أمراض الدم: تجلّط الدم

يقوم الدم بأهم الوظائف التي بدونها يتوقف عمل أجهزة الجسم ويموت الإنسان، فالدم هو أحد أهم المواد السائلة التي يحتويها جسم الإنسان وهو الأكبر حجماً، فهو منتشر في كافة الجسم من أسف القدم إلى أعلى منطقة في الرأس، وهو المسؤول عن نقل الأغذية والاكسجين التي تحتاجها الخلايا لكي تقوم بعملها، ولكن هناك الكثير من الأمراض التي تصيب الدم، أحدها تجلط الدم، وهذه عملية معقّدة تحدث للدم عن طريق تكوّن جلطات الدم وهي تجمّعات دموية متماسكة تحدّ من سير الدم في الجسم بالشكل الطبيعي، ويؤدّي ذلك إلى زيادة النزيف الدموي أو الجلطة.


في هذا المقال سيقوم فريقنا باستعراض أهم المعلومات عن تجلط الدم.


ما هو تجلط الدم؟


تحدث مشكلة تجلّط الدم نتيجة إصابة الوعاء الدموي في جسم الإنسان ممّا يؤدّي إلى تلف طبقة الإندوثيليوم وهو الغشاء المبطن لجدار الوعاء الدموي، ومع وجود بعض البروتينات يحدث تغير في الصفائح الدموية، والفيبرينوجين وهو أحد عوامل تجلّط الدم، وتقوم الصفائح الدموية بتكوين سدّادة صفيحيّة على منطقة الإصابة بالوعاء الدموي وهذا ما يطلق عليه الإرقاء الأولى وبعدها مباشرة يحدث الإرقاء الثانوي وهو استجابة البروتينات المتواجدة في بلازما الدم وتفاعلها في صورة شلال معقد لتشكل خيوط الفبرين والتي تعمل على تقوية السدّادة التي كوّنتها الصفائح الدموية المصابة.


ما هي أسباب تجلط الدم؟


يوجد الكثير من الأسباب التي تعمل على تجلّط الدم، فمنها أن يكون الدم مفتقداً للكثير من المكونات الأساسية، و وجود ترسبات في الشرايين تعيق عملية سريان الدم وهو ما يسمى بتصلب الشرايين، العوامل الوراثية أيضاً تلعب دوراً هاماً في تجلّط الدم، السمنة وفقر الدم يسببان تجلّط الدم لذلك يتضح هنا أن الجسم ال يكون أقل عرضة لجلطات الدم، التدخين أيضاً يسبب تجلّط الدم، أمراض الكبد، أمراض القلب والأوعية الدموية والسن المتقدم يسببان تجلّط الدم بسبب وجود ضعف في عمل أجهزة الجسم، انسداد الشريان التاجي يسبب انسداد شرايين الدم مما يؤدي إلى تجلّط الدم. وفق ما جاء من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن ّما يقارب 350.000-600.000 شخص في أمريكا وحدها يعانون من تجلّط الدم إما في الساقين أو الرئتين في كل عام، ويموت مئات الآلاف من الناس بسبب تجلّط الدم.


ما هي أعراض تجلط الدم؟


قد تحدث الجلطات، دون أيّة أعراض أو علامات أوليّة، لكن إن ظهرت الأعراض والعلامات فإنّها قد تتشابه مع أمراض أُخرى. ويُذكَر أنّ نحو 50% ممّن لديهم هذه الخثرات لا يشعرون بأيّة أعراض. وتختلف هذه الأعراض بناءً على مكان الخثرة كما يأتي:


الخثرة الدّموية في الدّماغ: وتتضمّن أعراضها، بالإضافة إلى الصّداع الشّديد والمفاجئ، صعوبةً مُفاجئةً بالرّؤية أو النّطق، فضلاً عن أعراض أخرى.


الخثرة الدمويّة في القلب: يشعر مُصاب هذه الحالة بثقل وألم في الصّدر، كما أنّه قد يُصاب بضيق في التنفّس، وصداع، وأعراض أخرى. يُشار إلى أنّ خثرات القلب لا تُعَدّ شائعةً كثيراً بين النّاس.


الخثرة الدمويّة في السّاق: وتتضمّن أعراضها الألم، والانتفاخ وزراق لون الجلد، والشّعور بالدفء في المنطقة المُصابة. تختلف الأعراض بناءً على اختلاف حجم الخثرة، لذلك، قد لا يُصاب البعض بأيّة أعراض، أو قد يُصابون بأعراض طفيفة إن كانت الخثرة صغيرةً.


الخثرة الدمويّة في الرّئة: وتتضمّن أعراضها الخفقان، وضيقاً غير مُبرّر بالتنفّس، فضلاً عن آلام الصّدر، وخروج الدّم مع السّعال. الخثرة الدمويّة في البطن: وتتضمّن أعراضها ألماً شديداً في البطن، بالإضافة إلى الإسهال والإستفراغ.


ما هو علاج تجلط الدم؟


علاج تجلط الدّم الوريديّ: عادةً ما يتمّ إعطاء المُصاب بخثرة الدّم الوريديّة أدوية مُميّعة للدّم، وذلك لمُساعدة الخثرة على العبور من مكانها، كما قد يقوم الطّبيب المختص بإجراء طبيّ للمُصاب لوضع مُرشّح بالوريد الأجوف السفليّ، وهذا الإجراء الطبيّ يُنصَح به لدى الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بالخثرات؛ حيث يُوضَع المُرشّح داخل الوريد لمنع تحرّك الخثرات عبر الوريد إلى الرّئتين أو القلب.


علاج خثرات الدّم الشرياني: قد يقوم الطّبيب بإجراء طبيّ يُعرف باسم انحلال الخثرة بالقسطرة المُوجّهة؛ حيث يتمّ إيصال أدوية لتحطيم الخثرة في مكانها أو إجراء عمليّة جراحيّة لإزالة الخثرة، هذه العلاجات تُعدّ مُهمّةً كون الخثرات الشريانيّة قد تمنع تدفّق الدّم لأعضاء رئيسيّة في الجسم. ويُشار إلى أنّ هذه العلاجات عادةً ما تُستخدم في الحالات المُهدِّدة للحياة فقط.

#تجلط الدم #طبيب أمراض دم #أفضل دكتور أمراض دم في الأردن