داء كرون أعراضه وأسبابه

هل تعرف ما هو داء كرون؟ وما هي أعراضه وأسباب الإصابة به؟ في هذا المقال سيقوم فريقنا الطبي بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع داء كرون.

داء كرون

هو من الالتهابات الشديدة والمزمنة يصيب الأمعاء ويمكن أن يؤثر على الطبقات النسيجية المبطنة للجهاز الهضمي، مما قد يؤدي إلى ألم في البطن، إسهال شديد، تعب، فقدان في الوزن وسوء تغذية. ومن الالتهابات الناجمة عن مرض كرون غالبًا ما تنتشر عميقًا بين طبقات الأنسجة المتضررة من الأمعاء، مما يتسبب بأعراض قد تكون مؤلمة ومنهكة وأحيانًا قد تؤدّي إلى مضاعفات تهدد الحياة.

أعراض داء كرون

يصاحب داء كرون تتراوح ما بين المعتدلة والحادّة جدًا، كما قد تظهر الأعراض بصورة تدريجية أو بشكل مفاجئ، دون سابق إنذار. فيما يلي بعض الأعراض التي تميّز داء كرون: منها الإسهال فالالتهاب الناجم عن داء كرون يحفز الخلايا الموجودة في المناطق المصابة في جدران الأمعاء على إفراز كميّة كبيرة جدًّا من المياه والأملاح، وبما ان ليس باستطاعة الأمعاء امتصاص فائض السوائل المتراكمة هذه بشكل كامل، يحدث الإسهال. كما تساهم التشنّجات المعويّة الحادّة، في إنتاج براز ليّن جدًّا وفي الحالات الأقل حدة يكون البراز أكثر ليونة من المعتاد وبوتيرة أعلى من المعتاد، ولكن الأشخاص الذين يعانون من داء كرون بشكل حاد قد يعانون من ضرورة التغوط نحو 12 مرة في اليوم، مما يؤثر ذلك سلبيًا على النوم وعلى النشاطات اليومية. وأوجاع بطن وتشنّجات فالالتهاب والجروح التي تنتج قد تتسبب بانتفاخ الجدار المعوي إلى درجة تكوّن النّدوب في مواضع وجودها، وقد يؤثر هذا أيضًا بشكل سلبي على حركة محتويات الأمعاء، مما قد يسبب الآلام والتشنُّجات. كما يسبب داء كرون، في درجته المتوسطة، بشعور غير مريح، يتراوح بين الخفيف والمعتدل، وكلّما كانت الحالة أكثر حدة، كانت الأوجاع أكثر شدة وقد تكون مصحوبة بالغثيان والقيء.

بالإضافة إلى دم في البراز الغذاء الذي يتحرك عبر الأمعاء قد يتسبب بنزف الدم من المناطق الملتهبة، أو قد يتسبب بنزف الأمعاء ذاتها، وفي مثل هذه الحالة، كما ومن الممكن أن تظهر علامات الدم باللون الأحمر الفاتح على أطراف المرحاض، أو الأحمر القاني مع البراز. ولكن، قد يكون الدم خفي وغير مرئي. كما أنها تتسبب بحدوث تقرحات حيث يبدأ مرض كرون بصورة جروح صغيرة ومتفرّقة على سطح جدران الأمعاء. وفي النهاية تتحول هذه الجروح إلى قرحات كبيرة تتغلغل بعمق، وفي بعض الأحيان تنفذ من جدران الأمعاء، وقد تظهر أيضًا قروح في الفم تشبه في صورتها الفطريّات الفمويّة.

كما يسبب داء كرون بفَقد الشهيّة والوزن حيث أن أوجاع البطن والتشنّجات والالتهاب في جدار الأمعاء تؤثّر على وضع الشهيّة وعلى قدرة الهضم وامتصاص الغذاء. والتسبب بالإصابة بالنواسير والخُراج فالالتهاب المترتب عن داء كرون ينتقل عبر جدار الأمعاء إلى داخل أعضاء داخليّة أخرى مثل المثانة أو عنق الرحم، فتصل فيما بينها، وهذا الاتصال يسمّى الناسور. كما قد يؤدّي أيضًا إلى تكوين خُراج وهو جرح منتفخ مليء بالقيح. ويمكن أن ينفذ الناسور، عبر الجلد أيضًا. كما تنتشر النواسير بشكل خاص في منطقة الفتحة الشرجيّة وعندها يُسَمّى ناسور العِجان.

وبشكلٍ عام قد يعاني المصاب بمرض كرون من الحُمّى والتعب ومن مشاكل أخرى لا علاقة لها بالجهاز الهضمي بالضرورة، كالتهاب المفاصل، والعينين، ومشاكل في الجلد والتهاب في الكبد أو في القنيّات الصفراوية (التهاب الأقنية الصفراوية). أما الأطفال المصابون به بدرجة متقدمة فقد يعانون من تأخر في النموّ ومعيقات في التطوّر الجنسي. وقد تكون هنالك فترات طويلة خالية من أية أعراض، أو فترات أخرى متكرّرة من آلام البطن والإسهال التي قد يصاحبها، في بعض الأحيان، حُمّى أو نَزف وذلك يختلف ما بين مصاب وآخر.

أسباب داء كرون

لم يتم الكشف عن السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض ولكن في السابق كان يعتقد أن النظام الغذائي والتوتر قد يسببان مرض كرون، لكن الآن ومع الطب الحديث أوجد أن هنالك عوامل تفاقم الأعراض ولكنها لا تسبب هذا المر، منها ما قد يكون وراثي ومنها قد يتعلق بخلل بعمل جهاز المناعة يمكن أن تلعب دورًا بظهور أعراض مرض كرون. أولاً جهاز المناعة فإن الفيروسات والبكتيريا قد تحفز أعراض مرض كرون عن طريق خلل من جهاز المناعة في مهاجمة هذه الميكروبات، مما يؤدّي إلى مهاجمة أنسجة الجهاز الهضمي أيضًا. بالإضافة إلى العوامل الوراثية فقد ينتشر مرض كرون بين الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي بالمرض، لذلك فإنّ الجينات قد تجعل هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للأصابة به، ومع ذلك فإن هناك مرضى كرون ليس لديهم تاريخ عائلي.

علاج داء كرون

قد ينصح بتناول بعض الأدوية أو اتباع نظام غذائي معين أو طرق علاجية أخرى ولكن إذا لم تعمل على تخفيف الأعراض، فقد يوصي الطبيب بإجراء الجراحة. حيث أن نصف المصابين بهذا المرض يحتاجون إلى عملية جراحية واحدة على الأقل. ولكن من الجدير بالذكر بأن هذه الجراحة لا تؤدي إلى الشفاء التام من داء كرون. يزيل الجراح في أثناء الجراحة قسمًا تالفًا من القناة الهضمية ومن ثم يعيد توصيل الأقسام السليمة، كما يمكن استخدام الجراحة أيضًا لإغلاق النواسير والدمامل النزحية. وعادةً ما تكون فوائد الجراحة لعلاج داء كرون مؤقتة. فكثيرًا ما يعود المرض بالقرب من النسيج المُعاد وصله، ولكن أفضل نهج هو اتباع الجراحة بتناول أدوية لتقليل خطر إعادة الحدوث

#داء كرون #مرض كرون #دكتور علاج كرون #دكتور هضمية #دكتور باطنية