التسمم الدرقي لدى الرضع وعلاجه

للغدة الدرقية مكانًا ودورًا مميزين بجسم الإنسان يؤثر عليه عند حدوث أي خلل بها؛ فهي تتخذ بالجسم شكل الحرف H؛ حيث تتكون من فصين يقعان على جانبي القصبة الهوائية، ويصل بينهما النسيج الدرقي في صورة حبل رفيع، تقوم الغدة الدرقية بإنتاج هرمون الدرقين بتأثير من الهرمون المحفز للدرق المنتَج من قبل الغدة النخامية. وهرمون الدرقين يحتوي بشكل أساسي على عنصر اليود، وهو المسئول عن حدوث التفاعلات الكيميائية بالجسم؛ حيث تزداد سرعة أداء الجسم كلما زاد معدل إفرازه، ولكن عند الإفراط في إنتاج الغدة الدرقية للهرمونات يحدث للإنسان حينئذٍ التسمم الدرقي.

وفي هذا المقال سيقوم فريقنا بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع الإنفلونزا لدى الأطفال.



التسمم الدرقي لدى الرضع



التسمم الدرقي (thyrotoxicosis) لدى المولود هي حالة نادرة تظهر بنسبة 1%-5% لدى المواليد لأمهات مصابات أو اللواتي أصبن في الماضي بفرط الغدة الدرقية في أعقاب مرض غريف. في هذه الحالة يكون التسمم الدرقي سببه الأجسام المناعية التي تنتقل من الأم الى الجنين، عن طريق المشيمة، وتحث مستقبلات الهرمون المُنبِّه للدرقية (Thyroid Stimulating Hormone - TSH) الموجودة في الغدة (الهرمون يحث الغدة الدرقية). في هذه الحالة يكون فرط الفعالية حالة مؤقتة. هناك سبب آخر، وهو نادر جدًا, للتسمم الدرقي لدى المولود، وهو خلل خلقي للمستقبل TSH وهو سبب وراثي (ينتقل بصفة صبغية جسدية سائدة) ويشكل سببا للتسمم الدرقي الدائم في الغدة.



التسمم الدرقي لدى المولود يعتبر حالة طارئة تحتم التشخيص المبكر ومن ثم العلاج الفوري.



أعراض تسمم درقي لدى المولود



تظهر أعراض المرض في المرحلة الجنينية أو عند الولادة مباشرة، الا إذا كانت الأم تتعاطى عقاقير مثبطة للغدة الدرقية، فتنتقل فعالية هذه الأدوية عبر المشيمة الى الجنين وتثبط نشاط الغدة لدى الجنين. في هذه الحالة تظهر أعراض المرض فقط في الأسبوع الأول أو الثاني أو الثالث للولادة.



تشمل أعراض التسمم الدرقي لدى الجنين: نبض سريع, قصور في عمل القلب, بطء في النمو داخل الرحم. وتشمل لدى المولود: مولود خديج, مقاسات ولادة أصغر من جيل الحمل، جحوظ في العينين, حويصلة قد تسبب ضيق التنفس في أعقاب انسداد القنوات التنفسية, نبض سريع, ضغط دم مرتفع, قصور في عمل القلب, تضخم في الكبد في الطحال, وفي العقد الليمفاوية, اصفرار (يرقان) لفترة زمنية طويلة, انخفاض في الصفائح الدموية ونزف تحت جلدي. كما يمكن أن تظهر زيادة في الحركة (إنعدام الهدوء), إنخفاض في الوزن رغم الشهية الزائدة, إسهالات, تقيؤات وإرتفاع في درجة حرارة الجسم.



تشخيص التسمم درقي لدى المولود



يتم التشخيص عن طريق فحص نشاط الغدة الدرقية: TSH منخفض، يترافق مع 3TT و 4Ft زائدة، على مقربة من موعد ولادة مواليد لأمهات لم يحصلن على علاج مثبطًا لنشاط الغدة الدرقية, وفي الأسبوع الثاني للولادة عند المواليد لأمهات عولجن أثناء الحمل.



علاج التسمم الدرقي لدى المولود



يعطى العلاج للمواليد الذين تظهر لديهم أعراض سريرية دالة على فرط نشاط الغدة، وهي تشمل: تزويد المولود بالسوائل, تبريد تدريجي لجسم المولود, رفع وشد الرقبة عند وجود خطر إنسداد في القنوات التنفسية نتيجة الحويصلة, إضافة الى العقاقير المثبطة لنشاط الغدة الدرقية, محلول اليود الذي يمنع إنفلات الهرمون من الغدة وأيضًا عقاقير مهدئة. عندما يكون النبض متسارعا أو يتطور قصور في عمل القلب، يتم إضافة ديجوكسين (Digoxin). في الحالات الحادة يتم إضافة ستيرويدات (Steroids). لدى الأجنة أصحاب النبض المتسارع أو عند ملاحظة دلائل على قصور في عمل القلب، يتم العلاج عن طريق إعطاء عقاقير تشمل ديجوكسين للأم. هذه العقاقير تمر عبر المشيمة إلى الجنين.

#التسمم الدرقي #أفضل طبيب أطفال في الأردن