة، وفي بعض الحالات يحدث تورم في الكبد بشكل بسيط.


ما هي أنواع دهون الكبد؟


يوجد عدة أنواع لدهون الكبد، فمنها البسيط الذي لا يحتاج للعلااجات المعقدة ومنها الخطير الذي يستدعي الحذر والتعامل مع المرض بجدية عن طريق الدكتور المختص، وفي ما يلي سنذكر أنواع دهون الكبد:


دهون الكبد الخفيفية: وعادة تكون هذه الدهون عرضاً ولا تعتبر مرضاً، وفي هذه الحالة تتراكم الدهون داخل الجسم نتيجة السمنة الزائدة الذي يعاني منها الشخص، خاصة حول البطن، وينتج عن ذلك تراكم الدهون حول أجزاء الجسم الداخلية وليس الكبد فقط، وهذه الدهون في الغالب لا تسبب أي اضطراب بوظائف الكبد، لكن تعتبر علامة من علامات السمنة الذي يعاني منها الشخص. وهذه الحالة تعتبر الأكثر شيوعاً في كثير من الأحيان. وهذا الصنف يلزمه متابعة، وأن يحرص الشخص على تخفيف وزنه الزائد، حتى يصل إلى المعدل الطبيعي، ويحتاج كذلك إلى التقييم واتباع خطوات علمية معينة لتحديد سبب هذه الدهون ونوع تراكمها داخل أنسجة الكبد.


التهاب الكبد المُتدهن: في هذه الحالة تؤدي تراكم الدهون إلى التهاب في خلايا الكبد، والذي قد يؤدي إلى الإصابة بالتهاب مزمن، يحتاج المريض بهذا النوع من الدهون إلى تحديد سبب الالتهاب ومعرفة طبيعته، والعلاج بسرعة حتى لا تتطور الحالة إلى الأسوء، وحتى يتجنب أي أعراض متوقعة قد تحدث في المستقبل.


ما هو علاج دهون الكبد؟


في الحقيقة يعتبر النوع الثاني من الكبد المُتدهن هو ما يتطلب العلاج، لأنه يعتبر حالة مزمنة، سواء كان الالتهاب ناتج بسبب الكحول أو غيرها. و طريقة العلاج للالتهاب الكبد المُتدهن الكحولي تتمثل في الابتعاد عن الكحول بشكل تام، والعلاج بالعقاقير التي تحد من الأحماض الدهنية المتواجدة داخل خلايا الكبد، أما علاج الكبد المُتدهن غير الكحولي وهو النوع الذي أرّق العلماء والأطباء، فهناك الكثير من الطرق التي توصل إليها الطب الحديث، ومن أهمها:


العلاج الذي يهتم بتحسين مقاومة الأنسولين في الجسم، وهذا العلاج يقصد معدل السكر في الدم من خلال عدة طرق:


علاج مادة الميتفورمين التي تؤدي إلى تخفيض أمتصاص الجلوكوز من الأمعاء، وتعمل على تحسين الأنسولين ورفع كفاءته، وبعلاج هذه المادة تقل الأحماض الدهنية، وتحد من التهاب الكبد.


علاجات تساعد على حساسية الخلية للأنسولين، عندما تعالج هذه المواد تزداد حساسية خلية الأنسولين في أنسجة الكبد لتزداد مدى كفاءتها في التعامل مع الطاقة، ومن ثم تحد تراكم الدهون والتهاب الكبد.


رفع مدى فاعلية المواد التي تحمل خلايا الكبد بشكلٍ عام، مثل: الاروثوديكس، وغيرها، هذه المواد معروفة بحمايتها للكبد من السموم.


في النهاية من الجدير بالذكر أن العلاج الأفضل والأكثر فاعلية والذي يعتبر الحل الأمثل للتخلص من الدهون التي تتواجد على الخلايا الكبدية هو الإنقاص التدرجي للوزن، هذا الحل المتفق عليه علمياً؛ لأن تخفيف الوزن يؤدي إلى تقليل الدهون المتراكمة على الأنسجة في الكبد ومع مرور الوقت تنحل هذه الدهون وتتلاشى، وغير هذا العلاج من محاولات علاجية تعتبر جيدة ولكنها ليست بحل أفضل وأنجح من تخفيف الوزن والقضاء على الدهون الضارة بجميع أعضاء الجسم وأجهزته.

#دهون الكبد #طبيب باطنية