جفاف الجسم: أعراضه وعلاجه

يحدث جفاف الجسم عندما يفقد الجسم السوائل أكثر مما يتلقى. وعندما يتم تقليل المحتوى المائي الطبيعي لجسمك، فإن هذا يزعزع توازن المعادن مثل الأملاح والسكر في الجسم، مما يؤثر على طريقة عمله. كما يعتبر المياه العنصر الأساسي المكون لجسم الإنسان حيث تمثل نحو ثلثي تكوينه، تدخل في كافة العمليات الحيوية وتمثل جزء لا يتجزء منها، بالتالي يحتاج الجسم لتعويض الفاقد منها باستمرار للحفاظ على آداء وظائفه بصورة طبيعية.



وفي هذا المقال سيقوم فريقنا الطبي بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع جفاف الجسم.



الجفاف



يتكون جسم الإنسان من الماء بما يعادل ثلاثة أرباع كتلته، فهو يدخل في تركيب الخلايا ويساعدها للقيام بأعمالها بشكلٍ طبيعي، ولكن عندما تزيد نسبة فقدان الماء مقارنةً بنسبة ما يتناوله الشخص فإنّه يصاب بما يسمى بالجفاف أو الجفاف، ويرافق الجفاف فقدانٌ لبعض الأملاح مما يؤدي إلى فقدان توازن مكوّنات الدم بشكلٍ غير طبيعي، فالجفاف ليس مرضًا بحدّ ذاته وإنّما هو عبارةٌ عن حالةٍ تظهر بسبب قلة وجود الماء في الجسم. ويستطيع الشخص معرفة إصابته بالجفاف من خلال عدة علامات وأعراض تظهر عليه.



أعراض جفاف الجسم



تختلف الأعراض والعلامات التي قد تظهر على الجسم بسبب الإصابة بالجفاف، فقد تكون بسيطةً في بعض الحالات، وقد تصبح خطيرةً في حالاتٍ أخرى تهدد حياة الشخص، ومن العلامات التي قد تظهر: الشعور بالصداع، حيث إنّ الجسم عند إصابته بالجفاف يختلف التركيب الكيميائي للدم نتيجة اختلاف تركيز الأملاح فيه ومن أهمها الصوديوم والبوتاسيوم، وبذلك يصبح الدماغ أكثر حساسيةً وكلّما ازداد الجفاف قلّ حجم الدم وقلت نسبة الأكسجين الواصلة إلى الدماغ ممّا يسبب تمدد الأوعية الدموية وزيادة الشعور بالصداع. تغير لون البول إلى اللون الغامق أو الداكن، حيث ينتج من تركيز البول بسبب تراكم الفضلات والسموم فيه لعدم توفر كمياتٍ وافرة من السوائل. الإصابة بالإمساك، وذلك لأنّ توفر السوائل يزيد تحرك الفضلات خلال القولون والأمعاء، ثمّ التخلص منها للخارج، ولكن عند قلة السوائل تكون هذه الفضلات غير قادرةٍ على التحرك بسهولة فيصاب الشخص بالإمساك. الشعور بالعطش الشديد وجفاف الفم. الشعور بالتعب والإعياء والضعف العام والميل إلى النعاس. قلة إدرار البول. الإصابة بانخفاض ضغط الدم، والشعور بخفقان القلب. ارتفاع درجة حرارة الجسم.



شخيص الجفاف



قد يساعد فحص البول على التشخيص. ففي حالة الجفاف يكون لون البول داكنًا ويكون تركيز الجلوكوز (السكر) في البول مرتفعًا، مما قد يدل على وجود مرض السكري، على زيادة في تركيز البروتين (Protein)، أي احتمال الإصابة بمرض في الكليتين، كما يمكن أن تظهر علامات على وجود التهاب، كمسبب للجفاف.



قد تظهر في فحوصات الدم مستويات مرتفعة من الأملاح (وخاصة فرط صوديوم الدم - Hypernatremia) وكذلك مستوى مرتفع من اليوريا (Urea) والكرياتنين (Creatinine)، والتي تدل على مدى خطورة الجفاف. فحوصات دم إضافية، مثل فحص تنميط الدم (Blood typing)، من شأنها أن تدل على سبب الجفاف، إذ إن كثرة خلايا الدم البيضاء تدل على وجود التهاب، كمسبب محتمل لحالة الجفاف.



علاج الجفاف



تتوقف معالجة المريض الذي يعاني من الجفاف على مدى خطورة الحالة.





  • العلاج البيتي: كعلاج أولي، أو في حالات الجفاف البسيط، بما في ذلك محاولة إعادة كمية من السوائل إلى الجسم، ببطء وبشكل تدريجي. من المفضل شرب سوائل محلاة، بدل الماء، لكي يكون بالإمكان، أيضًا، إعادة بعض الأملاح التي فقدها الجسم مع السوائل. يجب أن يتم شرب الماء بشكل بطيء (جرعات قليلة، الشرب بواسطة قشة أو مص مكعبات من الثلج)، لكن بشكل مستمر ومتواصل، بغية إعادة كمية كبيرة من السوائل إلى الجسم. الإعادة السريعة للسوائل المفقودة في حالة الجفاف قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض، نتيجة لاختلال التوازن بين أملاح الدم، أو قد تؤدي إلى احتداد الشعور بالغثيان وإلى زيادة القيء. عندما تكون درجة حرارة الجسم مرتفعة، من المهم محاولة خفض درجة الحرارة بواسطة الأدوية، خلع الملابس الزائدة والامتناع عن التواجد في أماكن حارة جدا. في حالة الاشتباه بإصابة المريض بضربة حر، يجب محاولة خفض حرارة الجسم بشكل فعال، عن طريق إبقاء المريض في غرفة مكيفة جيدا أو إلى جانب مروحة، أو وضع مناشف رطبة أو قماش رطب على جسده.



  • معالجة المريض المصاب بالجفاف في المستشفى: والتي تشمل إعادة كمية من السوائل إلى الجسم، بواسطة تسريب السوائل في داخل الوريد (Intravenous Infusion)، إضافة إلى محاولة تشخيص ومعالجة العامل المباشر الذي سبب الجفاف، مثل المضادات الحيوية (Antibiotics) ضد التلوثات، الإنسولين (Insulin) لمرضى السكري وإصلاح الخلل في ميزان الأملاح في الجسم.




ولكن الوقاية أفضل علاج للجفاف. الوعي بأهمية وضرورة شرب السوائل بكميات كبيرة هو أمر حيوي لمنع الإصابة بالجفاف. فعند القيام بنشاطات في الطبيعة، يجب التزود بكمية مناسبة من الماء، وخاصة في الطقس الحار والرطب، وبالذات عند بذل جهد جسماني كبير.



عندما يكون الطقس حارًا يجب الإكثار من شرب الماء ومحاولة الامتناع عن النشاط الجسماني المجهد الذي قد يؤدي إلى فقدان كميات أكبر من السوائل.



بالنسبة إلى الأطفال والمسنين والمقعدين، بوجهٍ خاص، يجب التأكد من أنهم يشربون كمية كافية من الماء، مع الأخذ بعين الاعتبار وضعهم الصحي والظروف البيئية المحيطة بهم.

#جفاف الجسم #أفضل دكتور باطني في الأردن