كل ما تحتاجين معرفته حول خلع الولادة

يعد خلع الورك المعروف بخلع الولادة dysplasia of the hip من الأمراض المنتشرة منذ القدم، وحسب الإحصائيات الطبية فإنه يتم تسجيل إصابة واحدة بخلع الورك بين كل ١٠٠٠ ولادة لأطفال على قيد الحياة، كما تعد نسبة إصابة الإناث بخلع الولادة أعلى من نسبة إصابة الذكور بشكلٍ واضح، وهذا يعتمد على عدة عوامل منها وراثية ومنها بيئية، وفي هذا المقال سيقدم لكم فريقنا الطبي كافة المعلومات حول أعراض خلع الورك عند الأطفال وأسبابه وكيفية علاجه.



ما هو خلع الولادة؟



يُعرف خلع الولادة طبيّاً بخلع الورك الخلقي أو خلل تنسُّج الوركي الخلقي، ويحدث نتيجة مشكلة في مفصل الورك الذي يربط بين عظم الفخذ وعظم الحوض، حيث يصل مفصل الورك بين رأس عظم الفخذ الذي يشبه الكرة بعظم الحوض الذي يحتوي تجويفاً على شكل كوب يحتل فيه رأس عظم الفخذ موضعه، وعندما يكون تجويف الورك ضحلاً فإنّ رأس الفخذ لا يستقر في مكانه بشكل صحيح مما يجعل مفصل الورك فضفاضاً، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يخرج عظم الفخذ من مكانه في مفصل الورك. وقد يؤثر خلع الولادة في أحد الوركين أو كلاهما، ولكنّه أكثر شيوعاً في الورك الأيسر، وتزداد احتمالية الإصابة به في الإناث والمواليد البكر، ويصاب واحد أو اثنان من كل 1000 طفل بخلع الورك الذي يحتاج إلى علاج. ويتم الكشف عن خلع الورك من خلال الفحص الروتيني للطفل الذي يُجرى على عدة مراحل بحيث يتم فحص الوركين للطفل كجزء من الفحص البدني لحديثي الولادة في غضون 72 ساعة من الولادة، كما يتم إجراء فحص الورك مرة أخرى عندما يكون عمر الطفل بين ستة وثمانية أسابيع.



ما هي أسباب خلع الولادة؟



لا يوجد سبب معين معروف لغاية الآن إلا أن معظم الأسباب قد تتمحور حول الأسباب التالية:





  • وضعية الطفل في الرحم: يمكن أن تزيد وضعية الطفل داخل الرحم من الضغط على الوركين، ويعتقد أنّ الأطفال في الوضع الطبيعي في الرحم يُعانون من ضغط أكبر على الورك الأيسر مقارنةً بالورك الأيمن، مما يجعل الورك الأيسر أكثر عرضة للضرر، كما أنّ الأطفال الذين هم في وضعية المجيء المقعدي هم أكثر عرضة لخلع الولادة.



  • التاريخ العائلي: تلعب الجينات دوراً مهمّاً ولكنها ليست سبباً مباشراً لخلع الولادة، حيث تزداد فرصة الإصابة بخلع الولادة بما يقارب 12 مرة في الأطفال الذين لديهم إصابة في أحد أفراد العائلة، حيث لوحظ أنّ خطر إصابة الطفل بخلع الولادة يزداد بنسبة 12% إذا كان أحد والديه قد أصيب بخلع الولادة، ويزداد بنسبة 6% إذا كان أحد الأخوة أصيب به، ويزداد بنسبة 36% إذا كان أحد الوالدين وأحد الأخوة أيضاً أصيب بخلع الولادة.



  • التشوهات الخلقية: تزيد بعض التشوهات الخلقية مثل تشوه القدم، أو تصلب الرقبة المعروف بالصعر فرصة الإصابة بخلع الولادة، وقد يرجع ذلك جزئياً إلى أنّ حجم الرحم يكون محدوداً في حالة هذه التشوهات.



  • التغيرات الهرمونية أثناء الحمل: عند اقتراب وقت الولادة، تزداد بعض الهرمونات التي تّسبب تمدد أربطة الأم بحيث تسمح للطفل بأن يمر عبر قناة الولادة بسهولة، وقد يكون بعض الأطفال أكثر حساسية لهذه الهرمونات من غيرهم، مما يؤدي إلى ارتخاء أربطة الطفل بشكل مفرط وخاصة عند الأجنة الإناث، مما يجعل الإناث 4-5 مرات أكثر عرضة لخلع الولادة مقارنة بالذكور.



  • وضعية الطفل خلال السنة الأولى من الحياة: يلاحظ أنّ خلع الولادة شائع عند الشعوب الذين يحملون أولادهم بطريقة تجعل الأرجل متلاصقة، والوركين ممدودين، بينما يكون الخلع نادراً في الشعوب الذين يحملون أولادهم بطريقة تكون فيها الأرجل متباعدة.




هل يوجد أعراض لمرض خلع الولادة؟

لا تظهر أعراض الخلع في البداية، لذا يقوم الأطباء باختبار روتيني للمواليد عادةً؛ وبحال وجودها فإنها تشمل: عدم تناظر الطيات الإليوية عند الطفل؛ وجود قصر عند مقارنة طول الرجلين يبعضهما، تكون في بعض الأحيان الرجل ملتفة للخارج، محدودية قدرة الطفل على الحركة (تحدد في فتح وضم الرجلين)، تأخر النمو الحركي (الجلوس والزحف والمشي) في بعض الحالات اختلاف في طول الساقين مع عدم تناظرهما والعرج عندما يمشي الطفل، المشي بالتمايل إلى الجانبين وتسمى مشية البطة، إذا كان الطفل يعاني من خلع الوركين.



هل يوجد علاج لخلع الولادة؟



يهدف العلاج هو وضع رأس عظم الفخذ في التجويف الحقي والمحافظة عليه إلى أن يتسنى للأربطة والعضلات المحيطة بالمفصل أن تحافظ على وضع المفصل الطبيعي وأن تنمو العظام بالشكل الطبيعي.



حالات عدم الاستقرار عند الولادة وليس الخلع الكامل، لا تستدعي علاجًا معينًا سوى المتابعة الطبية. ويوجّه الأهل لعدم لف الطفل جيدًا، ووضع حفاضتين للطفل بدلًا من واحدة لإبقاء الفخذين في وضع مفتوح ليعود الورك مستقرًا بصورته الطبيعية، ويعود رأس عظم الفخذ مرة أخرى إلى التجويف الحقي.



أما حالات الخلع التام فيختلف علاجها بحسب العمر؛ دون 6 أشهر، يوضع رباط أو جبيرة (جهاز الخلع الولادي) تساعد على تثبيت المفصل. يلبسها الطفل عادة لمدة تتراوح بين شهرين إلى أربعة أشهر، وبعد ذلك يلبس الجهاز في أوقات النوم في الليل لحوالي ثلاثة أشهر.



وبعمر بين 6-12 شهرًا، فيصحح الخلع تحت التخدير الكامل مع إجراء أشعة للورك للتأكد من وضعية الورك عند رجوعه؛ ومن ثم وضع بنطلون جبسي لمدة 4 أشهر يغير الجبس خلالها تحت التخدير الكامل. ويأتي خيار التدخل الجراحي لإرجاع المفصل أخيرًا لهذه الفئة العمرية بحال لم تجد الطرق الأخرى، في حين يعتبر شبه ضروري للحالات بعمر فوق 12 شهرًا، إذ يوضع بنطلون جبسي لمدة 3 أسابيع إلى 4 أشهر، وتتفاوت نسبة نجاح العملية في إعادة المفصل لوضعه الطبيعي بهذا السن، وفي بعض الأحيان يستلزم القبول بالنتائج التي يصل إليها التدخل الجراحي مع الجبس لعدم وجود طرق أخرى ناجحة أو سهلة التنفيذ؛ وفي حالات أخرى، تقدم الجراحة نتائج ممتازة ولكنها تحتاج إلى خبرة كبيرة وتخصص في هذا المجال.

#خلع الولادة #أفضل طبيب أطفال في الأردن #أمراض الأطفال