أمراض الفم والأسنان

صحة الفم والأسنان تعني ابتسامة جذابة وملفتة ورائحة فم منعشة، حيث أن اسنانك تظهر مدى عنايتك بنفسك وهي من أهم الأعضاء في جسمك حيث أن الأسنان تساعدك على نطق الأحرف وتكوين مخارج حروف واضحة، وتساعدك على طحن الطعام وتقطيعه لتسهيل عملية بلعه وهضمه من قبل الجهاز الهضمي، وتعطي شكلك الدعامة والشكل الجميل والمناسب وتمنحك الثقة بالنفس بينما أيّ اصابة أو أمراض أو اعتلالات بهذا الجزء الهام قد يعكر صفو حياتك ويزعزع ثقتك بنفسك وقد يمنعك حتى من الابتسام.


في هذا المقال ستتعرف على أكثر مرضين مؤذيين لصحة الأسنان والفم وأسبابهم وكيفية علاجهم.


1) تسوس الأسنان (Dental Caries)


تسوس الأسنان عبارة عن نخر وثقوب صغيرة أو كبيرة تصيب الأسنان بشكل تدريجي ويسمى أيضا بالتعفن حيث أن تسوس الأسنان يسبب تآكل في الأسنان إذ يعد من أكثر أمراض الأسنان شيوعا ويصيب الغالبية ممن لا يحافظون على صحة أسنانهم ويأكلون السكريات والحلويات بشكل مستمر وهو منتشر بشكل كبير بين الأطفال والمراهقين حيث أظهرت الدراسات الأمريكية أن ما نسبته 60-90% منهم يصاب بتسوس الأسنان نتيجة تناول الحلويات والسكريات والمواد الضارة.


يسبب تسوس الأسنان آلاما كبيرة وغير محتملة في كثير من الحالات بالأخص تلك التي يكون التسوس قد تفشى وكبر في السن، ومن أعراضه الأخرى ظهور بقع بنية اللون أو سوداء اللون على سطح الأسنان، انبعاث رائحة كريهة مستمرة في الفم، وحساسية الأسنان الكبيرة عند تناول الأطعمة والأشربة، وفقدان الشهية وعدم القدرة على تناول أي طعام بسبب الآلام المفرطة.


إن أهم أسباب تسوس الأسنان هو عدم الاهتمام بنظافة الأسنان بعد تناول الطعام وبالأخص الطعام الغني بالكربوهيدرات حيث أنها إذا تجمعت في الفم لفترة طويلة تتفاعل مع البكتيريا الموجود في الفم لتتحول لأحماض تعمل على مينا الأسنان لتفقدها المعادن المهمة لصحة الأسنان (الكالسيوم والفوسفات) مما يؤدي إلى نخرها وعمل ثقوب بها وإذابة الطبقة الخارجية من الضرس، كما أن نقصان اللعاب في الفم يوفر بيئة مناسبة للأحماض الناتجة مما يسبب فقدان مزيدا من المعادن وبالتالي تزيد فرصة التسوس، لذلك فإن الأشخاص الذين يشكل الكالسيوم جزءا أساسيا من نظامهم الغذائي تجد صحة أسنانهم أفضل لأن نسبته تكون أعلى في أسنانهم مما يقلل نسبة التسوس.


أما علاج تسوس الأسنان فيعتمد على الحالة ومدى سوءها إذ يمكن علاج التسوس بالفلورايد من خلال ملئ مواضع النخر حيث أن الفلورايد يحمي الأسنان ويمنع تكسرها بسبب الحامض اللاكتيكي المتواجد ضمن مكوناته وما ينتجه من بكتيريا، كما يمكن علاج الأسنان باستخدام الحشوات المركبة أو الحشوات التعويضية، أو من خلال علاج العصب، أو بتغطية السن بالكامل بما يسمى التاج ليحميه من الأضرار التي قد تطرأ على الأسنان وليرممها، أما أسوأ أنواع التسوس قد تؤدي الى خلعٍ للسن حيث يكون التسوس قد وصل إلى عظام الفك وقضى على السن بأكمله وسبب آلاما لا تحتمل.


2) التهاب اللثة Gingivitis))


هي حالة تصيب اللثة من نزيف والتهاب وألم وذلك بسبب تراكم الجراثيم في الفم وعدم معالجتها والتخلص منها بالشكل السليم مما يؤدي الى تجريد الأسنان من الطبقة التي تغلفها وبالتالي فقدان الأسنان تدريجيا، إن من أعراض التهاب اللثة هو نزيفها عند القيام بتنظيف الأسنان بالفرشاة، حساسيتها الشديدة، واحمرارها وتورمها، وظهور صديد مرئي وواضح يحيط بالأسنان واللثة، وانسحاب اللثة، وتكون رائحة كريهة دائمة في الأسنان، كما يحدث في حالات كثيرة أن تكون هنالك فجوات بين الأسنان واللثة.


حيث أن تراكم البكتيريا الشفافة وغير المرئية على الأسنان بشكل مستمر يسبب التهاب اللثة وتكوين طبقة على سطح الأسنان (plaque) وإن لم تزل هذه الطبقة عن الأسنان فقد تتصلب وتتحول الى الجير الأمر الذي يجعل من إزالتها أمرا صعبا بالخيط والفرشاة وعندها قد تحتاج الى الذهاب لطبيب الأسنان ليقوم بتنظيفهم منها للمحافظة على صحة الأسنان، إن مراحل التهاب اللثة تنقسم الى ثلاثة أقسام، الالتهاب الطفيف والذي ينجم عن تراكم البلاك على سطح الأسنان مسببا بعض الإحمرار والتورم باللثة أو النزيف عند تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط وهذا من أسهل أنواع التهاب اللثة علاجا وأبسطها، ويوجد التهاب اللثة المتوسط والذي تبدأ فيه اللثة بتشكيل جيب تحت خط اللثة مما يشجع على اختراق ونمو البكتيريا تحت خط اللثة وفي هذه المرحلة تبدأ اللثة بالإنسحاب مشكلة خطر سقوط الأسنان وخسارتها، لكن يمكنك في هذه المرحلة أن تحسن من نظافة أسنانك وفمك لتمنع تكون المزيد من الأضرار. أما التهاب اللثة المتقدم فتتدمر به الألياف والعظام في الأسنان مسببة خسارة الأسنان أو اضطرارية إزالتها عند طبيب الأسنان ليقوم عندها بتوفير خيارات اخرى تجميلية للمريض.


يمكنك حماية أسنانك من خطر التهاب اللثة وذلك باستخدام الفرشاة وخيط تنظيف الأسنان الطبي المناسب، كما يمكنك استخدام معجون الأسنان وغسول الفم المضاد للجراثيم والذي يخلص الفم من البكتيريا ويزيل بنفس الوقت البلاك من الفم، ويجدر الذكر أن هنالك عوامل عديدة ومسببات تلعب دورا في زيادة امكانية الإصابة بالتهاب اللثة كالسرطان، الإيدز، والسكري حيث أن المصابين بالسكري أكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثة، كما أن بعض الأدوية يسبب جفافا بالفم مما يقلل من نسبة اللعاب الذي يحتوي العديد من الخصائص المحافظة على صحة الأسنان، بالإضافة الى أن التدخين يفقد اللثة القدرة على التجدد والتحسن.


علاج التهاب اللثة يكمن بشكل اساسي بإعادة إلصاق نسيج اللثة المعافى على سطح الأسنان وتخفيف الإلتهابات وتقليص حجم الجيوب وبالتالي وقف تفاقم مشكلة اللثة لكن علاج التهاب اللثة يعتمد على الحالة التي وصلت لها اللثة والمسبب الذي أدى الى التهابها كما أن الحالة الصحية للمريض تلعب دورا مهما في علاج التهاب اللثة، حيث أن بعض العلاجات قد تتطلب تدخلا جراحيا يهدف الى استعادة الطبقة الداعمة للسن.


إن كنت تعاني من أمراض في الفم والأسنان راجع الطبيب على وجه السرعة ليشخص حالتك وليعطيك العلاج اللازم لتستعيد صحة أسنانك، كما أن الحفاظ على صحة أسنانك واتباع أساليب الوقاية لتجنب أمراض الفم أمراً ضرورياً حيث أن المواظبة على تنظيف أسنانك ثلاث مرات يوميا واستخدام معجون الأسنان والخيط الطبي وغسول الفم بشكل يومي يضمن لك أسنان صحية وجميلة.

#طبكان #شبكة أطباء النخبة