السرطان والعلاج الإشعاعي

لعلك سمعت مسبقا عن العلاج بالأشعة ولكن تسائلت عن ماهيتها، هذا المقال سيوضح لك العلاج بالأشعة بشكل شموليّ وعلميّ وتوضيحيّ.



العلاج الإشعاعي، ما هو؟



العلاج الإشعاعي يعتبر من أهم أقسام الفيزياء الطبية وهو عبارة عن إشعاعات ذات طاقة عالية تعمل على قتل الخلايا السرطانية ومنعها من النمو والتكاثر والإنقسام، يستخدم العلاج الإشعاعي لوحده أو يمكن استخدامه بالتكامل مع الجراحة والعلاج الكيماوي حيث أنه لا يسبب أي آلام أو انزعاجات إذ يشبه في كثير من الأحيان بالصورة السينية، إنما يستلزم البقاء ساكناً لمدة دقائق معدودة، وبالتالي فإن العلاج الإشعاعي يستخدم كشفاء من السرطان ومانع لانتشاره أو مخففا من حدة المرض عندما يكون الشفاء غير ممكن وحالة المرض ميؤوس منها.



دواعي استخدامه



تعالج الأشعة العديد من اللأمراض الخبيثة كالسرطانات وغير الخبيثة كمرض جريفز (أحد أمراض فرط نشاط الغدة الدرقية) وظفرة العين ومنع نمو العظام في المكان الخاطئ. إلا أن علاج هذه الأمراض بالأشعة محفوف بخطر الإصابة بالسرطان على المدى البعيد، رغم أن الأشعة تسلط على زوايا عدة تختار بعناية بحيث تتداخل الحزم الإشعاعية في منطقة السرطان لتعطي جرعة أكبر في المنطقة المتواجد بها السرطان عوضا عن المناطق الأخرى السليمة.



أشكال العلاج الإشعاعي وطرقه



للعلاج الإشعاعي طريقتنين، العلاج من الداخل والعلاج من الخارج ويمكن ان يطلق عليهما العلاج بالأشعة الباطنية والعلاج بالأشعة عن بعد، تتم طريقة العلاج بالأشعة الداخلية عن طريق حقن المريض بمادة سائلة أو زرع مادة صلبة مشعة حول منطقة الورم من الداخل لتعمل بشكل دائم على الحد من الورم حيث تقوم هذه المواد ببث أشعة تعمل على تفتيت الخلايا السرطانية ويتوقف عملها بتوقف مفعول هذه المادة وتسمى هذه العملية بالعلاج الإشعاعي الدائم أو المزروع، أما العلاج الإشعاعي عن بعد فيتم عن طريق تسليط الأشعة بأعلى درجة على المنطقة الي تم تحديد الورم فيها لكن يجب قبل القيام بها حماية باقي مناطق الجسم من الأشعة وتوجيهها فقط على المناطق المصابة وتعتبر هذه الطريقة هي الأكثر استخداما لمعالجة السرطانات والأورام وقد تستغرق هذه العملية عدة جلسات على مدار عدة أيام للوصول الى الهدف من هذه الأشعة وهو معالجة وتفتيت الخلايا السرطانية ومنع تكاثرها ونموها على أن لا تتجاوز جرعة العلاج الإشعاعي جرعة واحدة يوميا لأن العلاج الإشعاعي يحتاج صبرا ووقتا طويلا.



الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي



يواجه المريض الذي يتعالج بالأشعة العديد من الصعوبات جراء اصابته بعديد من الآثار الجانبية للأشعة رغم أنها تكون جلسات يومية غير مؤلمة، حيث يشعر المريض بعد الجلسة بالإرهاق والغثيان والشعور بالرغبة بالتقيؤ كما الصداع المستمر، ويشعر المريض أيضا بفقدان الشهية وقد يعاني من انخفاض عدد كريات الدم الحمراء فقد يلجأ الطبيب عندها لإعطائه دما لتعويض المفقود، بالإضافة الى التقرحات الفموية والالتهابات الجلدية وفقدان الشعر التي يصاب بهم المريض بسبب الأشعة، حيث تترك الآثار هذه المريض في حالة من عدم الاستقرار النفسي والانزعاج والشعور الدائم بالثقل هذا يتطلب العلاج بالأشعة الصبر والإلتزام والوقت.



لذلك يجب على المريض الذي يتعالج بالأشعة أن يحصل على كثير من الراحة والطعام الصحي والمتوازن وارتداء الملابس الفضفاضة والقطنية بسبب الإلتهابات والتهيجات الجلدية التي قد يصاب بها ومراعاة اللطف في التعامل مع هذه المناطق وابعادها عن المياه الباردة أو الساخنة أو مستحضرات التجميل أو أشعة الشمس المباشرة ومراجعة طبيب الأورام بشكل دوري والإلتزام بالأدوية.