الانسداد الرئوي المزمن: أسبابه وعلاجه

شعرت يوما بتعب في صدرك، وصعوبة التنفس، وفوجئت أن الطبيب يخبرك بأنك مصاب بـ مرض الانسـداد الرئوي المزمن وأنت غير مدخن! حقيقي أن التدخين هو السبب الرئيسي لهذا المرض، ولكن يحدث أحيانًا أن يصاب به غير المدخن، وفي هذا المقال سيقوم فريقنا الطبي بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع الانسداد الرئوي المزمن.

الانسداد الرئوي المزمن

يُشير الانسداد الرئوي المُزمن إلى مجُموعة أمراض الانتفاخ الرئوي والتهاب الشعب الهوائية المُزمن والانتفاخ الرئوي الناجِم عن نقص مُضاد تربسين ألفا 1- في آنٍ واحد، وعادةً ما يتفاقم هذا المرض بصورةٍ تدريجية حتى يحُد من مرور الهواء بكميةٍ كافية خلال الرئتين.

واللافت للنظر أن هذا المرض يُؤدي إلى إجهاد القلب إذ قد تُقلل الرئتان المريضتان مِن كمية الأوكسجين في الدم، كما يعرقل ارتفاع الضغط في أوعية الدم بين القلب والرئتين ضخ القلب للدم. إضافةً إلى ذلك يُمكن لأمراض الرئة أن تدفع الجسم إلى إنتاج خلايا الدم الحمراء بكميةٍ هائلة وبالتالي تزيد من كثافة الدم إلى الحد الذي يُصعِب ضخّه. إن الانسداد الرئوي المُزمن الذي يرافقه انخفاض في مستويات الأوكسجين قد يؤدي إلى تضخم القلب وبالتالي إضعاف القلب وزيادة الشعور بضيق التنفس وتورم الساقين والقدمين.

ومما يُبشر بالخير أن هذا المرض قابل للعلاج إذ يُمكن أن تُساعد المعلومات المُقدمة في هذا المنشور الصحي على تدبير الانسداد الرئوي المُزمن والحد من احتدام نوباته كما أنها تُساعد المريض في تعديل وتغيير عوامل الخطورة.​​

أعراض الانسداد الرئوي المزمن

لا تظهر أعراض داء الانسداد الرئوي المزمن غالبًا إلى أن يحدث تلف كبير في الرئة، وتزداد سوءًا في العادة مع الوقت، وخاصة إذا استمرت ممارسة التدخين. بالنسبة إلى التهاب الشعب الهوائية المزمن، العَرَض الرئيسي هو السعال اليومي وإنتاج المخاط (البصاق) طوال ثلاثة أشهر على الأقل في العام لمدة عامين متتاليين.

قد تشمل العلامات والأعراض الأخرى في التهاب الشعب الهوائية المزمن: ضيق في التنفس، وخاصة أثناء النشاطات البدنية، الصفير، ضيق في الصدر، الحاجة إلى تسليك حلقك بمجرد الاستيقاظ في الصباح بسبب المخاط الزائد في رئتيك، السعال المزمن الذي قد ينتج مخاطًا (بصاقًا) قد يكون شفافًا أو أبيض أو أصفر أو يميل إلى الاخضرار، زرقة الشفتين أو أسفل الأظافر (الازرقاق)، الإصابات المتكررة بعدوى في الجهاز التنفسي، نقص الطاقة، فقدان في الوزن غير مقصود (في مراحل لاحقة)، تورم في الكاحلين أو القدمين أو الساقين.

أسباب الإصابة الانسداد الرئوي المزمن

يعتبر التدخين سبب رئيسي للاضطراب الرئوي الانسدادي المزمن، ولكن لا يمرض كل المدخنين بهذا المرض، في المقابل قد يمرض به غير المدخن وأسباب إصابتهم بمرض الانسداد الرئوي قد تكون بسبب العوامل أخرى إلى جانب التدخين، وهي : التعرض للـتدخين السلبي، فهو قد يؤدي إلى الاضطراب الرئوي الانسدادي المزمن. تلوث الهواء، إذا كنت تستنشق لفترات طويلة الهواء الملوث، فهناك احتمال للإصابة بالمرض، وهناك أبخرة الوقود المحترق أو المواد الكيميائية الموجودة في مكان عملك على سبيل المثال. الوراثة، تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في الإصابة بالمرض، فهناك حالة وراثية تعرف باسم نقص ألفا 1 أنتي تريبسين، وهو بروتين يساعد على حماية الرئتين من التلف، ونقصه قد يؤدي لتدهور الكلى أيضا، كما أنه يؤثر أيضا على الكبد. العمر، معظم الناس الذين لديهم الاضطراب الرئوي الانسدادي المزمن، كانوا أكبر من 40 سنة. وهناك عوامل أخرى، مثل، تدخين الأمهات أثناء الحمل، وانخفاض الوزن عند الولادة، والتعرض للتبغ في مرحلة الطفولة، والتهابات الجهاز التنفسي في مرحلة الطفولة. وقد يكون للربو أيضا دور في تطوير الاضطراب الرئوي الانسدادي المزمن، ووجدت إحدى الدراسات أن وجود الربو ساعد على حدوث الاضطراب الرئوي الانسدادي المزمن لدى غير المدخنين.

علاج مرض الانسداد الرئوي المزمن

من أجل علاج مرض الانسداد الرئوي المزمن، يجب أولًا الامتناع عن التدخين وعدم التعرض للمسببات البيئية، بمافي ذلك الوقاية من التلوثات بواسطة التطعيمات والمضادات الحيوية، وتوسيع القصبات الهوائية، الذي يتم عبر استنشاق مستحضرات طبية معينة.

خلال العقود الأخيرة، ثبتت أهمية العلاج المتواصل بواسطة إعطاء الأوكسجين للمرضى الذين يعانون من انخفاض إشباع الدم بالأوكسجين. يزيد هذا العلاج من احتمالات بقاء المرضى على قيد الحياة، ويحسن جودة حياتهم وقدراتهم الإدراكية. وقد تبين مؤخرا، كذلك، أن قدرات المرضى المصابين بالـ (COPD) الحاد لا تكون محدودة بسبب المرض الرئوي فحسب، بل نتيجة لحصول ضمور ثانوي في بعض أجهزة الجسم الأخرى، مثل العضلات، القلب والأوعية الدموية. يتضرر مبنى وأداء هذه الأعضاء بسبب نقص النشاط والأمراض المصاحبة، مثل: الاكتئاب، سوء التغذية، واضطرابات التنفس أثناء النوم.

نتيجة لهذا الأمر، تم ابتكار نمط جديد من العلاج يدعى "ورشة إعادة تأهيل مرضى الرئة"، والذي يشمل توجيه وتدريب المرضى، مساعدتهم على الإقلاع عن التدخين، التدريب الجسدي لتقوية العضلات والاستشارة الاجتماعية والغذائية.

يؤدي هذا الأسلوب العلاجي لتحسين جودة حياة المرضى، بحيث تزيد قدرتهم على بذل الجهد وتقل حاجتهم للعلاج الطبي والمكوث في المستشفى. ولأن هذه الورش العلاجية تعتبر ناجعة وتقلل من الأموال التي يتم صرفها على علاج المرضى، فإنها محبذة جدا لمرضى الـ (COPD) الذين يعانون من المرض بدرجاته الشديدة، أو لمن يعانون من محدودية الأداء نتيجة للإصابة بالمرض.

تم مؤخرا تطوير وابتكار طرق علاجية أخرى تناسب المرضى الذين لم يكن بالإمكان تحسين أدائهم. تشمل هذه العلاجات جراحة تصغير الرئة أو زرع الرئة. خلال عملية تصغير الرئة، يتم استئصال الأجزاء المتضررة من الرئة، مما يسمح للأجزاء المجاورة السليمة والطبيعية بتحسين أدائها. أما خلال إجراء عملية زرع الرئة، فإن ما يحصل هو استبدال إحدى الرئتين (أو كلتيهما) برئة مأخوذة من متبرع مناسب. تمكننا هذه الأساليب العلاجية من تحسين جودة حياة بعض المرضى، لكن ليس من الواضح، حتى الآن، إذا ما كانت تساعد في إبقاء المرضى على قيد الحياة أم لا.

#الانسداد الرئوي المزمن #أفضل طبيب صدرية في الأردن #أمراض تنفس