سرطان الثدي يتفوق على سرطان الرئة ليصبح السرطان الأكثر شيوعًا حول العالم

بعد مِضيّ قرون عِدّة منذ الإشارة الأُولى لمرض السرطان لا يزال يُشكِّل عقبةً بوجه الأطبّاء والباحثين ممّن وجّهوا جهودهم نحو إيجاد العلاج الشّافِ والتّام له لسنين عددًا، إذ إنّه وعلى الرغم من توافر العديد

بعد مِضيّ قرون عِدّة منذ الإشارة الأُولى لمرض السرطان لا يزال يُشكِّل عقبةً بوجه الأطبّاء والباحثين ممّن وجّهوا جهودهم نحو إيجاد العلاج الشّافِ والتّام له لسنين عددًا، إذ إنّه وعلى الرغم من توافر العديد من الخيارات العلاجيّة لمرض السرطان بكافّة أنواعه، إلّا أنّه واستنادًا على تعريف الأطبّاء والمُختّصين لِما تعنيه كلمة "العلاج"، فإنّ السرطان لا يزال بِلا علاج؛ إذ لا بُدّ أن يستطيع العلاج تخليص الشخص من المرض الذي يعانيه وضمان عدم عودته لأكثر من 5 سنوات بعد تشخيصه، وفي حِين لم يتحقَّق هذا حتى اللحظة، يبقى السرطان حاجزًا يمنع الكثير من الباحثين من تحقيق نصرهم المَرجوّ في سبيل دحر المرض نهائيًا من أجساد مَن أنهكتهم أعراضه ومُضاعفاته.

في غضون ذلك، يواصل مرض السرطان اجتياحه ليضرب الغلبيّة العظمى من أقطار العالم، إذ تضخّمت أعداد الإصابات بمرض السرطان منذ العام 2000 والتي سجلت 10 ملايين إصابة حينها، لتقترب عام 2020 من حاجز 20 مليونًا، أمّا أعداد الوفيات فقد شهِدت ارتفاعًا ملحوظًا هي الأُخرى، إذ قفزت من 6.2 مليون وفاة عام 2000 ليخسر العالم عام 2020 ما يُقارب 10 مليون شخص بعد صراعهم مع مرض السرطان بشتّى أنواعه. [1][2]

إصابات ووفيات السرطان عالميًا وفق إحصائيّات منظمة الصحة العالميّة

العام

الإصابات

الوفيات

معدل الإصابة بين الرجال

معدل الإصابة بين النساء

2020

19.3 مليون

10 مليون

1 بين كل 8

1 بين كل 11

2000

10 مليون

6.2 مليون

-

-

سرطان الثدي يتفوَّق على سرطان الرئة بأعداد الإصابات!

سبق وأن احتّل سرطان الرئة قمة الترتيب مُسجِّلًا عددًا مَهولًا من الإصابات حول العالم مُتفوِقّا على بقيّة أنواع السرطان الأُخرى لدى المرضى المُصابين به، إلّا أنّ الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) في آخر تقريرٍ لها في اليوم العالمي للسرطان -الذي صادف الرابع من فبراير- أعلنت بأنّ حصيلة الإصابات بسرطان الثدي استطاعت تخطِّي تلك التابعة لسرطان الرئة ليُصبح أكثر أنواع السرطان شيوعًا، ما يُسلِّط الضوء أكثر على هذا المرض الذي أحكَم قبضته على شريحة واسعة من النساء حول العالم بزيادة سنويّة تُقدَّر بــِ 2 مليون إصابة، إذ بلغ عدد الإصابات بسرطان الثدي للعام 2020 ما يُقدّر بــِ 2.3 مليون حالة حول العالم، بينما استطاع سرطان الثدي حصد ما يُقارب 685000 روحًا.

بعد هذا الإعلان، وجّهت منظمة الصحّة العالميّة المُجتمعات والقطاعات الصحيّة حول العالم لأن تتعاون معها تستجيب لبرامجها المُقبلة، والتي ستهدِف بشكلٍ مباشر إلى تعزيز سُبُل الوقاية من سرطان الثدي والسيطرة على الأعراض المُرافقة له قدر المُستطاع، وذلك عبر مُخطّطات تهدِف في جوهرها إلى تأسيس شبكة تواصل عن بُعد تربط جُّل مؤسسات الرعاية الصحيّة في دول العالم المختلفة، لجمع المعلومات والبيانات التي تخدِم المؤسسات المسؤولة وتُمهِد لها الطريق نحو تسهيل وتيسير مشاركة المعلومات المُفيدة، في محاولة منها لتقديم الدعم المطلوب لمرضى السرطان، بشكلٍ خاص: سرطان الثدي، سرطان عنق الرحم وسرطانات الأطفال. [2][3]

فرص النجاة من سرطان الثدي

تعتمد فرص النجاة من سرطان الثدي والتعافي منه على عدّة عوامل تختلف من مريضة لأُخرى، لعلّ أحد أهمّها المرحلة التي تمّ اكتشاف سرطان الثدي فيها لدى المريضة، إذ إنّ الكشف المبكّر عن ورم الثدي الخبيث يُعزّز من فرص الشفاء ويرفعها، بحسب التقارير التي تُعدّها المُنظمّات والجهات المسؤولة فإنّ نسبة النجاة من سرطان الثدي بعد 5 سنوات من التشخيص تُقارب 90%؛ أي أنّ 90 امرأة من بين كل 100 استطاعت هزيمة السرطان في ثديها والبقاء على قيد الحياة حتى 5 سنوات، بينما انخفضت فرص النجاة بعد 10 سنوات من تشخيص الإصابة بهذا النوع من السرطان لتُقارب 84%. [4]

سرطان الثدي عبارة عن نموّ غير طبيعي -خارج عن السيطرة- للخلايا في أجزاء مختلفة من الثدي، وعلى الرغم من عدم وضوح مُسبّبات سرطان الثدي بشكلٍ دقيق حتى الآن، إلّا أنّ 85% من حالات الإصابة بسرطان الثدي تُعزَى إلى طفرات جينيّة ناجمة عن التقدُّم في العمر، في حين تقتصر العوامل الجينيّة الوراثيّة المُسبّبة لسرطان الثدي على ما نسبته 5 إلى 10% من الحالات فقط. [5]

ما هو سبب تسميّة مرض السرطان بهذا الإسم؟

قد يجول بخُلد البعض تساؤلًا يتمحور حول سبب تسمية مرض السرطان بهذا الإسم، ففي حِين شكّل هذا الإسم تحديًا قامت عليه الكثير من الشركات البحثيّة التي صوّبت بوصلتها نحو إيجاد علاج له، إلّا أنّه كان مصدر مَقتٍ لدى البعض الآخر ممّن فقدوا أقرباء وأعزّاء عانَوا الكثير بعد إصابتهم بالسرطان، ناهيك عن المرضى أنفسهم.

أبقراط المُلَقّب بأبو الطب كان أول مَن أشار لمرض السرطان باستخدامه لكُل من " Carcinoma" أو " Carcino"، وذلك في وصفه للأورام المتقرّحة أو تلك غير المتقرّحة، وتعني هذه الكلمة باليونانيّة "السلطعون" Crab نظرًا للتشابه الذي يجمع طبيعة المرض بشكل السلطعون؛ إذ ينبثق من الورم السرطانيّ نتوءات تشبه الأصابع المُتشبثّة بما حولها ما يتشابه مع شكل السلطعون، لاحقًا ترجم الطبيب الروماني سيلسوس كلمة Crab للاتينيّة وأطلق عليها Cancer "سرطان". [6]

اقرأ أيضًا

المراجع

  1. Seladi-Schulman J. 2019. Curing cancer: Treatments to keep an eye on. Retrieved from https://www.healthline.com/health/is-there-a-cure-for-cancer
  2. World Health Organization. 2021. Breast cancer now most common form of cancer: WHO taking action. Retrieved from https://www.who.int/news/item/03-02-2021-breast-cancer-now-most-common-form-of-cancer-who-taking-action
  3. Chadwick J. (2021, February 4). Breast cancer has overtaken lung cancer to become the most deadly form of the disease worldwide for the first time, data reveals. Daily Mail. Retrieved from https://www.dailymail.co.uk/sciencetech/article-9224275/World-Cancer-Day-Breast-cancer-commonly-diagnosed-cancer-type-world.html
  4. Martin L. 2020. Breast cancer survival rates. Retrieved from https://www.webmd.com/breast-cancer/guide/breast-cancer-survival-rates
  5. Breast Cancer Organization. 2021. U.S. Breast Cancer Statistics. Retrieved from https://www.breastcancer.org/symptoms/understand_bc/statistics
  6. American Cancer Society. 2018. Early history of cancer. Retrieved from https://www.cancer.org/cancer/cancer-basics/history-of-cancer/what-is-cancer.html

كتابة: . ليلى الجندي - الإثنين ، 25 نيسان 2022

الأكثر قراءة

مواضيع متعلقة

آخر المواضيع المتعلقة

أسئلة و أجوبة

آخر الأخبار

فحوصات

أمراض

علاجات

أدوية