ماذا يرى المصاب بعمى الألوان؟

مرض عمى الألوان هو عبارة عن فُقدان الإنسان القدرة على التمييز بين الألوان الثلاثة (الأحمر، والأزرق، والأخضر)، وذلك إثْرَ وُجود خَلَلٍ ما أدى إلى إصابة الإنسان بهذا النّوع من العمى، ومن المُمكنِ أنْ يُؤثرَ هذا المَرَضُ على حياةِ الإنسان اليومية، ولكن بإمكانه التأقلُمُ معه، وفي أغلبِ الأحيان يَكونُ مَرَضاً وِراثياً، ويعود السبب في الإصابة بهذا المرض إلى وجودِ خَلَل ما في العَصَب البَصري، أو الدّماغ، أو العين إثر تعرّضها المباشر لأيِ مادةِ كيميائية أو حادث.



في هذا المقال سيقوم فريقنا باستعراض أهم المعلومات عن مرض عمى الألوان.



ما هي أسباب عمى الألوان؟



هناك العديد من الأسباب المؤدية لعمى الألوان، وفيما يلي سنذكرها:



الوِراثة: حيث يَنتقِلُ مَرض عمى الألوانِ عن طريقِ الوِراثةِ، وذلك في حالِ تِكرار الإصابة به في العائلة الواحدة. اختلالُ الشبكيةِ، أو بعضُ مناطقِ الدماغ، أو العَصَب البصري. والتَّقدمُ بالسن. وقَد يكون عمى الألوان عَرَضَاً جانبياً؛ بسبب بعض الأدوية، أو أمراض العين مثل: اعتلالُ شَبكيّة السكري.



كيف يرى المصاب بعمى الألوان؟



من المؤكد أن عين الإنسان تتكون من ثلاثةِ أنواعٍ من الخلايا المخروطية، وهي عِبارةٌ عن مجموعةٍ من الخلايا التي تَستَقبِلُ الضوءَ الواردَ إلى شبكيّةِ العين، وبدورها تقوم بتحويلها إلى إشاراتٍ كهربائيةٍ لإيصالها إلى المخ، فتتمّ تَرجمَتُها عبر العَصَب البصري، وكلّ مخروطٍ من هذه المخاريط يعملُ على التقاطِ أحد الألوانِ الأساسيةِ الثلاثة: الأزرق، والأحمر، والأخضر، ووظيفتها بالأصل تقوم على امتصاص صبغاتِ الضوءِ الساقطِ والعمل على ترجمته، فمثلاً الخلايا المخروطية الحساسة جداً للألوان ذات الطول الموجي القصير تَعملُ على امتصاصِ اللون الأزرق والعمل على تَمييزه، أمّا الخلايا المخروطية ذاتُ الحساسيةِ للطول الموجي المتوسط فإنّها تَعمل على امتصاص اللون الأخضر وترجمته وتمييزه، أما الخلايا المخروطية ذات الحساسية العالية للأطوال الموجية الطويلة فإنّها تختص بامتصاص اللون الأحمر.



وبذلك يتبيّن لنا أنّ الإنسان يستطيع التمييز بين هذه الألوان، ويفقد الإنسان التمييز بين هذه الألوان الثلاثة عند حدوثِ أيّ اعتلالٍ، أو نقصٍ في التقاط أيٍّ من هذه الأنواع الثلاثة من الخلايا المخروطية؛ أي إنّها لا تَقوم بِعملها على أكملِ وجه، ويحدثُ العمى بِأنْ يَفقد المصاب رؤيةَ هذه الألوان الثلاثة بشكلٍ كاملٍ، أو قد يَراها على درجاتٍ مُختلفة من اللون نفسه.



ما هو علاج عمى الألوان؟



في الحقيقة عمى الألوان لا يمكن علاجه طبياً، وبعض المصابين بعمى الألوان قد لا يكتشفون أنهم يرون الألوان بطريقة مختلفة عن معظم الناس إلا بعد مرور العديد من السنوات، كما أنَّ أغلب المصابين بهذه الحالة يتمكنون من التعايش مع حالتهم الصحية، ومن طرق التغلب على مشكلة عدم تمييز الألوان ما يلي:





  • حفظ ترتيب ألوان الأشياء التي لا يتمكّن من تمييز ألوانها، كأن يحفظ ترتيب ألوان الإشارة الضوئيّة.



  • استخدام تطبيقات الهواتف الذكية المصممة لمساعدة الأشخاص المصابين بعمى الألوان.



  • إبلاغ المسؤولين في مدارس الأولاد المصابين بعمى الألوان عن طبيعة المشكلة التي يعاني منها الطفل، لاختيار الألوان المناسبة للطباشير والأوراق المطبوعة.



  • ترك مهمة تنسيق الملابس للأشخاص المقرّبين.



  • استخدام نظارات أو عدسات لاصقة خاصة تُحسِّن من قدرة المريض على التمييز بين اللونَين الأحمر والأخضر عن طريق السَّماح لبعض الأطوال الموجية للضوء بالمرور من خلال العدسة دون غيرها.



  • استخدام عدسات حمراء تقلل من حساسيّة المصابين بعمى الألوان الكليّ.



  • من الحلول الواعدة لعلاج العمى اللوني العلاج الجيني لتصحيح التشوّهات الجينيّة المسؤولة عنه.




ما هي آثار مرض عمى الألوان؟



قد يؤثر عمى الألوان على حياة المصاب به، ويحد من قدرته على التعامل مع الأمور الحياتيّة اليومية، فالطفل المصاب بعمى الألوان الذي لم يتم تشخيصه، قد يشعر بالقلق لعدم قدرته على قراءة ما يُكتب بالطباشير الصَّفراء على خلفية خضراء، أو عند محاولته لاختيار الألوان في دروس الرسم، كما أنَّه قد يجد أنَّ أطباق الطعام الخالية من الألوان أقل جاذبية، وبالتالي يعاني من قلة الشَّهية. أما الكبار فقد يجدون بعض الصعوبة عند قراءة معلومات مرمّزة، مثل الرسوم البيانيّة، والرسوم البيانيّة الدائريّة، وعند اختيار ملابسهم، أو الخضار، كما أنَّ التعامل مع الإشارة الضوئيّة يعتبر تحدّياً كبيراً بالنسبة لهم.

#عمى الألوان #طبيب عيون