أمراض الأطفال: قصور الانتباه وفرط الحركة

يعتبر اضطراب قصور الانتباه أكثر الاضطرابات تشخيصا بين الأطفال. وبما انه غالبا ما يكون مصحوبا باعراض فرط الحركة عند الاطفال، فقد بات يعرف باسمه الشائع، وهو "اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة (ADHD)".



من الممكن أن يـظهر الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) جانبا واحدا فقط من الاضطراب، لكننا غالبا ما نستطيع ملاحظة وجود الارتباط بين اضطراب قصور الانتباه، ورفيقه فرط الحركة.



وفي هذا المقال سيقوم فريقنا بتقديم أهم المعلومات التي تهمك حول موضوع اعتلال الشبكية السكري.



أعراض قصور الانتباه وفرط الحركة



يتكون مصطلح ADHD من دمج بين مصطلحين يعبران عن اضطراب الانتباه والتركيز (Attention Deficit Disorder - ADD)، المصحوب باضطراب فرط النشاط .(Hyperactivity) ويعبر المصطلح ADHD عن المركبين الأساسيين للاضطراب: نقص الانتباه، بالإضافة إلى فرط النشاط المصحوب بالسلوكيات الاندفاعية.(Impulsivity/Impulsiveness)



وبالرغم من أن قسمًا من الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه والتركيز المصحوب بفرط النشاط (ADHD)، يعانون من جانب واحد من هذه المعادلة، إلا أن معظم الأطفال يعانون من المزيج الذي يشمل الاضطرابين معًا (اضطراب نقص الانتباه والتركيز واضطراب فرط النشاط). وتظهر العلامات والأعراض الأولى للإصابة بإضطراب ADHD عند القيام بفعاليات تتطلب التركيز وبذل مجهود فكري، على وجه الخصوص.



بالإضافة إلى: الاندفاع، الفوضى وصعوبات في تحديد الأولويات، ضعف مهارات إدارة الوقت، صعوبة التركيز على أداء مهمة، مشكلة في إنجاز المهام المتعددة، نشاطًا مفرط أو تململًا، سوء التخطيط، قدرة منخفضة على تحمل الإحباطات، تقلبات مزاجية متكررة، صعوبة في المواظبة على أداء المهام وإكمالها، حدة الطباع، مشكلة في التأقلم مع الضغوط.



أسباب وعوامل خطر قصور الانتباه وفرط الحركة



يميل كثيرون من الأهالي إلى إلقاء اللوم على أنفسهم عند تشخيص إصابة طفلهم باضطراب ADHD إلا أن الباحثين يزدادون اقتناعًا، مع مرور الوقت، بأن العوامل المسببة للاضطراب تعود إلى الصفات الوراثية، لا إلى الاختيارات السيئة، أو المغلوطة، التي يقررها الأهل.



وفي الوقت ذاته, هنالك عوامل بيئية معينة قد تؤثر على تصرفات الطفل أو قد تفاقِم حدتها.



وبالرغم من أنه لم يتم الكشف إلا عن القليل من خبايا اضطراب نقص الانتباه والتركيز, إلّا أن الباحثين قد تمكنوا من تحديد بعض العوامل التي يمكن أن يكون لها تأثير على هذا الاضطراب:





  • تغيير في بنية الدماغ أو أدائه: بينما لا يزال المسبب الدقيق لاضطراب ADHD مجهولًا، بينت مسوحات الدماغ حدوث تغييرات هامّة في بنية الدماغ وأدائه لدى الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب. فقد لوحظ مثلًا، وجود نشاط متدنٍ في المناطق الدماغية المسؤولة عن النشاط والانتباه.



  • الوراثة: يبدو أن اضطراب ADHD ينتقل وراثيًا من جيل إلى جيل. فقد دلت الأبحاث على إن واحدًا من كل أربعين طفلًا يعانون من الاضطراب لديه قريب عائلي واحد، على الأقل، يعاني من الاضطراب ذاته.



  • تدخين الأم خلال الحمل أو استعمال مواد تسبب الإدمان والتعرض للمواد السامّة: المرأة الحامل التي تدخن تزيد من احتمال ولادة طفل يعاني من اضطراب نقص الانتباه والتركيز. كما أن الإفراط في تناول المشروبات الروحية أثناء فترة الحمل من شأنه أن يسبب هبوطا في نشاط الخلايا العصبية التي تنتج الناقلات الكيميائية بين الأعصاب (Neurotransmitter). كما تكون النساء الحوامل اللواتي يتعرضن لملوثات بيئية سامة أكثر عرضةً لولادة أطفال مع أعراض اضطراب نقص التركيز والانتباه.




وتشمل عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة باضطراب نقص الانتباه والتركيز: تاريخ عائلي من الإصابة باضطراب ADHD أو باضطرابات سلوكية أو نفسية أخرى، والولادة المبكرة (preterm birth)



يظهر اضطراب ADHD مصحوبًا بظواهر أخرى من بينها: فرط الدرقية (Hyperthyroidism)، عُسر تعلّمي، أو عبقرية، اضطراب المعارضة والتمرد (Oppositional Defiant Disorder - ODD).



علاج قصور الانتباه وفرط الحركة



أكثر علاجات اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) انتشارا هو دواء الريتالين (Ritalin)، الذي كتب وقيل عنه الكثير. ولذلك، سنركز على مسار العلاج النفسي السلوكي. الطريقة الأساسية للعلاج هي طريقة التعلم الإجرائي (الإشراط الإجرائي) (Operant conditioning /instrumental conditioning)، إضافة لمنح عوامل التعزيز والتشجيع على السلوك المرغوب.



في إطار العلاج النفسي، يتم استخدام طريقة التعلم الإجرائي، وغيرها من الأساليب التي تساعد الطفل على اكتساب طرق سلوكية جديدة وإيجابية، مما يؤدي إلى تعزيز مهاراته وتعزيز ثقته بنفسه. ويساعد العلاج النفسي على الحد من اعراض فرط الحركة للاطفال وتخفيفها باستخدام العلاج العاطفي للطفل، تدريب الوالدين والهيئة التعليمية في الإطار الذي يتعلم فيه الطفل، واستخدام التعليم العلاجي والعلاج بالتشغيل لتطوير مهاراته.



تتنوع وتختلف الفرضيات بشأن مصدر الإصابة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. فالبعض يدعي بوجود عامل وراثي يتعلق بالدوبامين، لكن مع دور لا يقل أهمية تلعبه البيئة أيضا. كذلك، فإن الأطفال الذين كانت لديهم مضاعفات قبل الولادة، هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب. كما تبين، أيضا، أن التعرض لبعض أنواع الملوثات، مثل الرصاص، يزيد من مخاطر الإصابة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD).



من حيث بنية الدماغ، يشير الباحثون إلى أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) يعانون من نقص التحفيز الذي يسبب اضطراب نقص الانتباه، بسبب مشكلة في الجهاز الحوفي (Limbic system) أو في الفص الجبهي (Frontal lobe).



كذلك، يعتبر الأطفال الذين عايشوا طلاق والديهم أو الذين واجهوا مشاكل أسرية من الفئات المعرضة لخطر الإصابة بهذا الاضطراب، بالإضافة للأطفال الذين يولدون لاباء من ذوي السلوكيات المنبوذة مجتمعياً.

#فرط الحركة #أفضل طبيب أطفال في الأردن